كاسيت (مقتل) الحسين، وضابط الاستخبارات (السامرائي) الذي أنقذ عنقي قبل 42 عاما .. !

بغداد- العراق اليوم:

فالح حسون الدراجي 

افتتاحية جريدة الحقيقة 

يحاول البعض أن يفصل بين ثورة الإمام الحسين عليه السلام، وثورات الحرية والعدالة في التاريخ الانساني.. وهو خطأ فادح يرتكبه كل من يسعى لتأطير وتحجيم هذه الثورة العظيمة. إن (الفصل) بين ثورة الحسين ومحيطها الإنساني الكوني، هو برأيي عمل عدائي مقصود، غايته وضع ثورة (الحسين) في إطار ديني، ورؤية أحادية ضيقة، فضلاً عن ابعادها قدر الإمكان عن جوهرها الرسالي الناصع، وعزلها عن هدفها الكوني العام... وإذا سمحنا لأنفسنا برفع القداسة دقيقة واحدة، وقرأنا فيها (الحسين ) باللغة الإنسانية العامة، فسنجده بطلاً ثورياً فذاً، وزعيماً تحررياً اسطورياً كونياً عظيماً، حاله حال الثائر والقائد نيلسون مانديلا قاهر نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا..الذي أصبح اسمه رمزاً للحرية والمساواة..

وحاله حال القائد الثوري العظيم تشي جيفارا، الذي أصبح نضاله راية للأحرار في كل الدنيا. لذلك فأن الحسين لم يعد (خاصاً) بطائفة، ولا حكراً على دين معين، إنما هو حق مشاع لكل الأحرار في العالم، وإلا ما قاتل معه (النصراني) وهب ابن حباب الكلبي في ملحمة كربلاء الحرية، وهو يعلم انه سيقتل لا محال !

 إن الحسين وثورته ملك للمسلم وغير المسلم، وللمتدين وغير المتدين.. وباتا مشاعَين للانسانية كلها، كالهواء والشمس .. وتأكيداً لهذا المعيار، دعوني أستذكر معكم بكل الحب موقف أحد الضباط الطيبين من أبناء (سامراء) العزيزة.. والحكاية تبدأ من يوم 4 / 12/ 1980، أي من الشهر الثالث للحرب العراقية الإيرانية، حين استدعيت لخدمة الاحتياط من قبل دائرة تجنيد العمارة الثانية، وهي الدائرة المختصة بتسويق أبناء القرى والنواحي والأقضية التابعة لمحافظة ميسان فقط . وقد كان نصيب الدفعة التي تم سوقي اليها، هي فوج الدفاع والواجبات 12، الذي يقع وسط منطقة سكنية في مدينة كركوك تسمى (البارود خانة)، ومهمة هذا الفوج كانت حماية مخازن العتاد الكبيرة جداً، والمنتشرة على مساحة واسعة في المنطقة. وأذكر ان الجو كان وقتها بارداً جداً، وكان عددنا مزدحماً، وظروفنا صعبة للغاية. إذ لم تكن هناك قاعات صالحة للمنام، كما ان عددها لا يتناسب مع اعداد دفعتنا التي تقدر بآلاف الجنود.. فضلاً عن قلة الأغطية، وقلة الطعام الذي يقدم الينا. ولعل الأمر الذي أقلقنا كثيراً، هو معرفتنا بأن هذا الحال سيمتد لشهر أو شهرين، وربما أكثر، حيث يتم فيها تسلم الملابس العسكرية، واجراء بعض التدريبات البسيطة.. ومن ثم انتظار قوائم النقل التي تأتي من مديرية التعبئة والاحصاء، ليتم توزيعنا بموجبها على الوحدات القتالية في قاطعي نوسود وسربيل زهاب، اللذين يقعان في المنطقة الشمالية..

