بغداد- العراق اليوم: كشفت مصادر صحافية خاصة، عن جدول اعمال وزير المخابرات الايرانية، الذي زار بغداد مؤخرًا، وأبرز اللقاءات التي اجراها بموافقات رسمية، حيث التقى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وبحث معه جملة من الملفات. وبحسب المصادر "كان الموضوع الأبرز الذي تمت مناقشته في اجتماع وزير المخابرات الإيراني، محمود علوي، برئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، هو مناقشة أمر تبادل السجناء بين طهران وواشنطن، في الجولة المقبلة من الحوار الاستراتيجي الأمريكي-العراقي. هذا الأمر كانت قد تمت مناقشته فى المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في فيينا، حيث طالبت واشنطن طهران بالإفراج عن جميع السجناء الأمريكيين من أصل إيراني، المحتجزين لدى السلطات الايرانية بتهم التجسس. في المقابل، طلبت طهران من واشنطن الإفراج عن كافة السجناء الإيرانيين، في جميع أنحاء العالم، والذين تمت معاقبتهم بالسجن لانتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة على الجمهورية الإسلامية. يقول مصدر حكومي عراقي، كان حاضراً الاجتماع بين وزير المخابرات الإيراني، ورئيس الوزراء العراقي، ": "طلب السيد علوي من الكاظمي، مناقشة الأمر مع الأمريكان في الجولة المقبلة من الحوار الاستراتيجي، وضرورة إقناع الجانب الأمريكي بأن الإفراج عن كامل السجناء الإيرانيين في جميع أنحاء العالم المتهمين بانتهاك العقوبات الأمريكية، أمر لا بد من تسويته لاستكمال محادثات إحياء الاتفاق النووي". في المقابل، طلب الكاظمي من السيد علوي، بحسب المصدر الحكومي العراقي، مساعدة الجانب الإيراني فى العمل على تهدئة الفصائل المسلحة العراقية، وتوقف استهدافها للقوات الأمريكية لضمان إجراء الانتخابات البرلمانية فى أجواء مستقرة أمنياً. وعد السيد علوي، رئيس الوزراء العراقي، بالعمل على هذا الأمر، وأن إجراء الانتخابات البرلمانية من أولويات القيادة الإيرانية العليا. الى ذلك، ذكر مصدر أمني إيراني، كان من ضمن الوفد الذي ترأسه وزير المخابرات الايرانية، محمود علوي، في زيارة بغداد في حديث صحافي، أن زيارة علوي جاءت "لمناقشة بعض الأمور الهامة والمشتركة بين العراق وإيران". ومن بين هذه الأمور الهامة- التى ذكرها المصدر الأمني من الجانب الإيراني- هجمات الفصائل المسلحة العراقية، بالإضافة إلى الحوار الاستراتيجي المقبل بين العراق والولايات المتحدة، وبعض المسائل الخاصة بالمعابر الحدودية بين البلدين. فور وصول وزير المخابرات الإيراني، محمود علوي إلى العراق، قام الرئيس العراقي برهم صالح باستضافته بمحل إقامته بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد، وبحسب مصدر من الجانب الإيراني، مطلع على هذا الاجتماع"، قائلاً إن اللقاء كان أقل من العادي، ولم يناقش الجانبان أياً من الأمور الهامة، سوى تبادل التحيات والتأكيد على أهمية عمل البلدين على استقرار العراق وتحقيق الأمن، بالإضافة إلى قيام علوي بتقديم التعازي إلى الرئيس العراقي نيابة عن الشعب الإيراني. وبالعودة إلى زيارة محمود علوي، غير المعلنة مسبقاً، فقال المصدر الأمني من الجانب الإيراني، إن وزير المخابرات توجه بعد لقائه بالرئيس العراقي، مباشرة للقاء مستشار الأمن العراقي، قاسم