قطر التي أفسدت ذمة بلاتر وبلاتيني وإنفانتينو،  بمليار دولار.. تفسد متعة  أحلى بطولة تنتظرها مئات الملايين في العالم  !

بغداد- العراق اليوم:

هل ضاقت الأرض بما رحبت فعلاً على الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ليتجاوز قارات العالم السبع بأكملها، ويتجاوز اضخم وأعظم المدن الرياضية في العالم، وانقى الأجواء، وأفضل الأراضي، ليقع اختياره على امارة صغيرة لا تكاد ترى بالعين المجردة من ارتفاع بسيط، بل يبحث عنها طيارو العالم بالمجهر لربما، حين يفكرون بالهبوط في مطارها الصغير.

كيف حدث هذا، في إمارة لا تاريخ لها، ولا عمق حضاري، ولا رياضي كروي، ولا حتى عمق انساني، ناهيك عن عدم توفرها على اجواء طبيعية، او توفرها على عنصر بشري قطري قادر على تنظيم حدث كوني كهذا، فضلاً عن خلوها من منشأت وفنادق تكفي لاستيعاب مناصري وجماهير اعظم لعبة عرفها العالم، بل ولا فيها ارضِ قادرة على ضم عشاق المستديرة الذين يريدون أن يتابعوا بشغف العاشق الولهان منتخبات بلدانهم التي التحقت بشرف المشاركة في هذا الحدث الدولي الفخم.

كل هذا تجاوزه الفيفا في عهد جوزيف بلاتر، وبلاتيني، وكل شيء سخر لإجل منح "قطر" الدويلة المجهرية، البائسة من حيث المساحة والامكانات وان ادعت عكس ذلك، واستحوذت على الناس بالإعلام النافخ في صورتها القاحلة، لكن هذا  لا يغير من واقع الحال شيئاً على الإطلاق.

فقطر دفعت الى الأتحاد الدولي للعبة الى أن يُغيّر موعد اقامة المونديال الصيفي في العادة الى مونديال شتائي (تصوروا)! حيث سيكون متابعوه مشغولين بمتابعة ازمة الغاز الروسي في اوربا اكثر من متابعة منتخباتهم التي تخوض صراع الأسود، سيفقد المونديال طعمه الصيفي الرائع في بلداننا الحارة، حيث يتجمع الناس في المقاهي والمنتديات الشعبية بحماسة، وبينهم تدور المشروبات الباردة، ويستمتعون بالرهانات الجميلة على الفرق، والثمن " بارد" لطيف من يد بائع الطف!.

كل هذا لم يعره اتحاد بلاتر وبلاتيني اهميةً، بل لم يعيروا اهمية لفقر المنطقة وضيقها وازدحامها، وهذه الإمارة المجهرية تضيق باكثر من مليوني عامل اسيوي، بينما يهرب سكانها الأصليون الذين يتراوحون بين 300 الى 400  الف نسمة، الى سويسرا وبلدان أوربية اخرى لقضاء عطل طويلة جداً، بل وبعضهم يقيم لمدد طويلة هناك!.

فأي ثمن قبضه الرئيس الفاسد المطرود بلاتر وكلبه بلاتيني، ومن ثم السيد (جياني إنفانتينو) رئيس الفيفا الذي خلف بلارتر ( وجياني هذا أضبط من سابقه فساداً ودناءة) ولماذا تمنح دويلة قطر تنظيم كأس العالم لوحدها، وتفضل على امريكا مثلاً، هل حباً في سواد عيون ( موزه ) مثلاً؟ ولماذا تتغير كل تقاليد وقوانين وضوابط كأس العالم وجعلها تتفق مع مزاج الدوحة؟

الجواب: إنه المليار دولار الذي دفعته قطر عبر سماسرتها الى الرجلين اللذين ضحيا بسمعتمها، ومن قبلها طبعاً سمعة الأتحاد الدولي، وانحازا الى ملف قطر لشراء حق تنظيم بطولة كأس العالم التي ستكون مخيبة للآمال مؤكداً، فمن الأن تأكد أن أغلب مشجعي الفرق الأوربية وحتى من غير أوربا لن يتمكنوا من الحضور الى قطر لمشاهدة المباريات، اذ لا فنادق كافية، ولا شوارع تستوعب هذه الأعداد، ولا حتى اسعار مناسبة، في عاصمة بعيدة جداً، وغير معروفة على خارطة الكرة العالمية، فكيف سيصل الأمريكيون والأوربيون وحتى العرب الذين تمنع السلطات القطرية مثلاً عنهم حق الحصول على اذن الدخول الاعتيادي بدون الحصول مسبقاً على تذاكر المباريات، فكيف سيتمكنون من شراء بطاقات وتذاكر المباريات التي باتت رائجة الآن في السوق السوداء، وباتت عملة للمضاربات اكثر من كونها تذاكر لحضور مباريات كرة قدم.

لقد هدم الفيفا بفعلته هذا البطولة الشتوية الأوربية التي يترقبها العالم سنوياً، ووضع الفرق الكبرى في مأزق واضح، وعطل الكثير من الدوريات العالمية واسعة الشعبية.. 

وللحق فقد نجح بن همام ذلك الرجل القطري الخبير في أفساد الذمم، والمعروف بالمحايلة والكذب، نجح في رشوة مسؤولي الفيفا وكثير من رؤساء الأتحادات الوطنية، ومضى بإفساد اللعبة بأموال الغاز القطري التي تأتي بلا صعوبات الى جيوب امراء بدائيين، يريدون أن يصنعوا لأنفسهم مجداً زائفاً، حتى وأن أفسدوا كل شيء.

المؤكد ايضاً، ان الجمهور العراقي، وخصوصاً جمهورنا الرياضي لن يتمكن من الحضور في قطر لمشاهدة فعاليات كأس العالم، اسوةً بخلق الله في هذه الأرض المعمورة، والأسباب واضحة، ليس اقلها اسعار التذاكر الخرافية، وأيضاً التكاليف الباهظة التي سيتحملها من يريد المغامرة، فضلاً عن أن قطر تغلق ابوابها بوجه العراقيين منذ عقود.



 

علق هنا