الكرة التي رماها الصدر في حضن الاطار التنسيقي.. أهي رفع حرج ام مناورة لكسب الوقت؟

بغداد- العراق اليوم:

لم يمضٍ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعيداً في خيارات التجريب لمسار محاولة حشد ثلثي أعضاء مجلس النواب، وتمرير مرشحه لرئاسة الجمهورية ومن ثم المضي بالخطوة الاضافية لتسمية رئيس الوزراء المقبل، اذ انهُ عرف ان تكرار نفس التجربة بذات الأدوات مجرد تضييع للوقت، واهدار للفرص، بل وقد تنقلب الأية أيضاً، حيث لوحظ انخفاض عدد النواب الحاضرين في جلسة الأربعاء الماضي، عن جلسة السبت التي سبقتها، مما يعني ان " بريق المعارضة"، وتسويق المظلومية، وصراخات الخوف من الاقصاء والتهميش التي يطلقها الاطاريون بدأت تؤتي أكلها، ولذا بات من الصعوبة بمكان استقطاب المزيد من النواب المستقلين والكتل السياسية، واصبحت عملية كسر ارادة الطرف المُعطل بحكم المستحيلة، فما الذي بقي مع الصدر من اوراق لم تستخدم بعد؟.

في الواقع، معه الكثير من الأوراق، ليس اقلها ما فعله مساء أمس الخميس، حين القى كرة التشكيل التي يحاول ان يضعها في الهدف، في حضن ذات القوى الممانعة، ووضعها في زاوية حرجة، فحين كانت الانظار تتجه نحوه وتحالفه، وتحسب خطواتهم خطوة تلي اخرى، وصارت وسائل الإعلام المختلفة تصف عمليات الاخفاق  الثلاث بأنها فشل، هو يبادر الصدر لدير تلك الانظار نحو خصومه، وسنكون من الان فصاعدا امام مشهد اخفاق وورطة حقيقية يتحملها الاطار التنسيقي ومن تحالف معه، فلا هم يستطيعون المضي فعلاً في مباحثات وتفاوضات دون الصدر وكتلته النيابية الوازنة، ولا هم في وضع يتيح لهم تشكيل كتلة نيابية ذات وزن جماهيري وشعبي يستطيعون عبرها اجبار الآخرين على الجلوس معهم والاستماع لطرحهم السياسي.

ان خطوة التأجيل التي اقدم عليها الصدر، خطوة ذكية، وهي ورقة واحدة من مجموع اوراق لا يزال يتقن اللعب بها، ويتفنن في ابرازها، دون ان يجد حرجاً من الشارع او الوضع الحكومي المستقر حالياً في ظل حكومة تمضي بهدوء نحو انجاز روزنامة مخططة بعناية.

علق هنا