بغداد- العراق اليوم: يحتفل (العراق السياسي ) هذه الأيام بموسم “توزيع المناصب” داخل البرلمان، وهو ما اعتادته الأحزاب الكبيرة منذ 2005 وإلى اليوم، إلا أنها هذه المرة اصطدمت بجدارين الأول حالة التشظي المكوناتي الكبير الذي تعيشه والثاني صعود عدد لا بأس به من النواب المستقلين الذين أعلنوا رفضهم مغريات المناصب وأكدوا بقاءهم معارضة إيجابية لكشف وملاحقة الفساد. وأوضح عضو مجلس النواب المستقل هادي السلامي في حديث أنَّ “الصراع الحالي على المناصب بدأ ولكنه اصطدم بالتشظي الحاصل داخل الكتل الكبيرة”. وقال: إنَّ “توزيع المناصب ليس بالشيء الجديد لأنَّ برنامج الأحزاب الحاكمة التي جاءت بعد 2003 هو المحاصصة والصراع على السلطة، وهو أمر غير جديد، ولكن الأمر الجديد هو التشظي الحاصل في ما بينها”، مبيناً أنَّ “الأحزاب الكردية تشظت وكذلك الأحزاب السنية والشيعية، وصعد مجموعة من المستقلين سببوا تحدياً للأحزاب الحاكمة الكلاسيكية، وبدأت تلك الأحزاب تستميل الأحزاب المستقلة على المناصب”. وأضاف أنَّ “الصراع الحالي هو تشظي وتفكك الأحزاب التي قادت العراق طوال السنوات الماضية، ونحن مجموعة من المستقلين المتجهين نحو المعارضة الإيجابية قُدمت لنا عروض مغرية ولكننا رفضناها، وبذلك لم يستطيعوا ضمنا إلى جانبهم”. وتابع، “نحن معارضة إيجابية تسعى إلى مكافحة الفساد وتقود عملية كبيرة لمحاسبة الفاسدين وسارقي المال العام، وهذا يشكل تحدياً للأحزاب الحاكمة كونها تعتمد على المحاصصة، إذ إننا نتحدث عن الفساد والقضايا الأخرى ونرفض المحاصصة الطائفية والحزبية، أي إنَّ عملنا تقويمي ونسعى إلى محاربة الفساد”. وبشأن مشاركة المستقلين في التصويت واختيار الحكومة، أوضح السلامي “سوف نشارك في التصويت على الحكومة واختيار الأشخاص الأكفاء والنزيهين وذوي السمعة الجيدة وأصحاب الخبرة والتجربة، كما أننا سوف نصوت للقوانين الجيدة”. وبين أنَّ عددهم “34 نائباً مستقلاً، كما أنَّ لدينا تفاهمات في ما بيننا نستطيع من خلالها جمع تواقيع 25 عضواً من أجل استجواب رئيس وزراء أو وزير أو محافظ أو مدراء عامين، وكذلك نستطيع طرح سؤال أو استفهام، فضلاً عن تمكننا من عمل لجان تحقيقية ومفاتحة المدعي العام والنزاهة وعمل لجان تدقيق ومراقبة البرنامج الحكومي، أي إنَّ لدينا وسائل تختلف عن وسائل الأحزاب الحاكمة”، على حد تعبيره
*
اضافة التعليق