الأعرجي، وفالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. في هذا الاجتماع الذي دار في مقر الحشد الشعبي، داخل المنطقة الخضراء، بالعاصمة العراقية بغداد، تمت مناقشة الهجمات الأخيرة للفصائل المسلحة العراقية على القوات والمصالح الأمريكية في البلاد. وذكر المصدر الأمني في حديث صحافي تابعه ( العراق اليوم)، أن الأعرجي ركز على مطلب واحد فقط، وهو أن يتوسط الجانب الإيراني لتهدئة الفصائل المسلحة العراقية، قبيل الانتخابات البرلمانية التي من المقرر إجراؤها في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وبحسب مصدر مقرب من مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، قائلاً: "كان السيد الأعرجي يريد العمل على تهدئة الأمور بين الفصائل العراقية المسلحة والولايات المتحدة، لضمان إجراء الانتخابات فى موعدها، خاصة أن زيارة حسين طائب، السابقة زادت الأمور سوءاً بالنسبة للحكومة العراقية". في المقابل، ناقش محمود علوي، وزير المخابرات الإيراني، مع السيد قاسم الأعرجي، بعض الأمور التى ستتم مناقشتها في الجولة المقبلة من الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، وعلى رأسها انسحاب القوات الأمريكية من العراق. يقول المصدر الأمني الإيراني، الذي كان مطلعاً على هذا الاجتماع، أن "علوي جاء برسالة واضحة من القيادة الإيرانية فيما يخص انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وهي ضرورة ضغط الحكومة العراقية مقابل أن تعلن واشنطن جدولاً زمنياً لانسحاب جنودها قبل نهاية العام الجاري". بعد اجتماع محمود علوي، وزير المخابرات الإيراني، بمستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، وفالح الفياض رئيس هيئة وحدات الحشد الشعبي، ذهب للقاء أبو فدك المحمداوي، نائب رئيس الحشد الشعبي، وعدد من قادة كتائب حزب الله العراقية، وسيد الشهداء، وهما من ضمن الفصائل المسلحة العراقية والتابعة لهيئة الحشد الشعبي أيضاً. يقول المصدر الأمني من الجانب الإيراني: "لم يجتمع علوي بجميع قادة الفصائل المسلحة في وقت واحد، فضل أن يجتمع بقادة كتائب حزب الله وسيد الشهداء بمفردهم فى البداية". وبحسب المصدر الأمني الإيراني، فإن هذا القرار يعود إلى رغبة وزير المخابرات الإيراني، في الاجتماع بشكل منفرد بقادة فصيل عصائب أهل الحق، بقيادة الشيخ قيس الخزعلي". يقول قائد عسكري فى فصيل سيد الشهداء،"إن الاجتماع مع علوي كان مجرد إيصال رسائل من المرشد الأعلى على خامنئي، حول استهداف فصائل المقاومة للقوات الأمريكية". وأضاف القائد العسكري قائلاً: "لم تكن الرسائل التي يحملها السيد علوي تتضمن أى شيء عن هدنة قريبة، أو تراجع فى مهاجمة القوات الأمريكية، فقط ضبط النفس، وعدم الانخراط في المبالغة، نحن والأصدقاء في إيران نعلم أنه قد آن الأوان لطرد الأمريكان، لكن لن يتم ذلك بطريقة عشوائية". بالنسبة إلى فصيل عصائب أهل الحق، بقيادة قيس الخزعلي، الذي أعلن في أوقات سابقة، أن أمر مهاجمة الفصائل العراقية، للقوات الأمريكية داخل العراق، قرار عراقي وطني خالص، ولا يؤثر به أي عامل أجنبي. يقول مصدر مقرب من فصيل عصائب أهل الحق، إنه في الآونة الأخيرة كانت هناك بعض الخلافات الصغيرة بين العصائب وكتائب حزب الله، "أعتقد أن اجتماع علاوي مع العصائب سيكون للعمل على حل هذه الأزمات الصغيرة".
*
اضافة التعليق