بغداد- العراق اليوم: عزا الأكاديمي ورئيس الجمعية النفسية العراقية البروفيسور قاسم حسين صالح، ارتفاع وتيرة ظاهرة الانتحار في العراق، إلى البطالة وتوالي الخيبات والتخلف الاجتماعي، إضافة إلى غياب الوازع الديني. وقال صالح إن الانتحار "مأساة كبرى على مسرح الحياة، أن يكون الانسان هو القاتل والقتيل في آنٍ معاً"، مبيناً أنه وحسب اطلاعه هناك بين 800 ألف الى مليون حالة انتحار في العالم سنوياً، ويشكل الانتحار ثاني سبب للموت بين الفئات من عمر 15 الى 29 سنة. وأشار إلى أن للانتحار أنواع وأسباب متعددة، منها ضعف الوازع الديني وظلم المجتمع وأسباب نفسية بنسبة 35%، إلا أنه عزا انتشار ظاهرة الانتحار في العراق، إلى البطالة والتخلف الاجتماعي. وأضاف أنه وبعد 2003 ظهرت أسباب انتحار عراقية خاصة، وهي ناتجة عن توالي الخيبات، حيث صبر العراقيون سنوات طويلة دون نتيجة، والطبقة الحاكمة حاصرت نفسها في المنطقة الخضراء، لتعيش لنفسها فقط وكأن العراق انقسم لعراقين، العراق والمنطقة الخضراء. ورأى صالح، أن البطالة التي وصلت لنسبة 30% بين الشباب، وخاصةٍ الشباب المتعلم الذي لا يجد فرصة لملائمة معيشته وشهادته، زادت من حالات الانتحار بين الشباب، والمسؤولون لم يتمكنوا من وضع حلٍ لهذه الظاهرة. الحل من وجهة نظر صالح، للحد من ظاهرة الانتحار، هو أن يأخذ الشباب حقهم في الزمن الديمقراطي، حيث أنه هناك فجوة بين الطبقة الحاكمة والشباب، مؤكداً أن السبب الرئيس في الانتحار في العراق، هي خيبة الأمل أو توالي الخيبات، وأن السلطات لا تجد حلولاً ملائمة لمشاكل الشباب، والخوف والقلق على المستقبل يدفعهم لإنهاء حياتهم. كما حذر من أن فشل الانتخابات العراقية المقبلة، في اجراء التغيير المرجو، سيتسبب في ارتفاع حالات الانتحار في العراق أكثر. وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، مؤخراً، عن ارتفاع كبير في أعداد حالات الانتحار التي حدثت خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، مشيرة إلى أنها بلغت 298 حالة انتحار وقال عضو المفوضية، فاضل الغراوي، في بيان، إن عام 2020 شهد تسجيل 298 حالة انتحار في عموم محافظات العراق. وأوضح أن عدد الذكور المنتحرين بلغ 168 والإناث 130، مضيفاً أن بغداد سجّلت النسبة الأعلى في حالات الانتحار بواقع 68 حالة، تليها البصرة بـ39، ثم ذي قار بواقع 33 حالة.
*
اضافة التعليق