تقرير يتحدث عن كواليس انتشار سرايا السلام في بغداد والمحافظات والهدف من الاستعراضات المسلحة

بغداد- العراق اليوم:

نشرت قوات سرايا السلام الخاضعة لقيادة  مقتدى الصدر قواتها في عدة مفاصل من العاصمة بغداد، في نفس الوقت الذي شهدت محافظات البصرة وذي قار وميسان انتشارا كبيرا مماثلا لقوات السرايا، وتقول مصادر صدرية ان هذا التحرك تم بناء على توجيه السيد الصدر لحماية التظاهرات.. غير ان مصادر اطارية تتوقع "نوايا تصعيدية خطيرة" وترجح سعي بعض السرايا للتمركز في الجادرية.

وتفيد المعلومات ان معظم الاحزاب أخلت مقراتها، وكذلك النواب أخلوا مكاتبهم، كما غادر معظم كبار السياسيين والمسؤولين بيوتهم، خوفا من التعرض لهجمات، واعمال عنف، خاصة بعد سلسلة عمليات القصف بالهاونات التي شهدتها العاصمة خلال اليومين الماضيين وتعرض بيوت بعض النواب للاقتحام والتهديد، فضلا عن المخاوف من تكرار سيناريوهات تشرين 2019.

وتحولت العاصمة بغداد خلال الساعات الماضية الى ثكنة عسكرية مخيفة، حيث تم تحشيد اعداد كبيرة من القوات الامنية ونشر مئات الدروع، ونصب سيطرات، وقطع جسور وشوارع بالصبات الكونكريتية، ونصب بوابة حديدية عملاقة جدا على جسر الجمهورية، تحسبا للتظاهرات التشرينية الصدرية التي ستنطلق صباح غد السبت لمنع مساعي تشكيل حكومة جديدة.

وتفيد المعلومات ان المئات من عناصر سرايا السلام تم توجيهها للاشتراك بتظاهرات السبت بصفة مدنية، كما تم توجيه قواعد التيار الصدري للمشاركة بقوة في التظاهرات التي ستنطلق أيضا في بقية المحافظات الشيعية حصريا، وسترفع شعار (الشعب يريد اسقاط النظام).. ومخطط لها ان تقوم في العاصمة بمحاصرة الخضراء من جميع منافذها، فيما سترابط قوات مسلحة من سرايا السلام بمواقع قريبة للتدخل السريع وقتما واجه المتظاهرون اعمال قمع من قبل القوات الامنية. ويرجح ان تشهد ساحة النسور التي ستضم التيار ومجاميع تشرينية موالية الحراك الاوسع من ساحة التحرير التي ستضم فصائل تشرينية رافضة التحالف مع اي حزب، وستنضم لهم حشود صدرية لاستثمار اسمهم في جر الساحة الى مخططها.

وقد اعد التيار الصدري سيناريو ذكي لتثوير الشارع مجددا لكن بواجهة تشرينية من عدد من المجاميع التي استقطبها، ويخطط للتصعيد الى أقصى حد ممكن لمنع اي خطوة جديدة لتحالف ادارة الدولة باتجاه تشكيل الحكومة، في نفس الوقت الذي انطلق منذ أيام بمسعى لاعادة الكتلة الصدرية الى مجلس النواب بتوافق وطني يقود حراكه محمد الحلبوسي تحت عنوان "وثيقة بغداد" ويدعمه الديمقراطي الكردستاني.

حالة من التوتر الشديد تضع العراق على كف عفريت، فثمة مخاوف من سيناريوهات عنيفة، وفوضى، ومحاولات جر البلد الى مستنقع فتنة، في وقت ستتحمل القوات الحكومية عبئا كبيرا في محاولة السيطرة على الاوضاع.

علق هنا