بغداد- العراق اليوم:
أياد السماوي
( بسم الله الرحمن الرحيم .. قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ .. صدق الله العلي العظيم ) .. لا شّك ولا ريب أنّ الفاجعة الأليمة التي ألمّت بالشعب العراقي عامّة وأهالي محافظة الكوت خاصة ، قد تركت لوعة وأسىً كبيرين في نفوس العراقيين جميعا .. ولا شّك ولا ريب أيضا إنّ الإهمال والتقاعس في أداء الواجب كان له الدور الأكبر في حدوث هذه الفاجعة الأليمة .. وبدوري أحمّل مجلس النواب العراقي المسؤولية الكاملة في هذه الفاجعة ، ومن الواجب الوطني والأخلاقي والشرعي أن أضع الرأي العام والشعب العراقي على دور مجلس النواب على هذه الفاجعة .. في ٢٥ / ٧ / ٢٠٢٣ قررّ مجلس الوزراء في جلسته الاعتيادية الثلاثون وأصدر القرار ( ٢٣٤١٥ ) لسنة ٢٠٢٣ ، بالموافقة على مشروع قانون التعديل الأول لقانون الدفاع المدني رقم (٤٤) لسنة ٢٠١٣ ، الذي دققه مجلس الدولة ، وإحالته إلى مجلس النواب استنادا إلى المادتين ( ٦١ / أولا و ٨٠ / ثانيا ) من الدستور .. وفي ٢٧ / ٧ / ٢٠٢٣ قامت الأمانة العامة لمجلس الوزراء بإرسال قرار مجلس الوزراء المرّقم (٢٣٤١٥) إلى مجلس النواب العراقي في كتابها الذي حمل الرقم ( ٣٤٦٣٦ ) في ٢٧ / ٧ / ٢٠٢٣ ، حيث طالبت الأمانة العامة لمجلس الوزراء مجلس النواب العراقي باتخاذ الإجراءات اللازمة لتشريع قانون التعديل الأول لقانون الدفاع المدني (٤٤) لسنة ٢٠١٣ .. وبعد اطلاعنا على مشروع قانون التعديل الأول الذي أقرّه مجلس الوزراء في جلسته الثلاثون في ٢٥ / ٧ / ٢٠٢٣ ، والذي تضمّن كافة الإجراءات والتدابير الوقائية المتعلقة بشأن حماية أرواح المواطنين من الحرائق ، خصوصا في ما جاء في ( المادة الأولى / ب ، ج ) والمواد ( ثانيا ، ثالثا ، رابعا ، خامسا ، سادسا ) ، تبيّن لنا أنّ مشروع هذا القانون قد تضمّن كافة هذه الإجراءات والتدابير لحماية أرواح الناس من الحرائق .. ولو كان مجلس النواب العراقي قد أقرّ مشروع هذا القانون الذي أرسل إليه من مجلس الوزراء قبل سنتين ، لما حدثت هذه الفاجعة التي أودت بحياة العشرات من المواطنين ، حيث تضمّن مشروع هذا القانون كافة الإجراءات والتدابير الوقائية لحصول الحوادث وتحجيم آثارها عند وقوعها ، والحدّ من المخالفات الخاصة بالوقاية والسلامة والإطفاء عند إنشاء المشاريع والمتشآت ، ولغرض تأمين وسائل ومستلزمات وأجهزة التدّخل والمعالجة في الحالات الطارئة والمخاطر المحتملة .. ولكن تقاعس مجلس النواب العراقي عن أداء دوره التشريعي والرقابي ، وانشغال عدد كبير من السادة النواب بالظهور الإعلامي في القنوات الفضائية و وسائل التواصل الإعلامي ، هو السبب الحقيقي الذي أدّى إلى حدوث هذه الفاجعة التي أرهقت نفوسنا ..
*
اضافة التعليق