حين يتحدث الكبار .. القائد عثمان الغانمي يتحدث عن عقيدة الجيش العراقي

بغداد- العراق اليوم:

تحدث القائد العسكري الكبير الفريق أول ركن عثمان الغانمي بمناسبة عيد الجيش عن هذه المؤسسة المفخرة،  وعن شجاعة ومكانة وعقيدة العسكرية العراقية.. وحين يتحدث قائد كبير، له سجل حافل مثل عثمان الغانمي فإن لحديثه أهمية استثنائية حتماً، بخاصة وأن الرجل خاض معارك وحروب كثيرة وكبيرة، وشغل باقتدار وكفاءة عالية، مواقع مهمة في الجيش والدولة، مثل منصب رئيس أركان الجيش العراقي، ومنصب وزير الداخلية، الذي سلم أمانة مسؤوليته إلى ضابط بارز في الجيش العراقي، بل هو احد أبرز قادة الجيش العراقي الكبار، وأقصد به الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري..

استعرض الغانمي مراحل بناء المؤسسة العسكرية في العراق، كما تناول أوضاعها بعد 2003 ، والخطأ الكبير الذي ارتكبته الولايات المتحدة بحل الجيش العراقي، ومن ثم بناؤه على أسس مناطقية وطائفية وقومية.

وقال الغانمي في تصريحات متلفزة، إن "قرار حل الجيش في 2003 كان خاطئاً 100 بالمئة، واعتمد الأمريكيون وقوات التحالف آلية لتشكيل الجيش وفق أسس طائفية وقومية ومناطقية، وكان المترجمون الذين كانوا مع الجيش الأمريكي وقوات التحالف يجلبون قوائم الأسماء حسب هذه الأسس الناشزة، دون تدقيق أو تمحيص، حتى أنها ضمت الكثير من  المطلوبين للعدالة، وبعض العسكريين السابقين المطلق سراحهم بالعفو وغيره".

وأضاف القائد الغانمي: 

" لقد حاولنا بناء الجيش على أسس مهنية وعلمية لكن لم نكن أصحاب قرار، وفي 2005 و2006 استطعنا جلب شباب واعي يرغب بخدمة بلده، وبدأنا بتشكيل نواة في محافظات الفرات الأوسط وبابل، لكن كانت الأوامر الصادرة عن التحالف تشترط أن يكون الجندي من نفس المحافظة التي يخدم بها للأسف".

وأشار إلى أن "المرجعية الدينية في النجف الأشرف أيدت العودة إلى الجيش بعد 2003"، لافتاً إلى أن "الأمريكيين أدخلوا الفساد إلى المؤسسة العسكرية في العراق".

وتابع الفريق الغانمي، أن "الجيش منذ 2003 كان بلا عقيدة، لكنن بدأنا بعد عام 2014 ببناء جيش حقيقي"، مبيناً أن "عقيدة الجيش العراقي دفاعية وبعض القرارات خاضعة لتوجيه من القادة".

ولم يتوقف حديث الغانمي عن الجيش العراقي أبداً، فالرجل يعتبر الجيش بيته الثاني، ومدرسته، بل يعتبر نفسه جندياً متطوعاً دائمياً في هذه المؤسسة، مهما كان كبر عمره، أو رتبته، أو تميزت مناصبه.. 

فالقادة الحقيقيون يكونون أوفياء للمؤسسة التي كانت ولم تزل حبهم وعشقهم الأول، والغانمي أحد هؤلاء العشاق ..

علق هنا