50 زعيما قبليا عراقيا الى السعودية , وماحكاية الهدايا لوسائل الاعلام

بغداد- العراق اليوم:

أعلن مسؤولون عراقيون في بغداد، أن ما لا يقل عن 50 زعيما قبليا، غالبيتهم من عشائر جنوب ووسط العراق، تلقوا دعوات لزيارة السعودية، ولقاء مسؤولين وشخصيات قبلية واجتماعية ودينية هناك، ضمن ما أطلق عليه تعزيز العلاقات الأخوية.

جاء ذلك بالتزامن مع الكشف عن تقديم السلطات السعودية منحا مالية لعدد من وسائل الإعلام المحلية العراقية، بينها قناة فضائية تحظى بتأثير واسع داخل الشارع العراقي.

وقال عضو مجلس عشائر بغداد، الشيخ «مالك الخزعلي»، لصحيفة «العربي الجديد»: «إن دعوات سعودية وصلت أخيرا إلى عدد كبير من زعماء العشائر لزيارة المملكة. نرحب بذلك، لكن طبيعة انتقاء الشخصيات غير صحيحة، ويبدو أنها ناجمة عن جهل القائم على هذه الدعوات».

وأضاف: «تم توجيه دعوات إلى شخصيات خلافية لا تحظى بإجماع المشيخة داخل العشيرة ذاتها، وتم إهمال شيوخ آخرين، وتم إرسال دعوة إلى شيخ فخذ (فرع من العشيرة) وأهمل شيخ عموم العشيرة بذاته، وتكرر ذلك في أكثر من عشيرة»، مشيرا إلى دعوات وجهت إلى شيوخ من محافظات البصرة وبابل والنجف وذي قار والمثنى والقادسية، فضلا عن بغداد وديالى والأنبار وصلاح الدين.

وأعلن «الخزعلي» أن الدعوة مفتوحة، لكنه أعرب عن اعتقاده بأنها قد تؤجل لما بعد عطلة عيد الأضحى، مضيفا أن الدعوة تفسر من قبلنا على أنها لإذابة الجليد الطائفي وتطبيع العلاقات بشكل أكبر ضمن نهج جديد للسعودية مع العراق.

    بعلم من الحكومة

 

من جانبه، قال مسؤول بارز في الحكومة إن «الدعوات السعودية لزعماء العشائر العراقية تمت بعلم من الحكومة، وهناك فئات أخرى وجهت لها دعوات، مثل رجال الأعمال العراقيين ورجال الدين الذين يتواجدون حاليا في مكة بدعوة رسمية، وعددهم نحو 200 رجل دين من فئة خطباء مساجد وحسينيات وطلاب علم ومدرسين في الحوزة العلمية في النجف».

ووفقا للمسؤول فإن دعوة السلطات السعودية أخيرا لعلماء المساجد وخطباء المنابر بعدم الدعاء على ما يسمونه الرافضة والتحريض عليهم تعتبر خطوة إيجابية ممتازة، وبداية تغيير كبير في العلاقات بين البلدين، على حد وصفه.

وتوقع أن تتم زيارات لمسؤولين سعوديين على مستوى رفيع إلى العراق نهاية سبتمبر/أيلول أو أكتوبر/تشرين الأول المقبلين.

    هدايا مالية

إلى ذلك، قالت مصادر إعلامية عراقية في بغداد إن 5 وسائل إعلام عراقية محلية تلقت هدايا مالية من السعودية، لتطوير ما وصفته المصادر بالخطاب الإعلامي الإيجابي والهادف.

وتتخذ أغلب وسائل الإعلام العراقية من عمان ولندن وإسطنبول مقرات رئيسية لها، إضافة إلى مكاتبها الأم الموجودة في بغداد وأربيل.

وقال أكثر من مصدر مطلع إنه سمح لإحدى وسائل الإعلام، وهي محطة فضائية عراقية ذائعة الصيت، للمرة الأولى، بتغطية مناسك الحج لهذا العام، عبر بث مباشر من مكة، وإجراء لقاءات مع الحجاج العراقيين.

وتمر المؤسسات الإعلامية العراقية بضائقة مالية كبيرة أسفرت عن تسريح العشرات من العاملين فيها، وإغلاق عدد منها.

ويرجع ذلك إلى إيقاف الكونغرس الأمريكي برنامج دعم عدد كبير من وسائل الإعلام العراقية التي ظهرت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، ضمن ما أطلق عليه حينها برنامج دعم الديمقراطية في البلاد.

 

وقال عضو في مجلس إدارة إحدى تلك الفضائيات، إن الدعم المالي يهدف إلى تبني خطاب معتدل ضد الطائفية والإرهاب وتوحيد العراقيين، نافيا أن يكون هناك أي إملاءات أو شروط قبيل تلقيهم المنحة السعودية.

ويحظر القانون العراقي الخاص بتنظيم وسائل الإعلام العراقية للعام 2005 تلقي أي مؤسسة إعلامية مبالغ مالية خارجية من دون موافقة حكومية.

وشهدت العلاقات السعودية العراقية تحسنا كبيرا خلال الشهرين الماضيين بعد سلسلة زيارات متبادلة لمسؤولي البلدين، أسفرت عن رفع التمثيل الدبلوماسي وفتح المعبر البري بين البلدين وزيادة مقاعد الحج للعراق واستئناف رحلات الخطوط الجوية والإعلان عن قرب فتح قنصليات سعودية في البصرة والنجف، وتخصيص مبالغ سعودية لمشاريع إنسانية جنوب العراق.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أجرى رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» زيارة رسمية إلى السعودية كانت الأولى له منذ تسلمه منصبه نهاية 2014؛ بحث خلالها مع الملك السعودي الملك سلمان تعزيز التنسيق بين البلدين في جميع المجالات.

علق هنا