وأذكر ما حدث بعد يومين أو ثلاثة من وصولنا ذلك الفوج، حين ألقى علينا ضابط التوجيه السياسي محاضرة عن الحرب.. وللحق فإني مازلت أتذكر ذلك الضابط، واسمه المقدم يحيى قاسم يحيى. لاسيما وأن الرجل كان طيباً ولطيفاً معنا جداً، فضلاً عن ان أهالي كركوك يعرفونه ويمتدحونه كثيراً، ليس لأن والده يعد أحد أشهر مُصلِّحي أجهزة التلفزيون في كركوك فحسب، بل ولأنه شخص مثقف ورياضي واجتماعي ومحبوب، بخاصة وأنه يسكن وعائلته مدينة كركوك منذ فترة طويلة.. 

وفي نهاية محاضرته، سألنا الضابط عن احتياجاتنا، ومطالبنا، فنهض الكثير من الجنود، وعرضوا مشاكلهم وطلباتهم التي كانت جميعها مطالب شخصية بحتة. وحين وصل الدور لي، تقصدت أن أقدم له اسمي الكامل مع اللقب: (الجندي الاحتياط فالح حسون الدراجي)، ثم رحت أعرض مشاكلنا واحتياجاتنا الجماعية بلغة عربية فصيحة، دون أن أذكر طلباً شخصياً واحداً.. وما ان أكملت مداخلتي حتى سألني مستفسراً، إن كنت الشاعر والصحفي فالح حسون الدراجي أم هو تشابه في الأسماء)؟

فأجبته بقولي: نعم سيدي 

أنا الذي قصدته بسؤالك..

فطلب مني أن أراجعه في مكتبه بعد الإستراحة.. وما ان دخلتُ عليه في الموعد المحدد، حتى رحَّب بي كثيراً، وسألني إن كنت منتمياً لحزب البعث، وهو (السؤال الذي كنت قد توقعته منه مسبقاً، لذلك تهيأت واستعددت للاجابة عليه قبل أن أدخل للمقابلة).. فقلت له : نعم سيدي أنا (بعثي).. !

لقد اضطررت للكذب على الضابط، لأتخلص من صعوبة الوضع الذي كنت عليه وليأتي ما يأتي بعدها حتى لو جاء الطوفان !

لقد كنا نتمنى النقل الى أي مكان حتى لو كان في الخطوط الامامية للجبهة، لنخلص من تلك المعاناة التي كنا فيها! ، فضلاً عن أني كنت واثقاً من ان الإدارة لن تتمكن خلال هذه الفترة القصيرة، من التدقيق والسؤال عني في المنطقة التي أسكن فيها، لاسيما وأن الأوضاع اضطربت واختلط حابلها بنابلها تماماً أثناء الحرب.. إذ قلت مع نفسي، كيف يستطيعون التدقيق في سجلات الملايين من الجنود الجدد، في ظل هذه العناوين التي كان أغلبها غير صحيح ؟!.

ابتسم المقدم يحيى فرحاً عندما سمع جوابي، وقال: ( ممتاز..لعد راح تبقى معنا بالتوجيه السياسي خلال فترة تنقلات دفعات جميع المواليد..وربما راح تبقى معنا سنة أو أكثر ، لأن أنت مو على ملاكنا، إنما على ملاك مديرية التعبئة والإحصاء .. يعني راح نضم اسمك الى آخر نقلة من النقلات )..!

