هل سينجح الصدريون في استخدام السلاح  التشريني ضد خصومهم في الاحتجاجات القادمة، بعدما أخفقوا في  (الخضراء) ؟

بغداد- العراق اليوم:

من راقب تظاهرات قوى تشرين التي انطلقت في أيلول هذه المرة، ومن سمع خطابات متحدثيها، سيدرك انها قد تكون جزء من التكتيكات الصدرية التي تريد حشد المزيد من الغاضبين ضد الاطار التنسيقي، وهذه المرة ستكون المواجهة عبر طرف اخر، بعد ان أدى الصراع المباشر من قبل التيار الصدري مع الإطار التنسيقي الى تصدعات عنيفة، طبعت صورة كلا الطرفين المتصارعين، واصبح التيار الصدري الذي كان يرسم على مدى السنوات الأخيرة صورة مثالية له، في استخدام العقلانية السياسية، والابتعاد عن العنف، جزءاً وطرفاً في نزاع اهلي يدينه المجتمع الدولي.

هذا التضرر في صورة الصدر وتياره، دفع به الى محاولة التفاف اخرى، ليظهر طرف جديد في صراع الضدين، ولينضم الى نادي المتصارعين، بلا ثمن ولا رؤية، الطرف التشريني، الذي يحسب له انه حرك المياه الراكدة منذ انطلاق العملية السياسية، لكنه فشل في استثمار نجاحاته في اقصاء حكومة ( الففتي- ففتي ) التي تغانمها التيار الصدري مع تحالف الفتح في عام 2018.

في الواقع واجه التيار الصدري تظاهرات واحتجاجات تشرين بعصا غليظة، في الناصرية والنجف وبغداد، وتمكن من الاجهاز عليها بعد ان اتهمها، بالانحراف عن مسار السلمية، وأنها اصبحت مشروعا تخريبياً، وغيرها من التهم، وقد اتهم التيار الصدري حينها، بأنه قدم خدمة العمر لغريمه الاطار التنسيقي الذي " تحمل كلف حفلة تشرين الصاخبة" لوحده، لو لا تبرع الصدر بإزاحة ما تبقى من تظاهرات بتلك الطريقة المعروفة.

هذا التخادم الذي حدث في ما بعد تشرين 2019، بين التيار الصدري والاطار التنسيقي انتهى بعد ان نجح التيار في تحويل صخب الاحتجاجات والرفض الشعبي، الى مقاعد في المجلس النيابي الذي بلغت حصته منه قرابة الثلث، لكنه فشل في اجتياز موانع خصومه الذين اجبروه أخيراً على اخراج حصانه من مضمار السباق، خالي الوفاض.

لم يستسلم الصدر (العنيد) على ما يبدو، وها هو يريد ان يعيد استخدام ورقة تشرين ضد خصومه أيضاً، ولكنه استخدام خطر للغاية، اذ ان توظيف جزء من نشطاء هذا الحراك في مثل هذه المهمة، قد يقابله توظيف مماثل من الخصوم، ما دامت تشرين التي تسير بلا رأس قد حولها البعض ممن اخترقوها الى بندقية للايجار .

واقعاً ان التظاهرات الأخيرة وان حملت شعارات متعددة، لكنها يجب ان تصنف على انها جزء لا ينفصل من حراك التيار الصدري لتقويض سلطة خصومه، وحشد اكبر عدد من الاصدقاء والأعداء أيضاً، فالتيار يعمل على ما يبدو بقاعدة عدو عدوي صديقي، فيما يعمل بعض نشطاء تشرين بلا هدى ولا ستراتيجية، كما يقول بعض المراقبين للمشهد من الخارج.

في كل الأحوال، فإن تظاهرة تشرين الكبرى التي ينوي التشرينيون القيام بها بعد أقل من شهر تقرياً، والتي سيسهم فيها الصدريون بقوة دون شك، ستكون اختباراً لوحدة الهدف والموقف بينهما، وستكون مزازلة هذه المرة، إن بقيا على اتفاقهما في الشارع الاحتجاجي، على أن لا يسمحا ل (الطرف الثالث)  باختراق تظاهرتهما كما حدث في المرات السابقة!

علق هنا