الهميم يضرب ( عش الدبابير) ويقتلع آفات التطرف والفساد الديني

بغداد- العراق اليوم:

منذُ وصوله لسدة رئاسة الوقف السني، والشيخ عبد اللطيف الهميم، يواصل ضرب مفاصل الفساد الديني ( الذي نشأ مستغلاً  الفراغ المرجعي لمذهب أهل السنة والجماعة من قبل الحزب الإسلامي - فرع الأخوان المسلمين في العراق)، بغية تنقية الخطاب الإسلامي من نبرة التطرف والغلو والتكفير. التي اتخذها هذا الحزب مطيةً "سياسية" للوصول إلى غايات ومطامع نفعية خاصة.

 وهذا الإصلاح الذي لم يك الشيخ الهميم يقصد من ورائه الدخول في آتون صراع سياسي، قدر ما هو تكليف شرعي، وتعزيز لمشروعه الذي اعلنه صراحةً عبر نشر خطاب التسامح الإسلامي بين صفوف الشعب العراقي والإسلامي، ومن ثم الوصول الى حالة الوئام التي تعزز بناء دولة المواطنة، الا ان هذا المسعى اصطدم بشكل سريع مع واجهات الحزب "الاسلامي" التي بدأت بتحريك أذرعها الممتدة عميقاً في الساحتين السياسية والدينية السنيتين .

صراع مع المجمع الفقهي

واذا كان تأسيس المجمع الفقهي العراقي، ككيان قانوني دستوري، كان رغبةً حكومية بعد 2003، لتعزيز دور الكيان الإسلامي المعتدل لأهل السنة والجماعة في العراق، واعادة دمج هذا المجتمع في بناء الدولة العراقية، بعد عزلة اختيارية، قادته اليها بعض العمائم المأجورة لمشاريع خارجية، فأن الحزب الإسلامي وبقدرته العجيبة على الاقتناص استطاع السيطرة على هذه المؤسسة الإسلامية، ومن ثم تفريغها من محتواها القانوني الذي أنشأت من اجله، الى تحويلها الى واجهة أخرى للصراع السياسي الذي يعمل الحزب على ادامته ضمن حساباته الداخلية والخارجية، فأن هذه المؤسسة كانت لاعباً سلبياً للأسف طوال الفترات الماضية، ففي الوقت الذي كان المجتمع العراقي ينتظر منها خطاب عقلاني تسامحي، كانت هذه المؤسسة الحكومية !، محرضاً واضحاً، ومأزماً للأوضاع المضطربة، حتى باتت منابر هذه الجماعة، واحدة من أكثر المنابر نشراً لقيم الكراهية والتحريض المذهبي !

ولذا فصار لزاماً على الهميم، وكل المرجعيات الاسلامية السنية ان تنبري لايقاف مد الكراهية هذا، وايقاف استغلال مؤسسات الدولة ومنابرها الرسمية للتحريض عليها، لاسيما وان خطاب الكراهية الذي اسهم الحزب الاسلامي بنشره، قاد العراق الى الكوارث التي لا نزال ندفع ثمنها بشكل واضح كل يوم. وما جماعة داعش  الاجرامية الا أحد ابرز نتائج هذا التوجه المعادي للعراق، ومن هنا كانت مسؤولية الهميم عظيمة، بعد توليه منصب رئاسة الوقف السني، أكبر مؤسسة شرعية اسلامية عراقية، وما ان شرع بأولى خطواته، حتى بدأت صيحات المتطرفين تتعالى، لايقاف مشروعه الاصلاحي المتوائم مع مشروع الحكومة العراقية برئاسة الدكتور العبادي. ومع تقدم المشروع قدماً، يبدو ان الحزب الاسلامي، فشل في هذه الصيحات، فلجأ بأساليبه المعروفة للشارع العراقي، الى استخدام الاسلوب التسقيطي الرخيص ( فبركة فضائح فضائية في اروقة الوقف - انشاء صفحات وهمية للنيل من الهميم- استخدام منابر المساجد للتسقيط - تأجيج الصراع السني - السني - وصولاً الى توظيف مواقع صفراء لغرض تشويه صورة الشيخ الهميم ) ويبدو ان الحملة على الهميم مستمرة، وهي في حقيقة الأمر لا تهدف الا لأمرين، الأول ايقاف مد تيار الهميم المتصاعد في الشارع السني الذي يدعو للتصالح، وردم هوة الاختلاف المختلق والموظف سياسياً لصالح الحزب الاسلامي، و الأمر الثاني الذي تهدف اليه الحملة، هو اخضاع الهميم لسطوة الحزب وادخاله في صفقة تفاوضية، تشير مصادرنا الى ان الهميم رفض عدة مرات ان يثار معه اي مشروع مصالحة مع اي جهة سياسية سنية، لأنه يعتقد بوضوح انه لم يتقاطع مع اي جهة وطنية سنية كانت او شيعية، فاذا كانت هذه الجهات التي تريد مفاوضته ضمن هذه الشروط، فأنها ضمن مشروعه، واما اذا كانت في الطرف الأخر، فالهميم يشير الى انه مستمر في مكافحة حملة الفكر الانحرافي ومعالجة مثيري الفساد والفتن، مهما كانت طنين الدبابير عالياً، الا انه لن يستطيع ايقاف صوت الاعتدال الهادر .

   

علق هنا