ما هكذا يا عون تورد الإبل ؟

بغداد- العراق اليوم:

لا يمكن ان نتجاهل مواقف الجنرال ميشال عون الرئيس اللبناني المعتدلة والمنصفة، واصطفافه البطولي مع محور المقاومة منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية اللبنانية، وقبل ذلك حين رفض الانخراط كقوى سياسية مسيحية في المحور السعودي المناوئ لحزب الله ومحور مجابهة اسرائيل. كل هذا محفوظ ولا يمكن ان يتجاوزه منصف، لكن هل من الانصاف ان يتجاوز فخامة الرئيس عون هو ذاته الامانة التاريخية، وينسب ادعاءات يراد لها ان تسجل في بطن التاريخ كحقائق، وهي لما تزل ماثلة عياناً، ويريد فخامته ان يغالط الوقائع، ويدعي ادعاءات تنكر حقوق الأخرين وتصادر بطولاتهم وما حققوه على ارض كانت اشبه بتلك التي خسفتها الطبيعة القاسية ؟.

من تابع خطاب الجنرال الاخير الذي بثته قنوات التلفزة اللبنانية والعربية، وبعض المحطات العراقية ايضاً، سيصدمه ما اورده الرئيس من مغالطات، وقد لا نختلف معه في مفاخرته بجيش بلاده، واشادته بقواته المسلحة التي جابهت فلول داعش على طول الخط الحدودي المشترك مع سوريا، وهو خط بسيط وقصير نسبياً، بالمقارنة مع خطوط انتشار تنظيم داعش الارهابي في تخوم حدودية اخرى. ومن حق الرئيس اللبناني ان يكل المديح بشتى انواعه لافراد جيشه، لكن ليس من حقه ابداً ان يصادر التاريخ كما قلنا، ويدعي ما ادعاه بسماجة مفرطة.

ففي معرض كلمة له قال فيها ( ان الجيش اللبناني اثبت انه الجيش الوحيد الذي تمكن من هزيمة داعش)!  فاي مغالطة هذه بحق السماء، وأي تجاهل لحقائق الارض والميدان، كيف سمح الجنرال لنفسه، وهو العسكري والعارف اكثر من غيره لخط المواجهة مع داعش، ومن اين انطلق والى اين وصل، ومن قطف ثمار نجاح من ؟ ليس من حقه ان يسلب حق غيره، حتى وان كان في اطار التعبئة النفسية.

كيف ايها الجنرال تريد للمواطن اللبناني ان يصدق قبل غيره، ان الجيش البناني هو الوحيد الذي استطاع هزيمة داعش، هل انت غائب كل هذا الحد عن الواقع الاقليمي منذ٢٠١٤، كيف لم تسمع بما حققه العراقيون منذ ذلك التاريخ حين تجرأت ما تسمى الدولة اللاسلامية على الاراضي العراقية، فكانت ان اتت الى مقتلها، حيث خلص العراقيون العالم من خطر داهم كان على وشك ان يجتاح فيه البرابرة وجه العالم، ويصبغوه بلون الدم .

كيف لم تسمع اشادة الرؤساء من مختلف دول العالم بقوة الجيش العراقي وما حققه، كونه القوة الاولى في العالم التي هزمت داعش وانهت اسطورته المرعبة، كيف لم تسمع وترٓ كل هذا، حتى سمحت لنفسك ان تنسب هذا الانجاز العظيم الى غير اصحابه؟.

ما المبرر، وما الداعي لمثل هذا الاحراج الذي وضعت نفسك فيه يا فخامة الجنرال، لمٓ هذا النكران، وانت تعرف ان جيشك مع كل اعتزازنا به لم يتجرأ على فلول داعش لولا ما حققه جيشنا، حين جعل الدواعش اضحوكةً وفئران تبحث عن جرودكم لتنام فيها، هل سنتجاهل الاتفاق مع داعش الذي جنب جيشكم اصطدام حقيقي مع هذا التنظيم، ثم الا تعلم بأن النصر المتحقق في جرود كان اغلبه قد تحقق على يد ابطال حزب الله، واذا كان هذا الأمر لا يعنينا، بأعتبار انكم لبنانيون، والنصر لكم جميعاً، لكن الذي يعنينا حتماً هو  ان لا حق لك في ان تسلب حق الجيش العراقي العظيم الذي كسر شوكة داعش، وصنع الجرأة والجسارة لغيره من الجيوش كي يقف ويصمد بوجه الدواعش بجسارة!!

هل تعرف ان ابسط معركة خاضتها قواتنا ضد داعش تعادل اضعاف ما قام به جيشك.

لا تعتد على التاريخ ايها الجنرال، واحفظ للناس حقوقهم، وان خانك التعبير، فهذا يمكن التغافل عنه، لكن اياك ان تصدق الوهم، وتتجرأ لتدعيه، فالعالم لن يصدق بعد هذه النكات السمجة .

 

علق هنا