الضرب تحت الحزام سيدأ بعد إعلان نتائج الانتخابات ..

بغداد- العراق اليوم:

أياد السماوي 

أجواء عاصفة للغاية ترافق العملية الانتخابية الجارية ، وصلت لا لتسقيط الكتل السياسية المتنافسة بعضها ضدّ البعض فحسب ، بل أنّ حملات التسقيط الجارية بين هذه الكتل المتنافسة قد وصل حد اللا عودة للتوافق مستقبلا .. فالصراع على الرئاسات الثلاث سيكون أشدّ وأعنف بعد الانتخابات وإعلان النتائج الأولية ، وربّما سيكون الصراع الأعنف من بين الرئاسات الثلاث هو الصراع على منصب رئاسة الوزراء بين الكتل السياسية الشيعية التي تسعى للاستحواذ على هذا المنصب ، ويبدو أنّ تحالفا في الخفاء قد تشّكل فعلا لمنع رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني من العودة مجددا لرئاسة الوزراء ، وهذا التحالف غير المعلن لا يستهان به من حيث الامكانات والقدرة ، لكنّ الذي يفتقد إليه هذا التحالف غير المعلن ، هو تأييد الإدارة الأمريكية ، فبعد رسالة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي مارك سافايا ، بات كلّ شيء واضح .. فموقف الإدارة الأمريكية ما بعد الانتخابات بات واضحا ، ليس داعما لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني فحسب  ، بل أصبح يهدد تهديدا وجوديا التكتل السياسي المناوئ للسوداني .. فبعد الانتخابات كلّ الاحتمالات باتت مفتوحة ، وأعتقد جازما أنّ الضرب تحت الحزام سيبدا بعد إعلان نتائج هذه الانتخابات التي ستكون الأشرس في مرحلة ما بعد سقوط النظام الديكتاتوري .. 

ثمة أمر مهم للغاية يرتبط بالوضع الأمني ككل في المنطقة ، فحتى هذه اللحظة لا زالت غيوم الحرب تملأ سماء المنطقة ، والعراق ليس بعيدا عن هذه الحرب إن لم يكن في وسطها ، وهذا الاحتمال سيلقي بظلاله على المشهد السياسي في العراق ، وقد تترّتب عليه نتائج سياسية قد تقلب الطاولة على من فيها .. الشيء المحزن أنّ القوى السياسية العراقية التي تتصارع على المغانم غير آبهة لما يجري وما هو قادم لا محالة ، وهي بذلك تجسد المثل الشعبي القائل ( وين ما روّحت كلت بحت ) وليذهب البلد إلى الجحيم .. وأقولها بصراحة إن لم تلتفت هذه القوى السياسية لما يحيط بها من مخاطر محدقة وتنسى خلافاتها ، فالطوفان قادم وسيجرفها بدون رحمة .. كفى تغليب مصالحكم الخاصة وانتبهوا لمصلحة بلدكم وشعبكم ..