ماذا يعني الانتصار في الموصل؟

أنتوني كوردسمان

بدأت معركة تحرير الموصل، لكن "الانتصار" فيها سيكون على الأرجح نسبياً إلى أبعد الحدود وسيمثّل تحديات كبيرة للوحدة العراقية، من المحتمل أن ينهار تنظيم "داعش" تحت الضغط، إلا أن الموصل ستتحول على الأرجح إلى موقع لكارثة إنسانية أخرى في الصراع العراقي-السوري، سواء أثناء القتال الفعلي أو ما يليه من جهود طويلة ضرورية لإعادة الإعمار والتعافي.

لا يرتبط الوجه الأكثر أهمية في هذه المعركة بهزيمة "داعش" الفعلية، بل بقدرة الفصائل في العراق على التوصل إلى طريقة للتعاون إن حققت الفوز .

تُعتبر الموصل المركز السكاني الكبير الوحيد في المناطق العربية السُّنية غرب بغداد، فالقتال في الأنبار لم يؤثر إلا في مجموعة صغيرة من السكان، ولكن إذا نجحت الحكومة المركزية في قيادة القتال في الموصل   كلما أسرعنا في القضاء على "داعش" في العراق، ازداد هذا التنظيم ضعفاً في سورية، سواء من ناحية المال والمتطوعين أو المعنويات والمصداقية، وإذا أخفق "داعش" بعد ذلك في سورية، تُتاح لنا عندئذٍ بعض الخيارات التي يمكننا الوثوق بها وتقديم المزيد من المساعدة الإنسانية.

في المقابل كلما طالت الفترة المتاحة لـ"داعش" للاستعداد في سورية، ازداد احتمال أن يشهد شرق سورية أسوأ التطورات.

أخيراً، بغض النظر عن هوية الفائز في الانتخابات الأميركية المقبلة، سيزداد موقف الولايات المتحدة قوةً، إن كنا قد حققنا النصر في أهم المعارك في العراق، ونتيجة لذلك تصبح الحجج التي تدعم تقديم المساعدة المدنية في العراق أقوى، شأنها في ذلك شأن نفوذ الولايات المتحدة ومصداقيتها في العراق، أضف إلى ذلك أننا سنحظى بتأييد أكبر للشراكة الناشطة والفاعلة مع الدول العربية، ونأمل أن يتحول التعاطي مع النتائج المدنية في الموصل إلى سابقة يُحتذى بها عند مواجهة الكارثة الإنسانية في سورية، علماً أن هذه الجهود لن تبدأ على ما يبدو إلا بعد أكثر من سنة من اليوم وستتطلب الدعم لعقد من الزمن.

علق هنا