بغداد- العراق اليوم: لم يكن لقاء الملحق الآسيوي بين العراق والإمارات مجرّد مباراة في كرة القدم، بل كان مساحة مشرقة أظهرت كيف يمكن للجماهير وليس السياسيين وحدهم أن تبني بين الدول جسور أمنٍ اجتماعي حقيقي. بوصفي مسؤولًا أمنيا في بلدي، أتابع دائمًا تفاصيل الأحداث وحركة الناس، لكن ما رأيته مساء أمس كان أبعد من التنظيم، وأعمق من الرياضة، وأجمل من المنافسة. وقفَ الجمهور الإماراتي كلّه احترامًا للنشيد الوطني العراقي ، ولمن يعرف قيمة الرموز، فإن هذه اللحظة ليست تفصيلًا عابرًا فالوقوف للنشيد هو وقوفٌ للهوية، ولتاريخ شعب، ولحزنٍ عاشه وأملٍ يصنعه. إنه اعتراف صادق بأن الاختلاف في المنافسة لا يلغي الأخوة، بل يجمّلها. ثم جاءت اللفتة الثانية ، الأوراق الصغيرة الموضوعة على مقاعد الجماهير العراقية تحمل عبارتين مؤثرتين " أهلًا وسهلًا بأسود الرافدين" و " الامارات تحب العراق " لم تكن تلك الأوراق مجرّد كلمات، بل كانت رسائل أمن مجتمعي بامتياز لانها رسائل تُطمئن القادم، وتشرّع قلب البلد أمام ضيفه، وتقول للعراقيين ، أنتم هنا بين ناس يحبونكم لا غرباء. قد يُخيّل لبعضهم أن مثل هذه التصرفات بسيطة أو رمزية، لكنها في الحقيقة تمارس دورًا بالغ القوة، ربما يفوق ما تصنعه البيانات الرسمية. هذه هي القوة الناعمة في أنقى صورها .. احترامٌ يعزز الروابط وحفاوةٌ تُعيد المعنى إلى فكرة الأخوّة العربية. إن الأمن كما نتعلم يوميًا لا تصنعه الإجراءات وحدها، بل يصنعه الشعور بالأمان. وما فعله الجمهور الإماراتي أمس كان صناعة أمان بامتياز ،أمانٌ في الاستقبال، أمانٌ في الرسالة، وأمانٌ في هذا الشعور العميق بأن الشعوب قادرة على حماية مستقبلها بأخلاقها قبل أن تحميه الدول بقوانينها. أكتب هذا اليوم ليس لاشكر جمهورًا وحسب، بل لأرسم درسًا يجب أن يبقى وهو ( حين يقرّر الناس أن يكونوا رُسُل محبة، فإنهم بذلك يعيدون تعريف الأمن، ويمنحون القادة فرصة ليبنوا علاقات أقوى وأكثر ثباتًا)) إن مباراة كرة القدم قد لا تغيّر خرائط السياسة ولكنها كما رأينا قادرة على أن تغيّر خرائط القلوب. ولأن الجمهور العراقي وشعبنا عامة معروف بكرمه الأصيل وحفاوته المتجذّرة، فإنني لا أتوقع فحسب، بل أوقن يقينًا كاملًا أن بصرة الخير ستستقبل الأشقاء الإماراتيين بما يليق بسمعة العراق، وسترد التحية بأجمل منها، والكرم بكرمٍ أوسع، لتعكس أجمل صورة لشعب لا يُحسن الضيافة فحسب… بل يجعلها عنوانًا لرسالته الإنسانية. ============= بقلم الفريق الدكتور سعد معن رئيس خلية الإعلام الامني قيادة العمليات المشتركة
*
اضافة التعليق
العراق يتلف أكثر من 100 كيلوغرام من المخدرات
وزارة الداخلية تصدر تنويهاً للمقبولين في دورة كلية الشرطة
وزير الداخلية يؤكد ضرورة تطوير المصحات القسرية وأساليب العمل
وزير الداخلية يجري جولة ميدانية في عدد من مراكز التصويت الخاص للانتخابات في جانب الرصافة
الفريق معن ينفي صحة هذا الكتاب
وزير الداخلية يفتتح ملعب الشرطة الجديد