كيف نكافح التعب في الأيام الأخيرة من رمضان ونستعيد النشاط بأسرع وقت ممكن؟

بغداد- العراق اليوم:

قد يجد الصائم صعوبات في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، حتى ينتقل من نمط حياته المعتاد إلى النمط الذي يفرضه شهر الصيام. في المقابل، يصاب الجسم بالتعب الشديد في الأسبوع الأخير من شهر رمضان. فكيف يمكن مكافحة هذه المشكلة الشائعة، واستعادة النشاط بأسرع وقت ممكن؟

لماذا يصاب الصائم بالتعب في الأسبوع الأخير من شهر رمضان؟

توضح الدكتورة ثريا عرابي، أنّ التعب يصيب الصائم على الرغم من أنّه يلتزم بساعات الصيام في النهار ويعوّض ما خسره ليلاً،  طالما أنّه يلتزم بنمط حياة صحي ملائم لشهر الصيام. وتشدّد على أنّ للصيام فوائد لا تُعدّ ولا تُحصى، لاعتباره يساعد في ضبط ضغط الدم ويخفّض مستويات السكر والكوليسترول في الدم. كما أنّه ينعكس إيجاباً على صحة القلب ويرفع مستويات الكريات الحمراء في الدم. إلاّ انّ الشرط الأساسي للاستفادة من ميزاته، هو التقيّد بكافة الإجراءات المطلوبة لصيام صحي، ومنها تناول وجبة السحور مثلاً. فما يسبب التعب في آخر شهر رمضان مبارك هو في الواقع قلّة النوم التي يعانيها الصائم. فالسهر من أجل الأدعية وظروف الصلاة في آخر أيام شهر رمضان قد تساهم في زيادة معدلات التعب مع تأثر الساعة البيولوجية للجسم. فهذا ما يسبّب الإرهاق في ظل ظروف العمل والصوم وقلة ترطيب الجسم احياناً.

ما الفيتامينات والمعادن التي يمكن أن تنقص في الجسم في آخر شهر الصيام؟

خلال فترة الصيام، من الممكن أن يحصل نقص في معدلات بعض الفيتامينات والمعادن وهي تلك المسببة للتعب وعلى رأسها:

-الفيتامين ب

-المغنيزيوم

-الحديد

-الفيتامين د

هذا، إضافة إلى النقص في الإلكتروليتات في الجسم. وهذا ما يؤكّد على أهمية تأمين هذه الفيتامينات والمعادن من خلال الغذاء. إذ تنصح عرابي بالتركيز على الخضراوات كمصدر للمغنيزيوم في وجبة الإفطار. أما الحديد فيمكن الحصول عليه بالتركيز على تناول العدس واللحوم. وتُعتبر اللحوم أيضاً والأسماك من مصادر الفيتامين د. هذا، إضافة إلى أهمية التركيز على شرب الماء لتأمين الإلكتروليتات والصوديوم التي خسرها الجسم في الصيام.

كيف يمكن تجنّب التعب في رمضان والعودة بشكل صحي إلى نمط الحياة الطبيعي بعده؟

-يجب الحرص على عدم حرمان الجسم من النوم، والحرص على تعويض ما يخسره من ساعات النوم لتوفير الطاقة وتأمين الراحة.

-من الضروري بدء الإفطار بالماء والتمر والاستراحة بعدها قبل الانتقال إلى الأطباق الأخرى.

-يجب شرب ما لا يقل عن 4 أكواب من الماء خلال الإفطار وبعده، على أن يكون مجموع أكواب الماء التي يمكن شربها بين وجبتي الإفطار والسحور ليترين، لتعويض ما خسره الجسم من سوائل في ساعات الصيام.

-يجب عدم إهمال وجبة السحور لاعتبارها أساسية، ولو أكل الصائم 3 حبات من التمر. ومن المفترض الحدّ من النشويات المسبّبة للعطش والتعب، وتسبّب السكريات إحساساً بالجوع في ساعات الصيام. يجب أن تكون وجبة خفيفة تحتوي على كل ما يحتاجه الجسم، كالموز والحليب والكورن فليكس أو الخبز مع اللبنة أو الشوفان مع الحليب.

-يجب الحدّ من النشاط الجسدي المفرط في رمضان، وإن كان النشاط الجسدي الخفيف مطلوباً من دون إرهاق الجسم.

أما بعد شهر رمضان، من الطبيعي الشعور بالتعب والنعاس، خصوصاً أنّ الجسم اعتاد على كميات كبيرة من الغذاء دفعة واحدة بعد ساعات من الصيام. هذا ما يرفع مستويات الأنسولين في الجسم، فيزيد من معدلات استخدام التبريبتوفان التي تتحول إلى سيروتونين وإلى ميلاتونين المسببة للتعب والنعاس. ويحاول الإنسان التعويض عبر الأكل في مثل هذه الحالة. والمطلوب عندها الحرص على تناول وجبات صغيرة خلال النهار، وعدم إهمال أي وجبة رئيسية، حتى يستعيد الجسم نشاطه بشكل طبيعي. فالأكل المنتظم كفيل بمكافحة التعب بعد رمضان. وعملية الهضم في الجسم لا تعود كالسابق، ويجب العودة إلى عملية الأيض السابقة وإدخال وجبات صغيرة إليه لتعزيز عملية الهضم. كما يجب أن تكون صغيرة وصحية وعدم إهمال أي منها. 

هذا إضافة إلى العودة إلى نظام النوم السابق كما قبل شهر رمضان، وأيضاً نظام ممارسة الرياضة. لذا المطلوب عدم المتابعة بالنظام المتبع خلال شهر رمضان، والاستمرار بما حصل من تحول في الساعة البيولوجية، بل على العكس يجب كسر هذا التحوّل والعودة إلى النظام السابق. فإذا كان الجسم متعباً يجب تصحيح ذلك.

كذلك، تبرز أهمية العودة إلى نظام تناول السوائل، والحصول على ما لا يقل عن ليترين من الماء خلال ساعات النهار، لتعويض الإلكتروليتات واستعادة التوازن في الجسم.

ما الأطعمة التي يجب التركيز عليها بعد شهر رمضان؟

إضافة إلى شرب الماء على دفعات يجب احتساء: 

-عصائر الفاكهة والخضراوات

-حساء الخضراوات

اللبن غير المحلى

-السبانخ

-المكسرات

-البيض

البقوليات.

علق هنا