شعار داعش.. "السيجارة تقتل، ونحن نقتل"

متابعة - العراق اليوم:

(السيجارة تقتل، ونحن نقتل).. شعار كتبه تنظيم داعش مصحوباً بصورة سيجارة تتدفق منها دماء على طفاية سجائر زجاجية.

 وتقول ليزي ديردن مراسلة صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إن التدخين اعتبر إثماً وفق تفسير التنظيم الوحشي للشريعة الإسلامية، وكان الموت أو الجلد هي عقوبة كل عاص.

وأشارت ديردن إلى عراقي يدعى أحمد ياسر، قالت إنه قبض عليه بسيجارة في بلدة تل كيف التي تقع على أطراف الموصل الشمالية، وبعد العثور على علبة في جيبه أثناء عملية تفتيش، جلد ياسر بشدة وحبس في سجن في طابق سفلي ومعه 120 آخرين سجنوا بسبب التدخين، أو شرب الكحول، أو قصة شعر بطريقة «حديثة»، أو ارتداء سراويل ضيقة.

ونقلت عن ياسر قوله: في السجن «لم أستطع التفكير في أي شيء آخر سوى الموت.. اعتقدنا أننا سندفن بقنبلة. ونقلنا إلى حقل، وظننت أنها النهاية، وبدأت أدعو الله لي ولأهلي».

لكن بدلاً من إطلاق رصاصة على رأسه، كسر المتشددون يده اليمنى، وعصبوا عينيه ثم أمروه بالسير والعودة إلى داره. وعندما طُرد تنظيم داعش أخيراً، كان أول ما فعله ياسر هو التدخين.

وأشار التقرير إلى أن جزءاً من تل كيف دمر في قتال يناير، وسويت منازل بالأرض، بينما ظهرت على تلك التي لا تزال قائمة آثار الرصاص، وانتشرت بها الألغام، وحين عاد السكان إليها لم يجدوا كهرباء ولا مياه للشرب ولا عملاً، ووجدوا مستشفى واحداً فقط.

ولفت التقرير إلى أن مؤسسة «العمل ضد الجوع» (ACF) تقود جهوداً لإعطاء المدنيين الوسائل اللازمة لإعادة بناء حياتهم، بما في ذلك المياه والصرف الصحي والغذاء والرعاية الصحية العقلية، لمساعدتهم على التغلب على صدمة السنوات الثلاث الماضية.

ونقلت الصحيفة عن عراقية تدعى هدية، عمرها 56 عاماً: «كنا نشم رائحة الخوف والموت كل يوم».

وأضافت هدية، التي مات أبناؤها الثلاثة: «هؤلاء الرجال هم قتلة باسم الشيطان، وليسوا رجال القرآن. نحن نعلم أطفالنا الإسلام، لكننا نعلمهم أيضاً الحرية والكرامة».

في المركز الصحي الوحيد في تل كيف، يقوم الأطباء بفرز اللقاحات والمعدات التالفة، وإصلاح ما أتلفته الصواريخ.

وتعمل منظمة ACF على تجديد المستشفى، وتركيب الآبار والمضخات التي تنقل المياه النظيفة إلى الآلاف، والتي كانت تأتي من محطة معالجة المياه في الموصل التي تعرضت للقصف.

ونقلت الصحيفة عن أنيتا سارنا، مديرة مؤسسة «العمل ضد الجوع» في العراق قولها إن المدنيين الذين أمروا بالبقاء في منازلهم أثناء القتال عانوا من نقص شديد في الغذاء والوقود، مشيرة إلى أن بعض السكان تم تشخيصهم بسوء التغذية.

وأضافت سارنا «نتأهب لقتال مكثف في البلدة القديمة، حيث قطعت طرق الإمداد بالفعل. ونتوقع أن يتعرض الناس لنوع من سوء التغذية». وقالت الصحيفة إنه وسط هذا الحطام، تنمو زهور الأمل، إذ يعتقد الدكتور يونس محمود الخفاجي، الذي أقام في تل كيف طوال فترة سيطرة تنظيم داعش، أن العراقيين قادرون على صياغة مستقبل جديد.

ونقلت عنه قوله «أريد أن أصدق أنني سأرى بعيني دولة مزدهرة يعيش فيها أصدقائي: السني والشيعي والمسيحي، في وئام كما كنا قبل مجيء تنظيم داعش ». وأضاف الخفاجي: «البعض يقول إن العراقيين لن يعرفوا مستقبلاً آخر سوى الحرب، ولكن أنا متفائل، وواثق من أننا سنحقق هذا الحلم معاً».

 

علق هنا