هل سيعود مقتدى الصدر من بوابة صلاة الجمعة ؟

بغداد- العراق اليوم:

يبدو أن التيار الصدري يسعى للعودة إلى المشهد السياسي الذي كان انسحب منه في خطوة لم تخل من "سوء تقدير"، و ذلك عبر بوابة "الصلاة الموحدة" مع تصاعد الخلافات داخل الإطار التنسيقي، و التحضيرات لانتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها في الخريف المقبل.

ويأتي هذا في وقت تقترب فيه حكومة محمد شياع السوداني من إكمال أول مئة يوم ، وإعلانها انطلاق الخارطة السياسية الجديدة التي ستسبق الانتخابات المحلية المتوقعة بعد أقل من عشرة أشهر، وسط غليان شعبي بسبب استمرار تصاعد سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي.

وأعلن مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مساء الاثنين إقامة صلاة جمعة موحدة في كل المحافظات، من بينها بغداد. و بحسب وثيقة للتيار، فإنه "بمناسبة الذكرى السنوية للفتح المبين واللسان الناطق بسم الله ورسوله وأمير المؤمنين، تقررت إقامة صلاة الجمعة المباركة في عموم العراق، والتي أخرجت من الظلمات إلى النور، على يد ولي أمير المسلمين الشهيد السعيد محمد الصدر (والد مقتدى الصدر) والتي تزامنت مع الولاية المباركة لمولاتنا الزهراء (عليها السلام)".

وقرّر التيار، وفقا للوثيقة، أن "تكون الجمعة المقبلة جمعة موحدة في عموم المحافظات، وكل في محافظته"، مشيرا إلى أن "الجمعة الموحدة في محافظة بغداد تكون في مدينة الصدر" المعقل الأبرز لأنصار الصدر في العاصمة.

وعن أسباب الدعوة إلى الصلاة الموحدة وعلاقتها بالتحشيد الذي يجريه التيار منذ إعلان الصدر اعتزاله عقب اشتباكات المنطقة الخضراء، قال قيادي في التيار الصدري في تصريح صحفي إن "صلاة الجمعة هي أحد أهم عناوين التيار وسر التواصل بينه وبين جمهوره". وأكد القيادي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن التيار الصدري "يقوم بعمليات تحشيد وتنظيم للصفوف وإعادة هيكلة بعض المفاصل في عام أطلق عليه اسم عام التغيير.. التغيير الشامل ومن ضمنه السياسي بالتأكيد".

ويتوقع التيار الصدري متفقا مع محمد الحلبوسي رئيس البرلمان، بأن العام الحالي قد يحمل تغييرات سياسية كبيرة، قد لا يتعدى حدوثها الربع الأول من السنة. وأوضح القيادي أن التيار "يقوم من خلال مشروع البنيان المرصوص بمهام تثقيفية واجتماعية وسياسية، وينفذ عمليات تطهير لبعض المسيئين". وأضاف "الصلاة ليست عبادة فقط، وإنما ستكون فيها رسائل سياسية واجتماعية و وسيلة للتواصل مع الجمهور". وكانت آخر صلاة جمعة موحدة أقامها التيار في بغداد أثناء الاعتصامات داخل المنطقة الخضراء، التي انتهت بمواجهات مسلحة نهاية أغسطس الماضي. وترى أوساط سياسية أن إعلان تنظيم صلاة جمعة موحدة يأتي في سياق عملية إعادة الزخم التي يجريها التيار الصدري قبل الانتخابات المحلية المتوقعة في أكتوبر المقبل. ويهدف التيار إلى السيطرة على أكبر عدد من مجالس المحافظات وتحقيق الأغلبية المريحة، حتى لا يضطر إلى التحالف مع أي حزب. وتعرض التيار الصدري خلال العام الماضي إلى هزات سياسية عنيفة، وفقد أكثر من 50 من أتباعه في الاشتباكات المسلحة التي جرت في المنطقة الخضراء. وقبل ذلك كان قد تنازل مقتدى الصدر زعيم التيار، عن أكبر مكسب تحقق له بعد 2003 حين قرر سحب نوابه من البرلمان في يونيو الماضي، بعد فوزه في الانتخابات التي جرت في العاشر من أكتوبر 2021. كما رفض التيار الصدري، الذي يملك زعيمه قدرة تعبئة عشرات الآلاف من المناصرين بتغريدة واحدة، المشاركة في حكومة السوداني التي وصفها بـ"الميليشاوية المجربة". ولا يعرف حتى الآن إن كان التيار سينخرط مجددا بالاحتجاجات، رغم تأكيد قياداته أن ذلك بمثابة "إعدام جماعي للشباب"، في إشارة إلى ما جرى في اشتباكات الخضراء. والعام الماضي، كان مقتدى الصدر قد وجه تحذيرا شديدا لمنع تظاهرات حاول أتباعه تنظيمها أمام منزله في الحنانة بمدينة النجف. كما كان قد خطب الصدر في نوفمبر الماضي، لأول مرة في صلاة الجمعة بمدينة الكوفة، بعد الأزمة السياسية واعتزاله. وعلى الجانب الآخر فإن خصمه الإطار التنسيقي يواجه انقسامات داخلية حادة بسبب أزمة الدولار، حيث غاب 4 زعماء عن آخر اجتماع للائتلاف الحاكم "ائتلاف إدارة الدولة" وهم نوري المالكي، وقيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق، ومحمد الحلبوسي، وفالح الفياض رئيس الحشد الشعبي. وذكرت وسائل إعلام محلية أن مقاطعة الزعماء الأربعة الاجتماع جاء بسبب خلافات فيما بينهم من جهة، ومع رئيس الحكومة من جهة أخرى، دون المزيد من التفاصيل.

علق هنا