بغداد- العراق اليوم: قال باحثون من جامعة ميسوري، إن نسبًا مختلفة من العنصر المشع في الشعر والأظافر، يمكن أن تميز الأشخاص الذين تعاملوا مع اليورانيوم المخصب الذي يستخدم في الطاقة النووية أو الأسلحة.
وأوضح موقع “كوارتز” الإخباري أن اليورانيوم عنصر يوجد بشكل طبيعي في الغذاء والماء بكميات آمنة للاستهلاك البشري، وفي حالته الطبيعية، يوجد اليورانيوم في نظائر اليورانيوم 235، واليورانيوم 238، وتشير هذه الأرقام إلى كمية من النيوترونات في كل ذرة.
ويقول جون بروكمان، وهو كيميائي من جامعة ميسوري والمؤلف الرئيس للبحث: “نظرا لأن اليورانيوم هائل بالنسبة للذرة، تنهار ذراته على مر الزمن، ما يطلق منه الطاقة، في الطبيعة، وتحدث هذه العملية ببطء، على مدار مئات السنين، أو حتى لفترات أطول”.
ويضيف أن الطاقة المنطلقة من عملية التحلل البطيئة ليست كافية لإلحاق الأذى بالإنسان، وتوليد الطاقة الكهربائية الكبيرة، أو صنع أسلحة.
ولزيادة كمية الطاقة من الطاقة النووية المتحللة في أي وقت من الأوقات، يجب شطرها من خلال ضربها بنيوترون آخر في عملية تسمى الانشطار النووي.
ويعمل الانشطار النووي بشكل أفضل مع اليورانيوم 235 بدلاً من اليورانيوم 238، ويمكن للعلماء تخصيب اليورانيوم الطبيعي، للتأكد من أن هناك ذرات اليورانيوم 235 أكثر من ذرات اليورانيوم 238 في جزء معين منه، ويقول بروكمان: “هذا يسمح بصنع وقود لمفاعل نووي أو بعض التطبيقات الأخرى”.
وأشار الكيميائي إلى أن اليورانيوم يمكن أن يبقى في أنظمتنا لفترة طويلة، بغض النظر عما إذا كنا نتعامل معه في بيئة طبيعية أو غير طبيعية.
وأوضح الموقع أن بروكمان وزملاءه اختبروا الشعر وأظافر اليد وأظافر القدم للأشخاص الذين يعملون في مختبر “أوك ريدج الوطني” في ولاية تينيسي ويتعاملون مع اليورانيوم المخصب بشكل منتظم.
وقام العلماء بمقارنة مستويات اليورانيوم التي عثر عليها في هذه العينات بعينات مماثلة من الشعر والأظافر تم أخذها من مجموعة أخرى في ولاية ميسوري، واكتشفوا أنه على الرغم من أن التركيز العام لليورانيوم منخفض على نحو مماثل في كل من المجموعتين، فإن نسبة اليورانيوم 235 إلى اليورانيوم 238 اختلفت إلى حد كبير.
وكان لدى الناس الذين تعاملوا مع اليورانيوم غير الطبيعي كميات ضئيلة من المواد الكيميائية، إما بنسب عالية أو منخفضة من اليورانيوم 235 إلى اليورانيوم 238، مقارنة بمجموعة التحكم.
ويفسر بروكمان، أنه عند إنتاج اليورانيوم المخصب، الذي يتمتع بنسبة عالية من اليورانيوم 235 إلى اليورانيوم 238، ينتهي الأمر بإنتاج الكثير من اليورانيوم بنسبة أقل من النظائر الأخف قليلاً.
والخلاصة أن نسبة غير طبيعية من النظائر ربما تعني أن العينة جاءت من شخص تعامل مع اليورانيوم المخصب في العام الماضي.
وهذا قياس يمكن أن يكون مفيدًا في الكشف عن التعامل غير المشروع مع اليورانيوم، على سبيل المثال، ويستخدم لتحديد ما إذا كان شخص ما يهرب اليورانيوم المخصب عبر الحدود الدولية، أو لاختبار العاملين في المختبرات في البلدان المفترض أن تغلق برنامج الأسلحة النووية لمعرفة ما إذا كانت مستمرة بشكل غير قانوني في العمل مع اليورانيوم المخصب.
وأوضح موقع كوارتز أن بروكمان وزملاءه قارنوا نسب اليورانيوم لدى 13 شخصاً مختلفاً فقط، وكانت الدراسة إثباتاً لصحة مفهوم أكثر منها خطة كشف فعلية.
وذكر أن العلماء يخططون بعد ذلك للبحث في تحليل عينات تاريخية من الأشخاص الذين تعرضوا لمستويات أعلى من اليورانيوم المخصب، لفهم كم من الوقت بالضبط تبقى الآثار قائمة في الجسم.