وفعلاً بقيت في التوجيه السياسي التابع لهذا الفوج اكثر من تسعة أشهر، أحدثت فيها بالتعاون مع بعض الزملاء نقلة نوعية، لاسيما في عملي كمشرف على بث الإذاعة الداخلية، إذ كنت أفتتحها فجراً بتلاوة القرآن الكريم للشيخ عبد الباسط، ثم أضع شريطاً للرائعة فيروز بعدها أقرأ نشرة الأخبار، والصحف اليومية ثم أقرأ التعليمات والواجبات والأوامر التي تصدر من آمرية الفوج، وقلم الوحدة الى منتسبي الفوج، خاصة حراس المخازن البعيدة.. كل هذا أقوم به قبل أن يصل الزملاء الذين يباتون في بيوتهم بكركوك (عوائل). كما كنت أبث الأغاني العراقية العاطفية والوجدانية لمطربين يحب سماعهم الجنود، مثل داخل حسن وسعدي الحلي وحسين نعمة ورياض احمد، وكذلك أم كلثوم ونجاة الصغيرة وغيرهما، من المطربات اللائي، ابث اغنياتهن في آخر الليل، من اجل أن يشعر الجنود بدفء الحياة، ويعيشوا وضعاً إنسانياً بعيداً عن مناخات الموت وبيانات المعارك ..

ومن الجدير بالذكر أن جميع التعليمات كانت تصل الى الجنود عن طريق الإذاعة الداخلية، حيث نبثها عبر مكبرات الصوت (السماعات) الموجودة داخل مخازن العتاد العشرة.. والتي يتواجد في كل واحد منها عشرون جندياً، يتناوبون على حراسة كل مخزن.. وبسبب المسافات الشاسعة التي تفصل بين مخزن وآخر، وتفصل بين عموم المخازن والادارة أيضاً، فإن الاذاعة كانت الوسيلة الوحيدة للتواصل  بين جميع الأطراف ..

أما موضوع التنظيم (البعثي ) الذي كذبتُ فيه على المقدم يحيى، فقد تخلصَّتُ من تبعاته عبر إعطاء (عنوان سكن) في مدينة العمارة وليس في مدينة الثورة، وهو في الحقيقة عنوان خطأ لا يعرفني فيه أحد، إذ كلما أرسلوا طلب المعلومات عني الى ذلك العنوان، عاد الطلب خالياً من أية معلومة، بسبب عدم وجود الشخص المطلوب الاستفسار عنه..

وقد ساعد في ذلك أن تسويقي لهذه الوحدة قد تم عبر تجنيد العمارة، وليس تجنيد الثورة.. فنجحت الخدعة لأكثر من تسعة أشهر تقريباً، الى أن جاء اليوم الذي (انلاصت) فيه. حيث تصادف مع يوم العاشر من محرم..عندما جاءني جنديان، أحدهما اسمه سعد - لا أتذكر الآن اسم والده - وهو شاب (أسمر) من ابناء مدينة الثورة، كان قد تعرف عليّ في (المدينة) عن طريق صديقنا المشترك اللاعب كريم رسن، وأصبح سعد صديقاً لي أيضاً.. وللعلم فأن أغلب جنود الفوج القدامى، كانوا من مدينة كركوك، ومدينة الثورة ..

وبعد التحية والسلام ، أخرج سعد من جيبه (كاسيت)، وطلب مني راجياً ان أبثه عبر الإذاعة الداخلية ليسمع الجنود

وكل منطقة (بارود خانة)، قصة استشهاد الامام الحسين.. وفي لحظة تجلّ حسيني وافقت فوراً على طلبه، وقمت ببث كاسيت (قصة مقتل الحسين) بصوت الشيخ عبد الزهره الكعبي، كما قمت برفع الصوت الى أعلى درجاته، وتوزيعه على كل المخازن، بحيث وصل صوت القارئ الكعبي الى آخر البيوت المحيطة بالمعسكر ..!

ولكن، يبدو ان أحداً ما من أهالي المنطقة قد أزعجه الصوت العالي في تلك الظهيرة الماطرة، فاتصل بالاستخبارات العسكرية في كركوك ليخبرهم بهذه (الواقعة). وبعد ساعة من بث (المقتل) بصوت الشيخ الكعبي، جاءني أحد أفراد الإنضباط الخاص بآمر الفوج، ليصطحبني الى المقر، وقبل ان أدخل على الآمر، أوقفني أحد الأشخاص المدنيين في باب المقر، وسألني ان كنت فالح حسون ؟ فقلت له : نعم .. فأمسك بيدي، ودفعني بقوة نحو السيارة المظللة ثم عصّب عيني بعصابة سوداء، وسارت السيارة بنا لمدة عشرين دقيقة أو أكثر بقليل.. ثم توقفت بنا في مكان ما، واقتادوني معصب العينين.. وبعد برهة، سمعت أحدهم يقول بلهجة آمرة: انزعوا العصابة عن عين فالح !

