بغداد- العراق اليوم:
التقى متظاهرو ذي قار، الجمعة، 31 كانون الثاني 2020، بممثلة بعثة الامم المتحدة في العراق، جنين بلاسخارت، في مقر البعثة بالمنطقة الخضراء وسط بغداد، وقدموا لها رسالة تتضمن ثلاثة مطالب.
نص الرسالة:
السيدة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة المحترمة
تحية طيبة
شكرنا وتقديرنا العالي لحضرتكم على الدعوة التي وجهت لنا
أننا في محافظة ذي قار وبعد مرور (٤) أشهر على حراكنا السلمي وبعد سقوط أكثر من (١٢٠) شهيدا من شبابنا وأكثر من (١٢٠٠) جريح ، جئنا هنا لننقل من خلالكم رسالتنا الى الأمين العام للأمم المتحدة والى المجتمع الدولي بأن هذا الحراك الذي انطلق في 2019/10/1 والذي اشترك فيه كل أطياف الشعب العراقي هو حراك ومطالبات سلمية وفقا للقانون والدستور العراقي والمعايير الدولية ولكن جوبهنا بعنف مفرط من قبل الأجهزة الأمنية. سقط العديد من الشهداء برصاص القناصة اعتبارا من يوم 10/1 وتم استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع من مسافات قريبة ضد المتظاهرين مما أدى الى اصابات مباشرة في (الفم والعين والجمجمة) تسببت في الوفاة وأعداد كبيرة من الجرحى ، لم يتم التحقيق في حالات القتل برصاص القناصة ولم يتم القاء القبض على أي منهم ولم يتم اتهام جهة معينة ، علما أنها حصلت في عدة محافظات في نفس الوقت. انتشرت تقارير أن قنابل الغاز المسيل للدموع كانت أثقل من العبوات العادية بثلاث مرات وأن مسافة اطلاقها تصل الى (400 م) بدل (150م) وهذا يثير التساؤلات والشكوك ، هل كانت هذه القنابل للاستخدام المدني لتفريق المتظاهرين أم للاستخدام العسكري ، وقد صرح وزير الدفاع العراقي ان هذه الأنواع من قنابل الغاز المسيل للدموع لم يتم استيرادها من قبل أي جهة حكومية ، فمن أين أتت ؟ وكيف وصلت الى ايدي القوات الأمنية ؟! علما أننا في مفارزنا الطبية الميدانية تعاملنا مع حالات اختناق شديدة تشبه في أعراضها السريرية حالات الاختناق في غازات الأعصاب. في يوم (25) تشرين الأول انطلقت المرحلة الثانية من المظاهرات السلمية ومنذ الساعات الأولى قامت القوات الحكومية باستخدام القوة المفرطة المميتة والاستعمال المكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع بأنواع مختلفة والرصاص الحي والرصاص المطاطي وبنادق الصيد (الكسرية). في يوم الخميس (11/28) حصل هجوم مسلح عنيف أستخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بقيادة المجرم جميل الشمري وكان حصيلتها أكثر من (70) شهيدا و (400) جريح. نود اعلامكم أن الحصيلة النهاية لغاية اليوم تجاوزت (600) شهيد وأكثر من (20000) جريح و (4000) معاق في عموم العراق ، خسائر بشرية بهذا الحجم تحصل فقط في حالتين :
١) حالة الحروب بين جيوش بلدين.
٢) حالة الكوارث الطبيعية بحجم كبير.
وما حصل معنا هو جريمة بحق الانسانية.
خرجنا جميعا بمظاهرة سلمية ولم نحمل سلاحا ولم يتم الاعتداء على أي مؤسسة عامة او ممتلكات خاصة. الشباب اليائس من الحياة والمستقبل خرج ليطلب الحياة والمستقبل في بلد هو من أغنى البلدان وشعبه من أفقر الشعوب وأقل الخدمات. أننا كناشطين نود أن نبين أن كل حراكنا سلمي وإن حصلت فيه بعض السلوكيات غير المقبولة فأنها كانت مرفوضة من قبل غالبية المتظاهرين ، لقد جئنا اليوم ونحن نمثل جزء من شرائح عديدة اشتركت في الحراك السلمي راجين نقل مطالبنا المشروعة الى السيد الأمين العام طالبين: ١) احالة المسؤولين الحكوميين عن أعمال العنف والقمع والقتل الى المحاكم الدولية لانتهاكهم المواثيق الدولية لحقوق الانسان. ٢) الضغط على الحكومة العراقية للاسراع في تنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة والالتزام بالمدد الدستورية. ٣) تدخل المنظمة الدولية لايجاد حل لتخفيف التوتر وترسيخ السلم الأهلي والاستقرار في عموم العراق.
*
اضافة التعليق