لماذا هذا التسفيه المتعمّد لمنصب رئيس الوزراء ولمصلحة مَن ؟

بغداد- العراق اليوم:

اياد السماوي

منصب رئيس الوزراء بموجب الدستور هو المنصب التنفيذي الأرفع والأعلى صلاحية ، فبموجب المادة ٧٨ من الدستور فإنّ رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسات العامة للدولة والقائد العام للقوات المسلّحة .. وبالتالي فإنّ أي محاولة للانتقاص من أهمية هذا المنصب الأرفع في الدولة العراقية وتسفيهه بهذه الطريقة التي نشاهدها اليوم ، هو تسفيه للنظام السياسي القائم وانتقاص مخجل لأهم منصب في الدولة .. ومنصب رئيس مجلس الوزراء ليس منصبا مفتوحا لمن يرغب أن يكون في هذا المنصب ، فالدستور العراقي في المادة ٧٦ قد جعل من مرّشح الكتلة الأكثر عددا ، صاحب هذا المنصب الأرفع ، ومرشح الكتلة الأكثر عددا هو مرّشح الكتلة الفائزة الأولى في الانتخابات ، والذي تم تغييرها من قبل المحكمة الاتحادية العليا إلى الكتلة الأكبر التي تتشّكل لاحقا بعد انتخابات ٢٠١٠ ، وحتى مع هذا التغيير الذي فرضته المحكمة الاتحادية العليا ، فالكتلة الأكبر ليست خان جغان لمن هبّ ودب ، وكان من المفترض على الكتلة الأكبر الممثلة حاليا بالإطار التنسيقي ، أن تمنع هذا التسفيه وتحمي المنصب من الإبتذال .. وما ذهب إليه الأخوّة في الإطار التنسيقي في تشكيل لجنة لاختيار المرّشح من بين المتقدمين لشغل منصب رئيس الوزراء ، هو خطأ تاريخي جسيم أرتكبه الإطار التنسيقي بحق الوطن والعملية الديمقراطية والمصلحة العليا للدولة ، فإذا كان الشعب هو مصدر السلطات ، فيجب أن يكون الخيار للفائز الذي جاء به الشعب عبر صناديق الاقتراع ، وليس لمن فرضه المحمود في قراره الذي لازال يمّثل أكبر انقلاب على الدستور والعملية السياسية .. وإذا جرى العرف أن يكون منصب رئيس الوزراء من حصّة المكوّن الشيعي ، فعلى قادة الشيعة احترام منصب مكوّنهم ، فوجود تسعة مرّشحين للمنصب هو التسفيه بعينه ، وهو الانتقاص من هيبة هذا المنصب .. كونوا قدر المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم ، وتفاعلوا مع المتغيرات الجيوسياسية التي حدثت في المنطقة بواقعية وعقل وحكمة ..