بغداد- العراق اليوم:
وجهت روابط ونخب شعبية عراقية، رسالة خاصة وعاجلة لرئيس مجلس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني، طالبتهُ عبرها بالاهتمام بوزارتين اكثر من غيرهما، لأنهما تتعلقان بأمن الشعب ولقمة عيشه.
وقالت هذه النخب في الرسالة المفتوحة التي ارسلت للسوداني، ان " الأمور تتجه كما هو واضح لتشكيل وزارة ائتلافية جديدة، سيراً على نهج العملية السياسية الذي سارت عليه منذ انطلاقها، وهذا ليس بدعاً من القول او الفعل، لكن ينبغي ان تكون بشرطها وشروطها".
واشارت الرسالة الى ان " رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني امام خيارين مهمين وحاسمين، فأما ان يستسلم لضغوط وطمع وجشع الكتل السياسية وبعض منتفعيها، ونرجع للمربع الأول" وكأنك يابو زيد ما غزيت"، واما ان يستخدم السوداني صلاحياته وقوة شخصيته في استنقاذ ما يمكن إنقاذه، خصوصاً الوزارات التي تتعلق بحياة الناس".
وتوضيحاً لهذا، قالت هذه النخب ان " هناك صراعا شرساً يدور حول وزارة النفط الآن، وللأسف من أطراف كانت حتى وقتٍ قريب تنادي بوأد الفساد وإيقاف السرقات، لكنها الآن تدفع بأشخاص مجهولين، او تخضع لرغبات مسؤولين نافذين حاليين يريدون استمرار قبضتهم على هذه الوزارة".
واكدت النخب ان " الحديث يجري عن ترشيح شخصيتين لوزارة النفط عن طريق ائتلاف دولة القانون، الأول وهو استاذ جامعي مجتث يدعي محمد هليل، ويبدو ان صفحته قد طويت مبكراً ، فيما تقول المصادر ان وزير النفط الحالي احسان عبد الجبار قام بالدفع بأحد مقربيه لبورصة الترشيحات، ويدعى أحمد فاضل ادهيم، وهو موظف بسيط بدرجة رئيس قسم في شركة نفط البصرة.
ويبدو ان احسان عبد الجبار يريد من خلال هذا الترشيح المدعوم مالياً، تحقيق امرين، الاول: التغطية على كم كبير من الفساد، والمخالفات التي ارتكبها أثناء توزيره في حكومة الكاظمي، أي أن يقوم ( مرشحه) أحمد دهيم بغلق كل الملفات والثغرات التي قد يؤدي اكتشافها الى خضوعه للمساءلة القانونية العسيرة.
أما الأمر الثاني فيتمثل بالحصول على العقود والصفقات والمشاريع الكبيرة، للشركة الجديدة التي أسسها احسان عبد الجبار من خلال (وزيره) هذا والاستحواذ على مايمكن الاستحواذ عليه من الصفقات التي تدر ملايين الدولارات، ويبدو ان إحسان عبد الجبار يريد ان يعيد ما فعله معه وزير النفط السابق ثامر الغضبان الذي دفع به للواجهة حينما خرج من الوزارة مطرودا بأمر الشعب المنتفض ".
واكدت هذه النخب ان " هذا التلاعب الواضح والفج بمصير وزارة مهمة ومحورية وأساسية، ليس أمراً هيناً،ولا يجب ان يستمر، فوزارة النفط ليست وزارة شؤون المرأة او حقوق الإنسان او البيئة، مع اهمية هذه القطاعات طبعاً، لكننا نتحدث عن مورد الشعب العراقي الوحيد الذي يؤمن له رغيف خبز، وإذا فرطنا بها فقد وضعنا مستقبل 40 مليون عراقي في المجهول، لذا على السوداني الاحتفاظ بالنفط وعدم المساومة عليها، وعدم القبول بالصفقات المشبوهة، ويجب ان يختار السوداني شخصية نزيهة، مهنية، لا غبار عليها ابدا".
