(العراق اليوم).. ترسم انفوغرافيك محاور القتال في الموصل

بغداد- العراق اليوم:  حققت القوات العراقية تقدماً سريعاً ومفاجئاً، على الجبهتين الشرقية والشمالية لمعركة الموصل.

وتمكنت القوات من دخول الأحياء الشرقية للمدينة، الإثنين الماضي، والمفاجأة الأكبر وقعت على الجبهة الشمالية، عندما تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من المناورة والالتفاف على مدينة تلكيف وريفها، والسيطرة على منطقة الشلالات، البوابة الشمالية لمدينة الموصل، الثلاثاء الماضي.

بينما لازال المحور الجنوبي بعيداً نسبيا عن مداخل المدينة، في حين تسعى قوات "الحشد الشعبي  لغلق طريق الإمدادات الغربي للمدينة عن تنظيم داعش" الإرهابي.

أما قوات البيشمركة فتتقدم تدريجيا في محيط بعشيقة على المحور الشمالي الشرقي.

1- المحور الشرقي:

بعد أكثر من أسبوعين على انطلاق عملية "قادمون يا نينوى"، 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، تمكنت القوات العراقية من دخول الموصل، من المحور الشرقي، عبر حي "كوكجلي"، والتوغل داخل حي "الكرامة"، اللذان يدخلان ضمن الحدود الإدارية للمدينة بعد توسعها.

وشهد المحور الشرقي تقدماً كبيراً للجيش بعد السيطرة على بلدة "برطلة" المسيحية (15 كلم عن الموصل)، في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومدينة "قرقوش" المسيحية (20 كلم شرق الموصل) بعد يومين من ذلك.

وتحولت برطلة، إلى نقطة ارتكاز بالنسبة للجيش، وخاصة قوات مكافحة الإرهاب (قوات النخبة)، التي تقدمت بسرعة نحو قرية بزوايا (أقل من 1كلم عن أطراف الموصل الشرقية)، ومنها إلى كوكجلي، حيث انهارت دفاعات "داعش"، رغم ردها بمدافع الهاون والهجمات المباغتة من خلف خطوط القوات المهاجمة، عبر الأنفاق.

2- المحور الشمالي:

وإن كان دخول الموصل، من المحور الشرقي متوقعاً، بعد السيطرة على برطلة، بشكل جعله أقرب المحاور إلى المدينة، إلا أن وصول طلائع الجيش إلى منطقة "الشلالات"، على المداخل الشمالية للموصل، جعل الأمر مفاجئاً.

فالإثنين الماضي، أعلنت قيادة الجيش انطلاق المرحلة الثانية من عملية "قادمون يا نينوى"، على المحور الشمالي (سد الموصل - تل أسقف).

وبدلاً من التقدم من بلدة بطمايا المحررة (شمال)، وتشديد الحصار على مدينة تلكيف (شمال) وقضائها (ريفها)، قبل دخول الأحياء الشمالية للموصل، توغلت القوات العراقية عبر طريق الشلالات، الذي يفصل "تلكيف" و"بعشيقة" (شمال شرق) المحاصرتين من الجيش والبيشمركة.

وحررت قرية الآغاوات، ومنطقة الشلالات، التي لا تبعد عن مدخل الموصل الشمالي، سوى بنحو كيلومتر واحد.

3- المحور الشمالي الشرقي:

وتقوده قوات البيشمركة، مدعومة بالمدفعية التركية في معسكر بعيشقة، وتتركز هذه القوات حول مدينة بعشيقة (12 كلم شمال شرق الموصل)، وريفها.

ورغم إعلان البيشمركة، تحريرها 6 قرى في محيط المدينة، الأحد الماضي، إلا أن تقدمها باتجاه الموصل يبدو بطيئاً مقارنة مع بداية المعركة.

وهذا ما يعني التزامها بعدم دخول الموصل، كما سبق وأن طالبت به عدة أطراف عراقية، تخشى ازدياد نفوذ الأكراد في شمالي البلاد، أو ارتكابهم تجاوزات وعمليات تهجير عرقي لسكان المدينة العرب.

