السعودية وقطر تتعاركان، فهل سيتكسر زجاج شاشتي الجزيرة والعربية؟!

 



                      العراق اليوم - بغداد

 في معركة شرسة، تارة يكون الضرب فيها سافرآ ومكشوفآ، وتارة مبطنآ وخفيآ، فيكون اكثره تحت الحزام، بدأ الإعلام السعودي معركته المنتظرة مع قطر، حيث راح يشغل ماكنته الإعلامية النشيطة، المباشرة، وغير المباشرة ضد ماكنة شقيقه اللدود، بعد أن (تعب) من لهاث البث والنشر، والركض المحموم خلف تسقيط وتشويه النظام الأيراني (المجوسي) وخلف نظام بشار الأسد، وحزب الله، والحوثيين، وبقية عناصر المحور الشيعي. وقبل ان ينزل السعوديون للميدان بشكل علني، كان إعلام قطر (وما أدراك ما إعلام قطر) قد (فحط) ايضآ من الكد والتعب في انتاج، وإستخدام اساليب خبيثة فيها الكثير من التسقيط والتشهير، والدس، والتلفيق بحق العناصر الفاعلة في المحور الإيراني. طبعآ دون ان يمر هذا الإعلام على إسم ايران، فهو - أي الإعلام القطري - يخشى الخوض في أي صغيرة او كبيرة تعود للحكم الإيراني، او تخص السياسة الإيرانية، وهو في الحقيقة أمر يثير الكثير من الأسئلة، وعلامات التعجب. وهنا نتذكر حملات قناة الجزيرة الشديدة ضد اصدقاء ايران واحدآ واحدآ مثل العراق وسوريا الأسد، وغيرهما من العناصر التي اشتغل عليها إعلام قطر بقوة دون ان يتعرض ولو لمرة واحدة لدولة الفقيه. او يقترب من حروف اسم مملكة آل سعود..

واليوم ما ان وصل الرئيس ترامب الى كرسي الرئاسة الأمريكية، وهو يحمل مشروعه الاستفزازي، الذي كشر به عن انيابه. ومع  الإختلاف في النبرة ، والإسلوب الأمريكي مع القضايا المهمة في المنطقة، وبعد أن تأكد للسعوديين والقطريين أن الرئيس الجديد ترامب (مخبل وبيده فالة )، وقد يهدم المعبد على رؤوسهم جميعآ بلا استثناء، إن لم ينصاعوا الى طلباته، تمامآ مثلما فعل بوش قبله حين هدم المعبد والقصر معآ على رأس الطاغية صدام.

 ولأن السعوديين والقطريين في منافسة دائمة حول الاحق بالوقوف قرب الرئيس الأمريكي في الصورة السوداء، ومنافسة محمومة في التملق للأقوى، والأشرس، فقد شعر القطريون -وهم الأنشط عمالة للأجنبي - أن الموقع الأول في هذه الصورة سيفلت من بين ايديهم، ما لم يتداركوا وضعهم، لاسيما وأن خصومهم السعوديين مصَّرون على إخراجهم من الصورة برمتها. ولأن القطريين خبراء في شؤون العمالة والدونية حالهم حال المملكة الوهابية، فقد أيقنوا من خلال المراسيم الباهرة لزيارة ترامب (وحرمه المصون جدآ)، ومن خلال البذخ المفرط والدفع (الملياري)، والهدايا الفخمة والتعامل الإنتقائي مع الضيوف القادمين للإجتماع بترامب، ومن خلال بعض الإشارات اللافتة التي التقطها أمير قطر بحاسته التآمرية الخبيرة، وبأنوف وفريق عمله الشمامة لكل امر مريب، فقد رأى القطريون أن مستقبلهم في خطر، لذلك بدؤوا اللعب بالورق المكشوف من اجل تعديل الكفة التي ارتفعت بنجاح السعوديين مؤخرآ، فكان استخدام العامل العراقي اولآ، حيث أرسلوا وزير خارجيتهم الى بغداد، للإلتقاء بالدكتور حيدر العبادي في نفس توقيت زيارة ترامب للرياض،  وهي رسالة واضحة، ومحاولة لا تحتاج الى شرح، لإبتزاز السعودية، عسى أن تخشى الرياض هذا التحرك، فتمنح لقطر بعضاً من كعكة العمالة، او ان تخفف من سيطرتها في الملعب الأمريكي بالمنطقة. بعد الورقة العراقية لعبت قطر الورقة الثانية، علر مغازلة ايران، والتقرب منها، وإعلان موقفها الداعم لحماس، وكلنا يعرف أن حماس تتمتع بعلاقة قوية جداً مع ايران، بينما تحظى بعلاقة سلبية جداً مع السعودية، وحين وجدت قطر أن السعوديين ماضون في مشروعهم الفردي دون أن يفسحوا المجال لها، او لغيرها بالتواجد في صورة الحدث، حتى أن السعوديين لم يسمحوا حتى لحليف امريكا الرئيس العراقي فؤاد معصوم بالقاء كلمته امام الرئيس الأمريكي خشية أن يقول كلاماً ملغوماً قد يخرب خطتهم، ويضيع عليهم ملياراتهم التي وضعوها في جيب ترامب مسبقاً، بل وحتى قبل أن تحط طائرته في الرياض، بينما سمحوا لحشد من الرؤساء ( الخرنكعية) وغير المهمين بالقاء كلمات بلدانهم أمام الرئيس ترامب!! ولما وجد القطريون أنهم مهمشون تماماً من قبل الرياض ذهبوا الى الورقة المرعبة التي تلعبها قطر في الأوقات الحرجة، وهي الورقة الإعلامية.. فقطر كما معلوم تملك أهم منظومة اعلامية في الشرق الأوسط، بدءاً من قناة الجزيرة التي أسقطت دولاً، ومؤسسات وسلطات كبيرة، وإنتهاء بصحفها، وشبكتها الألكترونية النشيطة، والمدمرة.

