بغداد- العراق اليوم: عاودت الطائرات المسيرة المجهولة عملياتها بقصف مقار ومخازن للحشد الشعبي في مواقع مختلفة، فيما قال مسؤول عراقي رفيع في محافظة الأنبار غربي العراق، إن تفجيراً وقع داخل مستودع سلاح في منطقة المعمورة جنوبي قضاء هيت أسفر عن تدمير غالبية محتوياته، مع أضرار مادية متفاوتة في منازل مواطنين بقرى قريبة بفعل تساقط قذائف هاون وشظايا صواريخ منفلقة من المستودع على أسطح منازلهم. وأوضح أن التفجير ما زال قيد التحقيق حتى الآن، ومن المبكر الإسراع في اعتباره عملاً خارجياً، في إشارة الى فرضية استهداف "إسرائيلي" له. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من تفجيرات طالت معسكراً لفصائل عراقية داخل الأراضي السورية في منطقة البوكمال الحدودية مع العراق، تسببت بسقوط 6 قتلى وجرح 18 آخرين. وتشير تسريبات من داخل مدينة هيت إلى أن مستودع السلاح يقع في مقر سابق لقوات "الحشد" العشائري، وهي خليط من مقاتلي عشيرتي البو نمر والعبيد، إلا أنه تحول أخيراً إلى مقر لافواج أخرى ضمن "الحشد الشعبي" واعتُبر منطقة محظورة، كما أن عدداً كبيراً من السكان لم يعد إلى المنطقة التي تحيط بالمقر الذي تعرض للتفجير، وهو ما يفسر عدم سقوط ضحايا بين السكان نتيجة لتطاير الشظايا من المستودع المتفجر. ووفقاً للروايات المتداولة حتى الآن، فإن المستودع تعرض لاستهداف خارجي، وتم تدوين إفادات لعناصر دورية شرطة ليلية تتحدث عن رصدهم طائرة مسيرة في الأجواء، وهي نفس الراوية التي تحدث بها مدونون من سكان هيت على مواقع التواصل الاجتماعي ساعة وقوع التفجير. في المقابل، فإن رواية ثانية من الدفاع المدني، تؤكد وقوع التفجير بحدود الساعة الثانية عشرة ليلاً، من دون أن تشير إلى سببه، في وقت يتحدث رئيس مجلس هيت مهند محمد، عن أن "المخزن تعرض لحريق نتج عن تماس كهربائي أو خلل معين"، مبيناً في تصريح صحافي، أنّ "الحريق كان قد خرج عن السيطرة وتفجرت الأسلحة والقذائف المخزنة بداخله". وأكد، أنّ "الحادث لم يوقع أي خسائر بشرية، وقد فرضت القوات الأمنية حظراً على التجوال في البلدة للاحتياط في حينها". ويأتي التفجير في وقت بدأت فيه فصائل عراقية، تكثيف تواجدها على الشريط الحدودي المرتبط بسورية، وتسيير دوريات لها في هذا المحور الذي يقع غربي محافظة الأنبار، بعد تعرض موقع للحشد قرب منطقة البوكمال السورية لقصف تسبب بسقوط العديد من الشهداء من عناصر "الحشد الشعبي". وقال الخبير بالشؤون الأمنية العراقية في محافظة الانبار احمد صالح إن التفجير متشابه من حيث الأسلوب والوقت (مع التفجيرات السابقة)، غير أنه من المبكر الحديث عن نوعه أو سببه، أو توجيه الاتهام (لجهة محددة)، خصوصاً أن الحديث متضارب عمن يمتلك هذا المخزن، وهل هو فعلاً للعشائر كما أُعلن أم أنه يعود لإحد فصائل "الحشد الشعبي".
*
اضافة التعليق