لذلك تكتفي البيشمركة، بحصار بعشيقة، وتحرير القرى المحيطة بها، بعدما أعلنت أنها حررت 500 كلم مربع منذ بدء المعركة.

4- المحور الجنوبي:

تتركز فيه الكتلة الرئيسية للجيش، في ناحية القيارة (60 كلم جنوب الموصل)، فاستطاع تحقيق تقدم مهم بعد سيطرته على منطقة "الشورة"، وزحفه نحو ناحية "الحمام العليل" (20 كلم جنوب الموصل)، آخر ناحية قبل الوصول إلى المشارف الجنوبية للموصل.

ومع ذلك يبقى هذا المحور الأبعد عن المدينة مقارنة بالمحورين الشرقي والشمالي، وحتى المحور الشمالي الشرقي، إذا ما استبعدنا المحور الغربي، غير المعني بدخول المدينة، على الأقل في هذه المرحلة.

كما أن المحور الجنوبي، يعتبر من أكثر المحاور صعوبة حيث تحيط به عدة جيوب خاضعة لسيطرة "داعش"، على غرار الحويجة (محافظة كركوك)، الواقعة جنوب شرق "الشرقاط"، والتي انطلق منها الهجوم على مدينة كركوك (شمال شرقي العراق)، مما يجعل هذا المحور مهدداً بهجمات على خطوط الإمداد أو على مواقعه الخلفية.

5- المحور الغربي:

وتقوده قوات الحشد الشعبي   وتحاول السيطرة على مدينة "تلعفر" (65 كلم غرب الموصل)، بهدف قطع الطريق على وصول إمدادات عسكرية أو دعم لـ"داعش" في الموصل، من مدينة الرقة (شمالي سوريا).

حيث تركت الجبهة الغربية للموصل، مفتوحة بهدف ترك منفذ لمقاتلي "داعش" للهروب من العراق نحو سوريا حتى لا يستميتوا في القتال إذا تم إحكام الحصار على المدينة.

غير أن تصريحات قيادات عسكرية عراقية أشارت إلى تسجيل "هجرة" عكسية لعناصر "داعش" من سوريا إلى العراق، مما دفع الجيش العراقي للسماح لقوات الحشد الشعبي، المتحفز للمشاركة في معركة الموصل، بالتوجه إلى "تلعفر"، لعزلها عن الموصل، قبل السيطرة عليها وعلى القرى المحيطة بها.

  الحشد الشعبي يواجه  داعش في مناطق المحور الغربي مختلفة التضاريس، وداعش، يستميت فيها ، حسب القيادي في الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس.

وحاولت مجموعات من سكان الموصل، فتح جبهة داخل المدينة ذاتها،   وهاجمت مراكز أمنية تابعة للتنظيم في الجانب الغربي لنهر دجلة الذي يفصل المدينة، لكنها تلقت ضربة قوية وسريعة من مسلحي التنظيم، الذي قام بقتل العشرات من سكان المدينة وخاصة من رجال الشرطة السابقين.

وعلى الطرف الآخر حاول "داعش" فتح جبهات أخرى، لتشتيت القوات العراقية، على غرار العمليات الانتحارية والهجمات التي ينفذها عناصره في العاصمة بغداد، آخرها مقتل 6 أشخاص بعبوات ناسفة جنوبي بغداد، الثلاثاء الماضي، ومحاولة عناصر من داعش، السيطرة على أحياء في مدينة كركوك (شمال غرب)، فضلاً عن السيطرة على مدينة الرطبة التابعة لمحافظة الأنبار (غرب)، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية.

وأدخل التنظيم أسلوباً جديداً في القتال يتمثل في الأنفاق، التي من خلالها يتقي الضربات الجوية، كما يوجه عبرها هجمات على الخطوط الخلفية للجيش والقوات المتحالفة معه، وهو الأسلوب الذي استعملته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في حربها الأخيرة مع إسرائيل 2014.

 

 

علق هنا