حين يصبح المنتخب خصمًا… لا الخصم الحقيقي!

بغداد- العراق اليوم:

من المفترض أن تكون لحظة الإعلان عن مجموعات كأس العالم مناسبة يتوحد فيها الجمهور خلف منتخب بلده، يدعمه ويشد أزره قبل أن يخوض غمار تحديات مصيرية. لكن ما إن ظهرت ملامح الطريق المؤدي إلى المونديال، حتى تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحات للتنمر والسخرية والتهويل، وكأن المنتخب العراقي قد خاض المباراة وخسرها قبل أن تبدأ، مع أنه ما يزال بانتظار مباراة الملحق ولم يضمن التأهل أساسا.

هذا السلوك ليس مجرد مزاح عابر كما يراه البعض، بل هو حرب نفسية حقيقية تُلقى على عاتق لاعبين يخوضون اليوم بطولة مهمة هي كأس العرب، ويقدمون فيها أداءً إيجابيًا يليق بتاريخ الكرة العراقية. 

فهل يدرك المتنمرون أن كلماتهم تترك أثرًا مباشرًا على الحالة الذهنية للاعبين؟ 

وهل يعلمون أن الضغط النفسي قد ينعكس على النتائج داخل الملعب؟

كرة القدم علمتنا أن المستحيل ليس قاموسها. من كان يتوقع أن يهزم المنتخب السعودي الشقيق منتخب الأرجنتين في مونديال 2022، الفريق الذي خرج لاحقًا حاملًا للقب؟ 

ومن كان يظن أن منتخبات صغيرة تصنع مفاجآت تهز العالم بين حين وآخر؟

لا يوجد منتخب قوي يُهزم على الورق، ولا منتخب ضعيف يُقصى قبل أن يلعب.

قبل التنمر والسخرية، لنسأل أنفسنا … 

هل تأهل المنتخب أصلًا؟

إن المنتخب الوطني بحاجة إلى الدعم قبل النقد، وإلى المساندة قبل الانتقاص. لكل حادث حديث بعد ضمان التأهل… أما الآن فالمعركة الأهم هي الوقوف خلفه، لا الوقوف ضده.

لقد أصبحت صناعة المحتوى السلبي والبحث عن مشاهدات رخيصة مهنة للبعض، حتى لو كان الثمن ضرب الروح المعنوية لمنتخب يمثل بلدًا بأكمله. لذلك، على الجهات المختصة برصد الخطاب الإلكتروني والمتابعة القانونية أن تقف بحزم أمام المحتوى المسيء، وتحاسب من يستخدم المنصات للتهكم بدلاً من التشجيع.

المنتخب لا يحتاج صانعي ضجيج… بل جمهورًا يصنع الفارق.

وحين يقف الملايين خلفه، يصبح الطريق إلى الحلم أقل وعورة، وأكثر إشراقًا.

الفريق الدكتور 

سعد معن الموسوي 

رئيس خلية الاعلام الامني