واقترحت هذه النخب على السوداني اسماءً مهنية معروفة، حيث قالت ان هذه الأسماء معروفة للقاصي والداني، وهي جزء من منظومة العمل النفطي، وانها تبدو متعارضة في التوجهات، لكن الاتفاق الشعبي والاختصاصي يشيد بها، مثل الخبير النفطي المعروف فياض نعمة حسن، الذي شغل منصب وكيل الوزارة، فكان من احسن الشخصيات كفاءةً ونزاهة، واما المرشح الثاني فهو المهندس والنائب السابق علي معارج وهو أيضاً مدير عام سابق لشركة نفطية، ومدير عقود حالي، وهو من الأسماء التي لا غبار عليها، وسيأمن السوداني على هذا القطاع، وأما الاسم الثالث، فهو غني عن التعريف، واسم لامع جداً في عالم الصناعة النفطية، وهو الوزير الأسبق جبار اللعيبي، الذي ازدهرت الوزارة بعهده، وأصبحت مؤسسة منتجة ومهنية متصاعدة في الأداء الوظيفي والعطاء الانتاجي.
ولفتت الى ان هذه خيارات ناجحة، نأمل ان يكون السوداني قد وضعها في حساباته.
وزارة الداخلية
وفي ملف اخر من الرسالة، طالبت النخب الشعبية، رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني ، ان يُخرج وزارة الداخلية من الصفقات والحسابات الضيقة، وان يحررها من قيد الحزبية، وان يفك وثاقها الذي يراد ان يغلها بعد ان فكه عنها وزراء أكفاء كالسيد قاسم الاعرجي ، والوزير الحالي الفريق الركن عثمان الغانمي ، حيث سجل هذان الوزيران نجاحاً كبيراً في إدارة هذه المؤسسة التي تتعامل مع حياة الشعب العراقي برمته، فهي المسؤولة عن أمنه واستقراره وأمواله وثرواته وحدوده وسمائه ومياهه وكل شيء في هذه الأرض الطيبة.
وتابعت ان " الكل يتطلع مثلاً الى ان يعاد استيزاز هذه الشخصيات الوازنة والمحترمة، خصوصاً مع الموقف البطولي والتاريخي الذي صنعه وزير الداخلية الفريق الركن عثمان الغانمي أمس، حيث نجح بقوة واقتدار وشجاعة وعزيمة لا تثنيها التهديدات ولا توقفها التوسلات، في إحباط محاولة هروب اخطر الفاسدين في تاريخ العراق، ان لم يكن في تاريخ العالم، حيث نجح بإيقاف هذا الهروب او التهربب، واحبط هذه المحاولة الخطيرة، وقاد فريقه الأمني الخاص، متكلاً على الله تعالى، ولم يذخر جهداً في سبيل احقاق الحق، وانفاذ القانون، وانتهى الى يكون الغانمي بطلاً شعبياً يصفق له الجميع، بدءاً من المراجع الدينية الى ابسط مواطن عراقي فرح في هذا اليوم المبارك، وهو يرى كيف ينقض اسود الغانمي على هذا اللص الدولي، الذي تقول مصادرنا الخاصة، انه عرض 100 مليون دولار ثمناً للهروب، فلم تنفع هذه الاغراءات مع نفوس أبية تحمل القيم الأصيلة والروح الوطنية الوثابة.
واختتمت النخب رسالتها، بالقول إن إعادة توزير الغانمي سيمثل نجاحاً كبيراً لجهود مكافحة الفساد ، وسيشد عضد رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني برجل شجاع لا يهاب ولا يخشى في الحق لومة لائم ، كما ان تحرير وزارة النفط من سطوة النافذين، واختيار فارس مهني شجاع لوزارة الداخلية، سيعطي رسالة اطمئنان للشعب العراقي بأن أمنه ولقمته بيد الإمناء ، وأشارت بالقول " نأمل ان تكون الرسالة قد وصلت، وسمعتها اذن واعية".
اضافة التعليق