العراق اليوم يعيد قراءة مبادرة ائتلاف الإعمار والتنمية لكسر الجمود السياسي داخل الإطار التنسيقي

بغداد- العراق اليوم:

المحرر السياسي 

في وقت يشهد فيه المشهد السياسي العراقي حالة من الترقب والانسداد، تبرز مبادرة ائتلاف الإعمار والتنمية بوصفها محاولة جادة لإعادة تحريك المياه الراكدة داخل الإطار التنسيقي، ووضع القوى السياسية الشيعية أمام مسؤولية تاريخية لا تحتمل التأجيل أو المناورة.

المبادرة، بحسب قراءات سياسية متعددة، لا تنطلق من منطق تسجيل المواقف أو البحث عن مكاسب آنية، بل تسعى إلى تفكيك حالة الجمود السياسي التي أصابت الإطار التنسيقي، وأعاقت ميكانيزمات الحراك الداخلي، وأسهمت في تعميق حالة عدم الوضوح لدى بعض أطرافه التي لم تحسم خياراتها بعد، الأمر الذي انعكس سلباً على مسار تشكيل القرار السياسي.

وتؤسس المبادرة على مبدأ محوري يتمثل في الحفاظ على وحدة الإطار التنسيقي باعتباره الكتلة الأكبر الممثلة للمكون الأكبر في العراق، مع التأكيد في الوقت ذاته على ضرورة إعادة تعريف التوازن داخل الإطار نفسه، بما يضمن عدم تذويب الحجوم السياسية أو طمس الفوارق الانتخابية بين الكتل، وبما يحفظ حق الناخب العراقي في أن يرى أثر صوته وترجمة خياراته على أرض الواقع.

وتشدد المبادرة على أن الانضواء تحت مظلة جامعة كالإطار التنسيقي لا يمكن أن يكون مبرراً للقفز على الاستحقاقات الانتخابية لكل كتلة، ولا ذريعة لخلط الأحجام إلى درجة تفقد العملية السياسية معناها التمثيلي، وتحول الإرادة الشعبية إلى رقم معطل داخل معادلات مغلقة.

وفي جانب آخر، تعيد المبادرة تعريف مواصفات رئيس مجلس الوزراء المقبل، واضعةً شروطاً واضحة تتمثل في الخبرة الكافية في إدارة شؤون الدولة، والتجربة الناجحة التي ينبغي البناء عليها وتعزيزها، لا اختزال المنصب في شخصية تنفيذية تُدار من داخل الإطار أو من خارجه، بما يفرغ الموقع الدستوري من مضمونه ودوره القيادي.

ويرى متابعون أن أهمية المبادرة لا تكمن في بنودها فحسب، بل في توقيتها ورسائلها السياسية، إذ تضع الجميع أمام اختبار حقيقي للقدرة على تجاوز الخلافات، واستعادة منطق الشراكة المتوازنة، وإعادة الإعتبار لمعادلة الإستحقاق الإنتخابي.

وبينما لا يمكن قراءة هذه المبادرة بعجالة أو اختزالها في موقف سياسي عابر، إلا أن المؤشرات توحي بأنها قد تشكل بداية لكسر الجمود القائم، وفتح نافذة جديدة على مسار سياسي أكثر وضوحاً، على أن تتكشف نتائجها في وقت قريب مع تفاعل قوى الإطار التنسيقي معها على أرض الواقع.