من يحمي الطاقة من فرسان الفساد في لجنة الطاقة ؟

بغداد- العراق اليوم:

تفجرت بشكل غير مسبوق فضائح الفساد الذي يزكم الأنوف، والآتية من أروقة مجلس النواب، بحسب معلومات حصل عليها  " العراق اليوم" ، تشير الى تورط نواب عن محافظة البصرة بأضخم ملفات فساد  تشهدها البلاد منذ عقود، فيما قال النائب عن جبهة الإصلاح البرلمانية مشعان الجبوري ان " هناك فساداً كبيراً يمارسه بعض النواب فيما يتعلق بابتزاز الوزارات والهيئات التنفيذية للحصول على تسهيلات وعقود حكومية بعشرات  الملايين من الدولارات ".

فيما تكشف مصادر أخرى تحدثت لـ " العراق اليوم " من محافظة البصرة، عن تورط نواب في عمليات ابتزاز لموظفين كبار في هيئة الكمارك   لغرض الحصول على إعفاءات ضريبية، او ادخال مواد فاسدة او ممنوعة للعراق،حيث يمارس هولاء النواب عملية التهديد والوعيد لهولاء الموظفين الكبار لإخضاعهم بشتى الطرق والوسائل ".

وكشفت المصادر التي طلبت عدم ذكر هويتها، لـ "العراق اليوم "، قيام النائب عن حزب الفضيلة جمال المحمداوي، والنائب عن كتلة الأحرار مازن المازني  بممارسة ضغوط كبيرة على هيئة الكمارك في البصرة، من اجل تخليص بضائع تعود لهم او لتجار نافذين من ضريبة الكمارك التي تعود للدولة العراقية ".

واشار الى ان " النائبين المذكورين يمارسان عمليات ضغوط شديدة على المدراء العاميين من اجل الحصول على تسهيلات كمركية، او عقود تنفيذ حكومية، مستغلين عصا الرقابة الممنوحة لهما بشكل تعسفي واضح ".

واشارت المصادر الى ان " النائب جمال عبد الزهرة مزعل مهوس المحمداوي والذي ينتمي لحزب الفضيلة، والذي ترشح عن البصرة، يمارس ضغوطاً كبيرة على وزارات الدولة، لا سيما الكهرباء للحصول على عقود حكومية له ولشركاته، او شركات  حزبه السياسي، مستغلاً موقعه في لجنة الطاقة النيابية، وقد حصل بالفعل على مثل هذه التسهيلات سابقا، الا انه يواجه معارضة بعض الجهات داخل هذه الوزارة او غيرها، لكن هذا لا يبدو كافياً لمنع هذا النائب عن القيام بهذه العمليات الابتزازية، حيث لا يزال   مصراً على المضي قدما بهذه الطريقة في العمل حتى لو كلفت الدولة او كلف المجلس النيابي سمعته" .

وتواصل المصادر ذاتها الحديث عن  قيام المحمداوي بتهديد شركة الموانئ العراقية بكشف ملفات فساد كبيرة فيها، ان حاولت الاقتراب من عمليات الشحن والتفريغ التي تقوم بها شركات تابعة له او لجماعته السياسية، وهو ما يثير حفيظة بعض المخلصين في هذه الشركة حيث يرفض الكثير منهم هذه الطريقة في العمل، فيما  يخضع البعض من ضعاف النفوس او المتورطين ببعض الملفات لهذا النائب، ويجري تسهيل بعض الصفقات التجارية "

فيما قال موظفون في الموانئ لمراسل " العراق اليوم "  في البصرة، ان " المحمداوي لم يكتفِ بهذه العمليات بل ذهب اكثر من هذا، حيث يطالب بعض القيادات الادارية المشرفة على العمل في هذا المرفق الحيوي الى اقتسام ما يحصلون عليه من رشى وعمولات معه والا فأنه سيلجأ الى وسائل الاعلام لفضحهم، او الاطاحة بهم في مجلس النواب ".

تحالف مشبوه

ويبدو ان هذه الطريقة ليست من بنات افكار المحمداوي وحسب، بل انها عابرة للأحزاب والنواب، حيث يواصل مراسلنا في البصرة، تسجيل شهادات موثقة عن الفساد الكبير الذي يمارسه بعض المتنفذين هناك، حيث يكشف عن قيام النائب الاخر   مازن صبيح ظاهر عواد المازني، ، بالاشتراك   مع زميله المحمداوي في ذات الوظيفة الابتزازية، على الرغم من التقاطع الجهوي بينهما، فبحسب الشهادات الموثقة فأن   المازني وهو ايضا عضو في لجنة الطاقة النيابية، يستغل هذا الموقع النيابي الحساس للضغط على قطاعات نفطية، وشركات استثمارية، بالاضافة الى وزارة الكهرباء لغرض الحصول على "قومسيونات" بملايين الدولارات او مواجهة حملات تشهير اعلامية وتسقيط سياسي، فضلاً عن التلويح باستقدام بعض المسؤولين التنفيذيين الى لجنة الطاقة واستجوابهم، مما يعني توسع دائرة الابتزاز والدخول في دوامة الاستدعاءات المتكررة، والتي لا تنتهي الا بفقدان هولاء لوظائفهم او دفع المبالغ لطائلة اتقاءاً للشر، ودفعاً للاستجواب ".

 

يقول احد الموظفين في موانئ البصرة، ان المؤتمر الصحفي الذي عقده المازني لمهاجمة ما سمي مطار الناصرية "وهي كلمة حق اريد بها باطل "، كان بمثابة رسالة منه لبعض القيادات الإدارية لغرض تسهيل بعض المتعلقات به في موانئ البصرة، وهو أسلوب بات يعرفه الكثيرون، حيث يقوم هذا النائب بعقد مثل هذه المؤتمرات الصحفية الصاخبة ثم الاتصال بجهات أخرى  يراد إخضاعها وتهديدها بعقد مؤتمرات صحفية  مماثلة   ان لم يستجيبوا لطلباته غير المشروعة !

ويناشد الموظفون لجان الرقابة المالية او لجان النزاهة او حتى لجنة محاربة الفساد التي اعلن عنها السيد مقتدى الصدر لغرض التدخل الفوري ومتابعة هذا النائب، او حتى زميله المحمداوي لغرض ايقاف هذه الاعمال التي تسيء للبصرة ولمجلس النواب العراقي ولكتليتهما ، وفوق ذلك كله تسهم بشكل واضح بتخريب الاقتصاد العراقي الذي يعاني من كبوات ومشاكل قد لا  يتحمل  إضافة هولاء النواب الفاسدين له، فهل من مستمع"  والكلام للموظفين دائماً .

علق هنا