وما ان رفعوها عن عيني، ورفعت رأسي حتى رأيت العقيد حامد عبد الكريم يجلس خلف المكتب.. والحقيقة أني لم أجد صعوبة في معرفة هذا الضابط، فقد كان في صوته (شيء ما) أعرفه، وثمة (حور) بسيط في عينيه ايضاً، ناهيك من لون بشرته (الاحمر) المميز جداً.. 

إن هذا الضابط الذي أقف أمامه الآن في (منظومة استخبارات المنطقة الشرقية في كركوك)، هو ضابط  استخبارات قديم من أهالي سامراء، كان نقيباً وضابطاً لاستخبارات الفوج الأول في الفرقة العاشرة، عندما كنت جندياً مكلفاً فيه قبل سبع سنوات من وقوفي مجدداً بين يديه اليوم، وقد كان وقتها مسؤولاً عن ملفي الأمني، لذلك فهو يعرفني من الألف الى الياء. وللحق فإن الرجل ساعدني كثيراً أيام زمان، لاسيما في التحقيق معي آنذاك، وكان يمنع ضربي، طيلة وجوده في التحقيق، وقد شجعه على مساعدتي هو معرفته وتأكده من أني ( كنت شيوعياً) قبل أن التحق بالجيش، وبعدها توقفت عن ممارسة أي نشاط حزبي أو سياسي، إذ لم أبتعد طيلة وجودي في الجيش عن ممارسة النشاط السياسي والحزبي فقط، بل وقاطعت أيضاً التحدث بالسياسة، أو اللقاء بالعناصر (المؤشر ) عليها سياسياً، أو قراءة الكتب الممنوعة في المعسكر، أو القيام بأي فعل يثير الشكوك حولي .

لذلك كان ضابط استخبارات الوحدة (الرائد) حامد عبد الكريم يعاملني بتهذيب ولطف..

وها أنا أراه اليوم أمامي بعد كل هذه السنوات، وهو برتبة عقيد، فشعرت بالطمأنينة والراحة لوجوده في تلك اللحظة، وقبل أن أسلم عليه، قال لي ضاحكاً

: يابه فالح، إنت رجّال شيوعي، وشراب عرگ، شجابك على الحسين والمقتل، واللطمية ؟!

فقلت له: سيدي الكريم، ( لا شيوعية ولا لطمية)، كل ما هنالك أن جنودنا، وبسبب واجبات المخازن الطويلة، لم يتمكنوا من سماع قصة (المقتل) من الاذاعة العراقية، في الصباح الباكر، لذلك قمت ببثه ظهراً من اذاعتنا الداخلية ليسمعونه، وإلا لاستمعوا اليه ربما من الاذاعة الايرانية .. فأيهما أفضل برأيك: سماع قصة استشهاد الحسين من اذاعتنا أم من الاذاعة الايرانية؟!

فأجابني باسماً: طبعاً من إذاعتكم أفضل !!

ثم استدرك قائلاً: ومتى بالضبط بثت الاذاعة العراقية مقتل الحسين؟

قلت: بدأ بثه من الساعة السادسة صباحاً، وجنودنا وقتها، بين من كان نائماً أو كان في الواجب. 

اقتنع العقيد حامد بكلامي وقال: شوف فالح  راح أتجاوز هذا الموضوع اعتزازاً بالإمام الحسين أولاً، وثانياً لأني أعرف أنك لستَ من اولئك الجماعة- يقصد جماعة حزب الدعوة - لكن أريدك أن تجيبني بصدق: شلون گدرت تقنع مقدم يحيى، بحيث يستخدمك في التوجيه السياسي، وأنت شيوعي؟

فقلت له : وهل توعدني بأنك ستعفو عني إن أخبرتك بالحقيقة .. ؟

قال :- أجل والله ..

