مدعوم سعوديًا.. ماذا تعرف عن “جيش العدل السني”

بغداد- العراق اليوم:

قالت مؤسسة “جيمس تاون” الاستخباراتية الأمريكية، إن تنظيم “جيش العدل” البلوشي السني الإيراني المعارض يهدد العلاقات الإيرانية الباكستانية، نتيجة نشاطه على حدود البلدين.

واعتبرت المؤسسة في تقرير لها أن “العلاقات الباكستانية المتوترة مع جارتها إيران تأثرت في الـ27 من أبريل/ نيسان الماضي عندما قتل مسلحون من جيش العدل (جماعة سنية تعرّف بأنها تعمل عبر الحدود في باكستان) 10 من حرس الحدود الإيرانيين في هجوم في مقاطعة بلوشستان وسيستان الإيرانية”.

وشنّ جيش العدل عددًا من الهجمات على قوات الأمن الإيرانية في المناطق الحدودية منذ عام 2012، ما أدى في كثير من الأحيان إلى اختطاف وقتل أفراد من قوات الأمن الإيرانية.

ورأى التقرير الأمريكي أن “الهجوم الذي وقع في الـ27 من نيسان/ أبريل الماضي في مدينة ميرجاوه، طغى على باقي الهجمات، باعتباره الأكثر جرأة، والذي يبدو أنه ارتكبه مسلحون سنيون متحالفون مع تنظيم “داعش” في طهران في حزيران/ يونيو”.

العلاقات الباكستانية الإيرانية

وإيران التي تواجه اتهامات بدعم جماعات المتمردين في الخارج وكانت في السابق جزءًا مما يسمى بـ”محور الشر”، اتهمت إسلام آباد مرارًا وتكرارًا بالفشل في كبح جماح المسلحين الإسلاميين العاملين من الأراضي الباكستانية.

وتدعي إيران على وجه الخصوص أن عددًا من مسلحي “جيش العدل” شنوا هجمات في إيران، ثم فروا عبر الحدود إلى باكستان.

وعلى الرغم من إدانة الحكومة الباكستانية لهجوم الـ27 من أبريل، إلا إن الوضع أصبح مؤخرًا من سيء إلى أسوأ، وحذرت الحكومة الإيرانية من أن باكستان يجب أن تتحمل “المسؤولية النهائية” عن الهجوم.

 

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، قالت فيه “إن إسلام آباد يجب أن تكون مسؤولة عن وجود جماعات إرهابية على أراضيها والجماعات الخارجة عن القانون التي تعمل ضد إيران من أراضيها”.

وأعدمت السلطات الإيرانية مؤسس “جماعة جيش العدل” عبدالملك ريغي في عام 2010 بعدما قامت باختطافه من داخل الأراضي الباكستانية عبر طائرة كانت متجهة إلى قبرص.

وعلى الرغم من توافر معلومات قليلة نسبيًا عن طموحات المجموعة، فإن هدف المنظمة الأم هو الكفاح من أجل حقوق السنة البلوش داخل إيران.

وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن ريغي لم يدعُ أبدًا إلى فصل إقليم سيستان وبلوشستان عن إيران.

وشن “جيش العدل” هجمات دموية ضد القوات الإيرانية كان أعنفها في تشرين الأول/ أكتوبر 2013 وتشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وأسفرا عن مقتل 53 شخصًا وإصابة 25 من أفراد قوات الأمن والمدنيين الإيرانيين.

وكانت معظم الهجمات تنفذ عبر نصب كمائن لدوريات أمن الحدود بالقرب من باكستان، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2013، لقي 14 من حرس الحدود الإيرانيين مصرعهم، ادعت المجموعة في وقت لاحق أنها رد على إعدام 16 سجينًا سنيًا (يشتبه في أنهم أعضاء في جيش العدل) و”المعاملة القاسية للسنة في إيران، وسلوك تمييزي شامل للنظام الإيراني ضد السنة”.

ويقود الجماعة حاليًا شخصان هما صلاح الدين فاروقي والملا عمر، ولا يعرف سوى القليل عن فاروقي، ولكن الملا عمر هو شقيق مولا بوكس داراخشان، زعيم جماعة طائفة سنية أخرى تدعى سيباه رسول الله، وهي أيضًا نشطة في مقاطعة سيستان بلوشستان.

تعيين مثير للجدل

 

ومما زاد من تعقيد القضية أن إيران اتهمت السعودية أيضًا بتنفيذ أنشطة تخريبية من الأراضي الباكستانية، وإن كان ذلك “ضد إرادة باكستان”.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “إن لدى إيران معلومات استخباراتية تفيد بأن الرياض تشارك بنشاط في تعزيز الجماعات الإرهابية وتعمل على الجانب الشرقي من إيران في بلوشستان، باستخدام أراضي أحد جيراننا ضد إرادتها لشن هجمات ضد إيران”.

كما أثر السعوديون على العلاقات الباكستانية- الإيرانية مع تعيين الجنرال الباكستاني المتقاعد رحيل شريف رئيس أركان الجيش السابق كمستشار عسكري للتحالف العسكري الإسلامي الذي تقوده السعودية في الآونة الأخيرة لمكافحة الإرهاب.

وقد عرضت السعودية هذا المنصب قبل تقاعده في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، لكن القضية ظلت مثيرة للجدل، ولم تسمح الحكومة الباكستانية له بتولي المنصب لمدة خمسة أشهر، وأصدرت ما يسمى بشهادة عدم الممانعة في أبريل من هذا العام.

ويحظى الجنرال رحيل شريف باحترام كبير في باكستان للإشراف على عملية “زرب العزب” التي أدت إلى خفض كبير في الهجمات الإرهابية، خلال فترة رئاسته للجيش بين عامي 2014 و 2016.

ومنذ تعيينه، تراجعت العلاقات بين إسلام آباد وطهران بشكل أكبر مع اسقاط طائرة بدون طيار كانت أجهزة الأمن الإيرانية تستخدمها لتتبع نشاطات “جيش العدل”.

عرض ضبط النفس

وعقب هجوم “جيش العدل”، عززت طهران قواتها الأمنية وقامت بمناورات تكتيكية على طول حدودها مع باكستان.

وفي الماضي، هددت طهران أيضًا باستهداف قواعد إرهابية “أينما كانت” ومع ذلك، فقد أبدت كل من إسلام أباد وطهران ضبط النفس حتى الآن، وكان إسقاط باكستان للطائرة بدون طيار في حزيران/ يونيو في الواقع تصعيدًا غير عادي.

وكانت جهود إيران الأمنية السابقة للقضاء على “جند الله” غير فعالة، ما أدى بدلًا من ذلك إلى تشكيل “جيش العدل”، ولا يمكن أن تتحمل إيران مزيدًا من التدهور في الوضع الأمني على طول حدودها مع باكستان.

 

 

علق هنا