بغداد- العراق اليوم: واجه رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، القوى السياسية والشارع العراقي بضرورة مغادرة عقلية الخلافات الجانية، وتنحية المصالح الذاتية والفئوية، أن رغبنا فعلاً بأقامة نظام سياسي مستقر قائم على العدالة والمساواة، وبناء مؤسسات فاعلة وفق قواعد العالم الحديث، مؤكداً ان هذا هو القارب الوحيد الذي لن يعيد العراق الى جزيرة التوحش البربري الاجرامي الذي كان فيه العراق قبل عام 2003. الكاظمي في كلمة موجزة ومركزة القاها في الحفل التأبيني الذي أقيم في ذكرى شهادة المفكر الاسلامي محمد باقر الصدر، وبحضور قادة الصف الأول في المشهد السياسي، ذكر القوى السياسية كافة، بأهمية أن تفي باستحقاقات المرحلة، وأن تنحاز دون أدنى تردد الى خيار ترسيخ حكم الشعب العراقي لنفسه، وأن لا تجعل من الخلافات الجزئية سبباً لخرق القارب الذي انطلق منذ قرابة عقدين، ولا يزال الأمل يحدو الكثيرين في أن يصل بالعراق الى بر الأمان. كلمة الكاظمي كانت واضحة جداً، أذ دعا الى ان يساهم الجميع من موقعه في معالجة الانسداد السياسي، والتخلي عن فكرة لي الأذرع، وابعاد مفهوم التغالب لصالح التعاون والتكاتف والدفع بالعجلة الى الأمام، لأن هذا الشعب لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل لحلم مشروع الدولة الناجزة، ولم يعد العالم يحتمل أيضاً المزيد من التشتت والضياع في المشهد العراقي. الكلمة التي القيت نالت اعجاب وثناء المتابعين، أّذ ركز رئيس الوزراء بلا توريات ولا لف ولا دوران على أهم المشاكل التي تعاني منها البلاد، وأكد بما لا يقبل الشك الدور المحوري الذي يلعبه الشعب العراقي في صناعة المشهد السياسي اليوم، وأن هذا الدور لم يأتِ منحة أو منة من أحد، قدر ما هو استحقاق دفع الشعب ثمنه دماءً زاكية من الحركة الوطنية النضالية العراقية، حيث دفعت قوى اليسار والقوى الاسلامية والقوى الكردية دماءً غزيرة من اجل الخلاص من الدكتاتورية، وتخليص البلاد من شرورها المدمرة. الكاظمي ذكر الجميع بمسؤولياته، واومض بالتفاتة جميلة وذكية الى أمس المعارضة العراقية التي كانت تحلم بتخليص العراق من مشاكل وازمات يفتعلها ذلك النظام الاجرامي، فهل نسيت هذه القوى ذلك الحلم؟، وماذا لو تذكرت الان وقادت مراجعة شاملة لتجاوز اخطاء الحاضر، والتأسيس لغد عراقي يليق بتضحيات كبيرة وشاخصة، ليس اقلها دماء المفكر الصدر واخته العلوية، وقبلهما وبعدهما قوافل من شهداء العراق الابرار، لاسيما ابناء الانتفاضة الشعبانية المباركة وشهداء حركة الانصار وغيرها من حركات التحرر والخلاص الوطني العراقي.
*
اضافة التعليق