الاحتجاجات تتجدّد في صربيا... ورئيسها يتحدّث عن "تحريض خارجي"

بغداد- العراق اليوم:

تجدّدت أمس الإثنين التحرّكات الاحتجاجية في بلغراد للتنديد بأعمال تزوير يقول معارضون إنّها شابت الانتخابات التشريعية الأخيرة التي فاز فيها اليمين القومي الحاكم، في حين اتّهمت موسكو الغرب بالسعي إلى "زعزعة استقرار" صربيا.

وعمد مئات من المتظاهرين في بادئ الأمر إلى قطع شوارع رئيسية في بلغراد قبل أن يتجمّعوا مساء أمام مراكز للشرطة للمطالبة بتخلية سبيل محتجين أوقفوا الأحد خلال مواجهات دارت أمام مقرّ بلدية العاصمة.

والأحد هاجم متظاهرون مبنى البلدية وحاولوا اقتحامه قبل أن تتمكّن قوّات الأمن من صدّهم.

وأعلنت السلطات أنّ عنصري شرطة أُصيبا "بجروح خطرة" خلال الاحتجاج، بينما أوقف أكثر من 35 شخصاً.

وندّد الرئيس ألكسندر فوتشيتش بأعمال العنف في العاصمة وأكّد أنّ لديه أدلّة تفيد بأنّ الاحتجاجات تمت بـ"تحريض خارجي".

واتّهمت موسكو، حليفة بلغراد، الغرب بإثارة التوتّرات في صربيا.

ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها "من الواضح أنّ الغرب بمجمله يسعى إلى زعزعة الاستقرار" في صربيا.

وشبّهت زاخاروفا هذه التظاهرات بتلك التي شهدتها كييف وأفضت إلى وصول موالين للغرب إلى السلطة في أوكرانيا في العام 2014.

بدوره، رأى المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الإثنين في مؤتمر صحافي أنّ "هناك محاولات من قبل أطراف ثالثة، بما في ذلك من الخارج، لإثارة الاضطرابات في بلغراد".

وكان حزب الرئيس القومي ألكسندر فوتشيتش أعلن فوزه في الانتخابات التشريعية التي جرت في 17 كانون الأول (ديسمبر).

واعتبرت ألمانيا أنّ أيّ تزوير في الانتخابات "غير مقبول" بالنسبة لدولة تأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بينما دعت واشنطن بلغراد إلى معالجة "مخاوف" مراقبي الانتخابات، في حين قال الاتحاد الأوروبي إنّ "العملية الانتخابية في صربيا تتطلّب تحسينات ملموسة ومزيداً من الإصلاحات".

"مقاومة"

وترتبط صربيا وروسيا بعلاقات وثيقة تاريخياً.

 

ولم تفرض بلغراد عقوبات على موسكو بسبب هجومها في أوكرانيا، غير أنّها أدانت العدوان الروسي في الأمم المتحدة.

 

وعلى غرار صربيا، لا تعترف روسيا باستقلال كوسوفو.

داخلياً، تتمحور نجاحات فوتشيتش بشكل أساسي حول الاقتصاد في واحدة من أفقر الدول في القارة الأوروبية، مع تضخّم بلغت نسبته 16 بالمئة في الربيع قبل أن تنخفض إلى نحو 8 بالمئة في تشرين الثاني (نوفمبر).

 

وبالنسبة لمناصري فوتشيتش، فقد أرسى الرئيس في فترة حكمه النظام وجذب استثمارات بالمليارات. وبين العامين 2012 و2022 ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في صربيا من مليار يورو إلى 4.4 مليار يورو.

وفي بلغراد يطالب المتظاهرون، ومعظمهم من طلّاب منظمة "بوربا" (القتال)، بمراجعة السجلّات الانتخابية التي تُعتبر، بحسب رأيهم، أصل التزوير الانتخابي.

 

وقالت إميليا ميلينكوفيتش الطالبة في كلية العلوم السياسية، "لقد ولدت في العام 2002 ولم أكن أعتقد أنّني سأضطر إلى الكفاح من أجل الديموقراطية في الشوارع، كما فعل والدي".

 

وأضافت الشابة التي تبلغ من العمر 21 عاماً "لكن عليّ أن أفعل ذلك".

 

وترتدي ميلينكوفيتش شارة حركة "أوتبور" (مقاومة) الطالبية التي شاركت في الاحتجاج ضدّ سلطة سلوبودان ميلوسيفيتش في مطلع العقد الأول من القرن الحالي.

وأثارت الانتخابات انتقادات واسعة النطاق بعدما أدان فريق من المراقبين الدوليين، بمن فيهم ممثلو منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا، سلسلة من "المخالفات" من بينها "شراء أصوات".

ومنذ ذلك الحين، يتظاهر مئات الأشخاص يومياً أمام مقرّ لجنة الانتخابات الصربية. وبدأ أعضاء قائمة المعارضة الرئيسية، "صربيا بلا عنف"، إضراباً عن الطعام في محاولة لإلغاء النتائج.

علق هنا