محمد الكربولي: انتهازي ومخبر وحرامي!

بغداد- العراق اليوم:

مخطئ من يظن إن رئيس ما يسمى كتلة " الحل" في مجلس النواب العراقي، محمد الكربولي، طائفي، مخطئ تماماً من يعتقد ان للكربولي عواطف "سُنية" تدفعهُ للتحريض وتبني "مظلومية السنة"، والحديث بها في المحافل المختلفة، وتصديع رؤوس العراقيين بهذه القوانة المشروخة، والتي انتبه لها هذا "الغلام" السياسي مؤخراً.

محمد ... الانتهازي!

محمد الكربولي ليس طائفياً، بأي شكل من الأشكال، قدر ما هو انتهازي، والانتهازي أخطر بكل الأحوال من الطائفي، فالأخير يمكن إن يشفى من هذه الصفة، حين يعاد أمامه ترتيب الأولويات، وبناء قناعات جديدة. لكن الانتهازي شخص أخر غير ذلك، فهو يعي انه يمارس مرضاً اجتماعياً، لكنه متصالح معه، ولذا يستسهل بناء ذاته تحت أي ظرف، وتحت أي وسيلة، بمعنى إن غايته النفعية، تبرر كل الوسائل إمامه، فيمكن ان يبدأ بالمتاجرة بالقيم، مروراً بالمتاجرة بالعرض، وصولاً إلى إدخال " الدم " في "بازار" التكسب.

محمد ... الحرامي!

الكربولي سليل الأسرة الطارئة على الحياة السياسية، والتي عرفت الثراء الفاحش بعد 2003، عن طريق النهب والسمسرة والاستيلاء على أموال الدولة، ينافح اليوم بكل عزم عن حقوق الطائفة "المسلوبة"، ويطلق تصريحاته "الكربولية"، محاولاً التحول إلى أيقونة طائفية "سنية"، ليضمن بقاءاً له ولأخوته الذين تاجروا بالسنة أيما متاجرة، إلى الحد الذي باتوا يتوسلون السماء إن ترسل غضبها على مناطق غربي العراق، حتى يتاجروا بهذه المصائب!

ولذا تجدهم حريصيين الآن على اقتناص الفرص، لا لبناء توافق سياسي، او إشادة بتوائم تم تحقيقه على تجاوز عقد الأمس، لاسيما وان الحكومة العراقية برئاسة العبادي، تخوض حرباً ضروساً ضد نتاج طائفية الأمس السياسية التي أنتجت "داعش" في مناطق معينة من العراق، بل يتحينون الفرص - أعني الكرابلة- لأجل إثارة النعرات الطائفية والأثنية، بعد ان فضحتهم الساحة السنية قبل غيرها، وهم الذين تاجروا بمآسي الناس، وجلدوا إضلاع الفقراء بسياط البحث عن المصالح الذاتية، والتي تحولوا بفضلها الى أباطرة في عالم المال الفاسد!

محمد ... المخبر!

محمد الكربولي الذي تعود على دور الانتهازي، لا يجد ضيراً من الانتقال في مراتب هذا السلم، حيث انه يعمل بشكل مخزي كـ " مخبر" لبعض الدول ذات الأجندة الطائفية التي تريد تدمير العراق، ولعل موقع " العراق اليوم" نشر قبل أشهر تسجيلاً فاضحاً لهذا " الكربولي " الصغير وهو يتفاخر بكل صفاقة ووضاعة بكونه عراباً في مؤتمرات ترعاها "مخابرات علم دار " ومخابرات " موزة " وملك "الاستخراء" الخّرف!

سيرة هذا الكربولي الفاسدة، والتي لا يمكن ان تُعرف بسهولة، نظراً للحمولة الهائلة من الوضاعة الذاتية التي يتمتع بها، لكننا سنكتفي على التدليل على واحدة من صفات الكربولي الانتهازية،  فالأخير مثال حي لمحترفي " التصيد بالماء العكر "، فهو، لا يترك شاردة ولا واردة في تناقضات الوضع العراقي المرتبك، الا ودس أنفه التي أدمنت رائحة "العطن" وباتت حاسة الشم لديه تتجه للبحث عن " روائح" التهييج الطائفي. فمع الملابسات التي شهدها العراق في ملف المخطوفين القطريين، والتبادل الكثيف للمعلومات غير الواضحة بشأن هذا الحدث، أنبرى هذا "الكربولي " ليدلي بتصريح تحريضي، يدعي فيه ان جماعة شيعية تختطف 3 آلاف مواطن سني منذ عام، وهو يطالب العبادي بالعمل على إطلاق سراح هولاء الابرياء !!

هذا التصريح الذي يراد منه، خلط الأوراق، وإلصاق تهمة ظالمة بفصائل الحشد الشعبي التي تذود عن أراضي العراق بدمائها، وحررت الأنبار بكم هائل من التضحيات، هو غمز "وقح" وإشارة ذات دلالة لا تقبل التأويل بأن السنة يتعرضون للخطف والتغييب، في وقت لا يمكن ان يثبت ذلك بأي دليل، سوى الادعاءات الباطلة، والتزييف الواضح للحقائق.

ان محمد الكربولي الذي يسيء للعراق، مثال أخر لتجربة سياسية جاءت بمثله من عاهات " التمثيل النيابي " وجعلته يرقص في مسرح دامي على جثث الأبرياء ليبني مجده الزائف!، وقد ينجح في وصلته الراقصة هذه، لكنه سيجده صوته النشاز وحركاته المبتذلة معزولة تماماً حين يعاد الاعتدال لبعض الموازين التي انقلبت بفعل فاعل، او لسوء تقدير.

 

علق هنا