نقلا عن جريدة الحقيقة .. الى الإطار التنسيقي: لا تضيعوا السوداني من ايديكم

متابعة العراق اليوم :

في خضم النقاشات المحتدمة داخل قوى الإطار التنسيقي بشأن ملف رئاسة الوزراء للدورة المقبلة، تبدو الصورة أمام الرأي العام أكثر ضبابية مما يتصوره البعض. 

فالمخطئ كما يشير محللون سياسيون هو من يعتقد ان الإطار يبحث فعلاً عن بديل أفضل لمنصب رئيس الوزراء، اذ تطغى على هذا الحوار الحساس حسابات ضيقة ومصالح حزبية وتنافس انتخابي، الأمر الذي صدم المواطنين الذين تابعوا المشهد بدهشة واستياء.

الشعب العراقي الذي واجه خلال السنوات الماضية المعرقلات والمشاكل وتحدى الصعاب للوصول الى صناديق الاقتراع ومنح صوته للسوداني، يشعر اليوم ان الفرصة التي بنيت بجهد استثنائي مهددة بالضياع. 

فالسوداني أعاد شيئاً من الروح الى العملية السياسية التي تاكلت بفعل الفشل والتراكمات، واستطاع استعادة جزء مهم من ثقة المواطنين بالدولة ومؤسساتها.

وخلال اقل من ثلاثة اعوام، نجح رئيس الوزراء في اطلاق مشاريع عملاقة وتفعيل خطط استثمارية تطبق لأول مرة على الارض، وتحريك عجلة التنمية التي طالما غاصت في وحول الازمات: الطائفية، التدخلات الاقليمية، الصراعات الداخلية، فوضى السلاح، الفساد المتجذر، والتلكؤ المزمن في البنية التحتية. 

هذه الملفات المعقدة تعامل معها السوداني بخطوات دقيقة، محسوبة، وقرارات عملية، ما عزز رصيده الشعبي ورفع منسوب الثقة بقدرته على تحقيق استقرار سياسي وتنموي.

وعلى خلاف ما يروج له البعض، فإن السوداني لا يواجه اي فيتو غربي او عربي عكس المرشحين المطروحة اسماؤهم على طاولة الترشيح.

نعم فالرجل الذي نجح في تحويل العلاقات العراقية مع الدول العربية الى مسار واضح من التعاون والود والصداقة الملحوظة : فالسعودية والامارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان، باتت تنظر الى العراق كشريك فاعل لا كملف أمني او عبء سياسي. 

كما تمكن من تجاوز انفجار ازمة سوريا وتداعيات الوضع في لبنان والحرب في غزة بأقل الخسائر الممكنة، محافظاً على توازن دقيق بين مصالح العراق ومتطلباته الأمنية والاقليمية.

وقطعاً فإن السوداني لا يواجه رفضاً من اي جهة، ولا فيتو ايراني ايضاً.

فالسوداني يحظى دون شك بمقبولية واسعة داخل الاروقة السياسية في طهران، حيث تدرك إيران ان العراق ليس بحاجة الى رجل يصنع توترا او يحرق الجوار، بل الى شخصية قادرة على ان تكون جسراً بينها وبين العالم. 

وإيران لا تبحث عن رجل يصنع ازمة في محيطها، بل تريد رجلاً مقبولاً عربياً ودولياً ويمكن ان يشكل نافذة للتواصل مع المجتمع الدولي.

ومع كل هذا، يجد السوداني نفسه اليوم محاصراً ليس بفيتوات خارجية بل بهواجس داخلية لدى بعض القيادات في الإطار التي تبدو منشغلة بحسابات ضيقة اكثر من انشغالها بمصالح العراق العليا.

 ويخشى مواطنون أن تؤدي هذه التجاذبات الى خسارة فرصة نادرة لإكمال مسار الإصلاح والتنمية الذي بدأ يؤتي ثماره.

ويبقى السؤال الذي يتردد على ألسنة العراقيين: هل يغامر قادة الإطار بإضاعة فرصة تاريخية أثبتت نجاحها، أم ينتصر صوت الدولة على أصوات الاحزاب، والمصالح الفئوية الضيقة ؟!