صحيفة: ترامب يوافق على بقاء الأسد حتى 2021

بغداد- العراق اليوم:

كتب المعلق روبن رايت في مجلة "نيويوركر" عن التطورات السورية وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نهاية المهمة لبلاده في سوريا بعد هزيمة تنظيم "داعش".

وقالت المجلة: "الموقف الروسي يختلف عن الرؤية الأمريكية التي يبدو أنها سلمت ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة".

وجاء في المقالة: "على ما يبدو أن إدارة دونالد ترامب جاهزة لقبول الأسد في الحكم حتى الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2021، وبناء على هذا الموقف الذي نقل عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، فإن واشنطن تتراجع عن بياناتها التي ظلت تتمسك برحيل الأسد لتحقيق عملية الانتقال السياسي وبالتالي وقف الحرب.

ولم يتبدل الموقف حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما قال وزير الخارجية ريكس تيلرسون: "تريد الولايات المتحدة سوريا موحدة من دون بشار الأسد".

وأضاف محدثا الصحفيين الذين كانوا رفقته: "حكم عائلة الأسد يقترب من نهايته والموضوع الرئيسي هو كيفية تحقيقه".

وقال الصحفي رايت إن "القرار الأخير يعكس الخيارات المحدودة أمام الإدارة والوضع العسكري على الأرض ونجاح روسيا وإيران وحزب الله بتقوية وضع الأسد".. "بدا هذا واضحا في الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاعدة الروسية حميميم على الساحل السوري، حيث أعلن نهاية المعركة ضد تنظيم الدولة وسحب قواته من سوريا".

وقال بوتين: "القوات الروسية والسورية استطاعت وفي عامين تقريبا هزيمة أعتى الجماعات الإرهابية الدولية".

يذكر أن القوات الروسية الجوية تدخلت في الأزمة السورية في سبتمبر/أيلول عام 2015، ورجّحت ميزان القوة لمصلحة نظام الأسد.

ويذكر كاتب المقال، أنه وعلى خلاف روسيا تدخلت الولايات المتحدة في سوريا، ولكنها ركزت على قتال داعش، وأنفقت 14 مليار دولار منذ عام 2014، أي ما معدله 13 مليون دولار في اليوم في الحملة الجوية ضد التنظيم الإرهابي.

ونشرت إضافة للجهود الجوية ألفي جندي لمساعدة "قوات سوريا الديمقراطية" في السيطرة على الرقة عاصمة التنظيم في سوريا.

واعترفت الإدارة في الأشهر الأخيرة بالواقع على الأرض وبقاء الأسد، الذي حكمت عائلته سوريا نصف قرن تقريبا. وتسيطر القوات الحكومية على غالبية المناطق بما فيها المدن الكبيرة مثل: دمشق وحمص، وحماة، وحلب، التي كانت في أيدي المعارضة حتى العام الماضي.

وبعد نهاية داعش في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ركز المجتمع الدولي اهتمامه على الأزمة السورية الأصلية وكيفية إنهائها.

وأصبحت المعارضة السورية المسلحة التي حظيت بدعم أمريكي حتى وقت قريب غير فاعلة بل تمزقت إلى فصائل وجماعات، ولم يظهر من بينها أي قائد قوي خلال سنوات السبع الماضية، وأصبح مطلبهم رحيل الأسد شرطا لبدء التفاوض غير واقعي.

من الناحية الدبلوماسية أصبحت الولايات المتحدة معزولة من قبل الترويكا – روسيا وتركيا وإيران، التي تسيطر على عملية السلام، ولم تحقق جولات عدة من السلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف نتائج تذكر، بينما تفوقت جولات السلام التي عقدتها الترويكا في أستانا وسوتشي على جهود الأمم المتحدة.

وبعد زيارته لسوريا سافر بوتين إلى مصر وتركيا، وناقش مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخطوة المقبلة للسلام.

وعبرت إدارة ترامب في الأيام الأولى من وصولها إلى سدة الحكم عن أن تعاونا وتسوية مع الروس قد تحققا، إلا أن ترامب قرر في أبريل/نيسان الماضي، توجيه ضربة عسكرية للحكومة السورية بعد هجوم بالكيميائي على بلدة "خان شيخون"، التي قتل فيها أطفال.

علق هنا