بغداد- العراق اليوم: لم يفض اجتماع موسع عقده أكثر من ثلاثين نائباً عراقياً، مستقلاً ومدنياً، واستمر حتى ساعة مبكرة من فجر اليوم الإثنين، عن أي اتفاق موحد حيال الموقف من مبادرتين مشروطتين، طرحهما كل من زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، وتحالف "الإطار التنسيقي"، الأسبوع الماضي. ووفقاً لنائب مستقل شريطة عدم ذكر هويته، فإن الاجتماع الذي استمر عدة ساعات بمنزل النائب المستقل حيدر شمخي في بغداد، شهد خلافات في المواقف بين من يرى أهمية استغلال الخلافات الحالية بين الصدريين وقوى الإطار التنسيقي وإحداث خرق في طقوس تشكيل الحكومة التي سارت عليها منذ ٢٠٠٣ ولغاية الآن، عبر تقديم مرشح من بينهم لرئاسة الحكومة، لكن هذا الفريق منقسم أيضاً بين من يؤيد مبادرة "الإطار التنسيقي" وقسم يرى بمبادرة زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر أفضل لهم. وبدا الانقسام الحاد واضحاً منذ الدقائق الأولى للاجتماع، بحسب النائب، الذي أشار إلى أن نواباً رأوا أن العروض المطروحة غير جدية وهي محاولة للزج بالمستقلين في الأزمة كطرف وتحميلهم جزءا من المسؤولية، بينما اعتبر آخرون أن فشل تجربة المستقلين والمدنيين في البرلمان الحالي هو ما تتفق عليه القوى الحاكمة بمختلف توجهاتها وتسعى له، تحسباً من تنامي وجودهم بالبرلمان المقبل، واعتبروا أن الأفضل الابتعاد عن فخ المبادرات خصوصا مع تصاعد نقمة الشارع بسبب الأزمة. وكشف النائب ذاته عن اجتماع مرتقب سيعقد مساء غد الثلاثاء في محاولة للخروج بموقف، لكنه أشار إلى أن المشاركين في الاجتماع والبالغ عددهم نحو 35 نائباً ممن يحملون صفة مستقل ومدني لم يحققوا أي تقارب حتى الآن، لا سيما حركتي "امتداد" و"جيل جديد" المدنية، والذين يطرحان رأيا آخر هو ترشيح رئيس وزراء منهم بدون شروط مسبقة من الإطار التنسيقي والتيار الصدري وتشكيل الحكومة بطريقتهم دون أي إملاءات، وهو ما يبدو مستحيلاً لتلك القوى. وفي الشأن، قال النائب المستقل ياسر وتوت، إن "الاجتماع الذي عقد في بغداد بمنزل النائب حيدر شمخي، لم يكن مختلفاً من حيث المضمون عن الاجتماعات الماضية"، مشيراً إلى أن "هناك نواباً على قناعة بأهمية الاستفادة من العرض المطروح، في حين هناك من هو متخوف من احتمالية أن تكون هذه المبادرات ورطة للمستقلين". واعتبر وتوت، أن "اللقاءات مستمرة في بغداد"، أملا بالخروج في موقف موحد"، لكنه لم يظهر الكثير من التفاؤل بشأن ذلك.
*
اضافة التعليق