فحكيت له قصة عنوان السكن (الخطأ) في مدينة العمارة.. فضحك العقيد حامد السامرائي .. وقال لي: سأعفو عنك في قضية الكاسيت يافالح.. لكننا سننقلك الى فرقة مشاة جديدة مقرها في (رانية)، وفيها الكثير من ( ربعك وجماعتك)، لأن وجودك في التوجيه السياسي، وفي فوج الدفاع والواجبات، الذي فيه مخازن عتاد الحرب ، وانت شيوعي، أمر مو صحيح بالمرَّة، بل وخطر ! 

ويجب أن تعرف يافالح، ان الاوامر التي تسلمتها، تطلب مني ارسالك بعد التحقيق، الى مديرية الاستخبارات في بغداد،  لكني سأكلمهم، وانهي الموضوع (من يمي)، مكتفياً بنقلك فقط.

وفي اليوم الثاني تسلمت كتاباً سرياً مغلقاً فيه أمر نقلي الى فرقة مشاة 24 في (رانية).. وهذه الفرقة مخصصة لمن كانت عليه مؤشرات أمنية سلبية من قبل دوائر الإستخبارات والأمن.. فالتحقت بها، بعد دورة شهرين في سرية مغاوير.. وفي الفرقة 24 التقيت وتعرفت أيضاً بالكثير من الرفاق والزملاء والأصدقاء، من بينهم الشاعر الكبير كاظم اسماعيل الكاطع، والشاعر الشيوعي الصديق جابر السوداني، والصديق سلام الجراح، والراحل احمد كريم مغزل ( شقيق الفنان جمال كريم)، والأخ عبد الزهره كاظم (أبو آمنة)، وغيرهم. وبقيت معهم في هذه الفرقة حتى نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وتسريحنا من الجيش..

 لذا، فإني صرت أتذكر هذه القصة كلما سمعت الشيخ عبد الزهره الكعبي يغرِّد بقصة (المقتل)، وأتذكر أيضاً الموقف النبيل لعقيد الاستخبارات حامد عبد الكريم السامرائي، إذ كان بإمكان هذا الضابط تحويلي فقط الى مديرية الاستخبارات في بغداد، لالحق بشقيقي الشهيد خيون الدراجي، وأعدم كما أعدم هو قبل فترة قليلة من حادثة كاسيت (مقتل) الحسين!!

واليوم، وإذ أنشر هذا المقال، فأني اتمنى أن يقرأه الضابط حامد عبد الكريم السامرائي، أو أن يطلع عليه أي (سامرائي ) يعرفه، فيطمئنني عنه، ويطلعني على أحواله، خاصة وأني سمعت من أحد الأصدقاء أن هذا الضابط الشريف قد اعتقل من قبل مخابرات صدام مع عدد من أبناء سامراء من بينهم أحمد طه العزوز، وعلي العليان، وعدد من الضباط بتهمة (الانقلاب) على النظام في قضية ما يسمى بالسوامرة، وبقي أكثر من سنة في زنزانات الأمن الخاص، ثم أطلق سراحه لعدم ثبوت الأدلة عليه، في حين نفذ حكم الإعدام باربعة عشر من زملائه..

وسأكون سعيداً للغاية، لو قابلت هذا الرجل النبيل مرة أخرى، أو كلمته بالتلفون حتى، لأشكره على ما فعله معي من معروف عظيم، معروف أبعد فيه عنقي عن مقصلة الطغاة، في زمن كان يتسابق فيه ضباط الاستخبارات والامن على وضع رؤوس الأبرياء ، وتقديم اعناق المناضلين الى مقاصل المستبدين بدم بارد وفخر كبير ..!

علق هنا