لذلك استخدمت في البداية جس النبض، فحركت بعض وسائلها الاعلامية الألكترونية ضد السعودية، بحجة أن هذه الشبكة العنكبوتية قد تعرضت للقرصنة، (والتهكير) من قبل عصابات خارجة عن القانون، وهي. لكن السعوديين ليسوا ساذجين تماماً،  فيصدقوا هذا الكلام الفطير، فضلاً عن أن لدى السعوديين قوة اعلامية خطيرة يستطيعون تشغيلها، ومواجهة الماكنة الاعلامية القطرية بشراسة، كما لديها أيضاً قنوات وشبكات وصحف واقلام تابعة لها في كل مكان في المنطقة والعالم ايضآ، لذلك جاء الرد السعودي عنبفاً، وسريعآ، ولئيمآ بحيث ذهب الرد السعودي مباشرة الى شخص الأمير القطري دون مقدمات، فكان رأس تميم بن حمد آل ثاني أول الرؤوس التي نالها الإعلام السعودي، مستغلاً خطاباً القاه أمير قطر في حفل تخريج دفعة من المجندين القطريين، حيث تصدرت تصريحات امير قطر المنتقدة للقمة الامريكية السعودية ضمنآ، والمعترفة بعلاقة قطر الجيدة بإسرائيل، والمدافعة عن ايران، والمؤيدة لحماس جميع النظرات في القناة العربية، وبقدر ما ان هذه النقاط تستفز السعودية وتزعجها جدا فهي ايضآ تزعج الكثير من البلدان الخليجية والعربية والاسلامية السنية، لذلك ارادت السعودية بنشر هذه التصريحات بكثافة، وفي جميع وسائلها الاعلامية،  ان تألب العالم العربي والإسلامي ضد قطر ، وأميرها.. ما دفع قطر للإسراع بتكذيب هذه التصريحات، بل ونفي خطاب الامير برمته، لا خوفآ من السعودية، إنما دفعآ للحرج من الدول الاخرى، وهي دول كثيرة وبعضها مؤثرة . فنشرت الجزيرة بيانآ رسميآ قالت فيه : ( إن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطق،  ومحاولة ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وأضاف البيان "سنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات، حماية للدور الرائد لقطر إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها" .. بينما اعادت قناة العربية (السعودية ) بث جميع تصريحات امير قطر، رغم بيان النفي القطري، الذي ادعى فيه ان خرقآ قد حصل في حساب وكالة الانباء القطرية ( قنا)، مضيفة بأن أمير قطر لم يلق بهذا الخطاب مطلقآ.

بعد ذلك اعلنت قناة العربية مباشرة إن الجهات المختصة فى السعودية حجبت، اليوم الأربعاء، مواقع قنوات الجزيرة القطرية، ومواقع الصحف القطرية، وذلك بسبب تصريحات أمير قطر، أمس الثلاثاء، التى نقلتها وكالة الأنباء القطرية "قنا" ومواقف الدوحة من دعم الجماعات المتطرفة والتحريض على الأحداث فى البحرين.

كما نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية،اليوم الأربعاء، عن متخصص تقني قوله إن اختراق حساب وكالة الأنباء القطرية في جميع منصات التواصل الاجتماعي في وقت واحد أمر "ليس سهلاً" من دون علم أو معرفة من يدير تلك الحسابات، مشيراً إلى إمكانية استرجاع موقع الوكالة الذي "يُزعم" أنه تم اختراقه في وقت وجيز.

ورغم ان البيان القطري قد نفى تصريحات الأمير، لكن وسائل إعلامية قطرية عديدة هاجمت زيارة الرئيس دونالد ترمب للرياض والقمة العربية الإسلامية - الأمريكية، وبينها صحيفة قطرية يديرها عزمي بشارة كانت قد نشرت مقالاً لوزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف يفضح فيه السعودية. خلاصة القول ان المعركة قد بدأت بين منظومتين اعلاميتين كبيرتين وشرستين، قد يختلفان ربما في التوجهات، وفي بعض الرؤى، لكنهما يقينآ لا يختلفان في سفالتهما، ولؤمهما، وحقدهما على العراق، وعلى شعب العراق، ومن يقود العملية السياسية في العراق.. فليس مهمآ ان يكون الضرب بينهما تحت الحزام أو فوقه، انما المهم اننا سنسمع الكثير من (العياط)، سواء آخر الليل، حيث بكون (حس العياط مسموع ) ، او في وضوح النهار، حيث سيكون الصوت مسموعآ كذلك.. فحين تتعارك الخنازير، يتكسر الكثير من الزجاج، وأوله شاشتا قناتي الجزيرة والعربية!!

 

علق هنا