المعركة لم تنتهِ بعد.. ماذا يخبئ الصدر لخصومه، وبماذا يتحصن الأطاريون لمواجهة عودة الغضب التياري؟

بغداد- العراق اليوم:

وضع مقتدى الصدر حداً لمواجهات الـ 20 ساعة الحامية بين سراياه المسماة بسرايا السلام، والقوات الحكومية او كما يدعي انصار التيار، الفصائل المندمجة مع القوات الأمنية المكلفة بحماية المنطقة الدولية ( الخضراء)، حيث سحب الصدر انصاره في 60 دقيقة بعد خطابه الشهير، وأدان العنف المسلح بعد قرابة يوم كامل من اندلاعه، لكن هذا الأمر لم ينتهِ الى هذا الحد كما يرى مراقبون.

حيث يقول المراقبون في أحاديث مختلفة لـ ( العراق اليوم)، أن " الأزمة السياسية تزداد تعقيداً، وتبدو المخارج منها موصدة تماماً، اذ لا يمكن أن يسمح الأطار التنسيقي بقواه المتعددة، للصدر ان يحدث أي  اختراق في صفوفهم، حتى وأن حاول مرات ومرات استمالة هادي العامري ومن معه من حمائم الأطار، ولا يسمح هولاء القادة المتكاتفين على افشال مساعي الصدر لعزلهم، بأي خطوة من شأنها ان تكرس عزلة مستقبلية لهم، مستفيدين من خطأ تكتيكي وقع فيه الصدر بعد سحب نوابه الـ 73 من مجلس النواب".

ويضيف المراقبون " أصبح الصدر عملياً بلا قوة سياسية، ولذا لجأ الى ورقة الشارع، وهي أخر المتارس التي كان الصدر يحتفظ بها في مواجهة خصومه، ويبدو أن اللعب بهذه الورقة ليس سهلاً الى الحد الذي يمكن التلويح بها دوماً، وما مواجهات الساعات الـ 20 الا مثال واضح عن خطورة اللعب الخشن مع قوى تمتلك من القدرة والخبرة القتالية الشيء الكثير".

ويشير المراقبون الى أن" الصدر لربما ادرك الآن ان مواجهة الأطار التنسيقي عسكرياً ستكون له فاتورة مكلفة جداً، فضلاً عن تداعيات هذا على صورتهِ الدولية، أذ لا يريد الرجل ان يتحول لأمير حرب في نظر الإعلام الدولي، لذلك رمى الكرة الآن بملعب الحكومة، باعتبارها الجهة الشرعية القادرة على اخضاع الجميع، وطالبها علناً بسحب قوات الحشد الشعبي والفصائل من مناطق تمركزها في المنطقة الخضراء، وأيضاً ابعاد رئيس الهيئة فالح الفياض، الذي هو قطب اساس من اقطاب الإطار التنسيقي عن موقعه المتقدم هذا، لكن هذه المطالب تبدو صعبة وغير قابلة للتطبيق، اذ أن الحشد والفصائل لن يقدموا للصدر هذه الهدية الثمينة مجاناً، فضلاً عن عدم ثقتهم بنوايا الصدر بعد ذلك".

وعن المستقبل والقراءات لهذا الانسداد المحتدم، قال مراقبون، أن" الأمور لا تبشر بخير، وأن العنف الذي كُبح في بغداد، سرعان ما تفجر في البصرة، وقد ينسخ نفسه في مدن ومحافظات شيعية أخرى، وهذا يتطلب حراكاً مستمراً من جهات دولية أو محلية للتوصل الى صفقة مرضية للطرفين، وأيضاً اقناعهما بأن المعركة أن اندلعت فلا رابح فيها أبداً، وأن الصدامات المسلحة ستدفع المنطقة برمتها الى حرب مباشرة، ليست ايران أو السعودية بمعزل عنها، لذا يجب التعقل، ومحاولة وصل المقاربات الى مناطق مناسبة، والا فأن الجميع مهدد بفقدان عناصر قوته، حتى وأن تمكن من هزيمة خصمه على الأرض".

علق هنا