أي المرجعيتين اثرت على الصدر في قراره الأخير بسحب مقاتلي السرايا من الخضراء؟

بغداد- العراق اليوم:

تداولت صفحات اعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة رسائل سرية زعمت أنها موجهة من مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنائي، واية الله السيد محمد رضا السيستاني، وتضمنت الرسائل التي يتحفظ ( العراق اليوم) على نشرها نظراً لما فيها من لغة خطاب صعبة، تهديدات ووعيد من كلا الطرفين، مع أننا نعرف تمام المعرفة ان الصدر بشخصيته المعروفة لا يقبل ابداً مثل هذه الإملاءات ان صحت، والتي تأمر بسحب الأنصار، وإيقاف القتال، لكننا نريد أن نسأل بوضوح عن تأثير أي المرجعيتين سواء تلك التي في ايران والتي  يمثلها علي خامنائي الذي اوصى به الحائري المعتزل، أم مرجعية النجف التي يمثلها اية الله السيستاني، الذي كان مراقباً للأحداث عن كثب كما يقول مراقبون مقربون منه، دون أن يعطي رأياً صريحاً او علنياً، فيما كانت المصادر تشير الى ان ثمة اتصالات جرت بينه وبين الصدر خلال الساعات الماضية.

كما قلنا فأن الصدر بطبيعته لا يقبل أي املاءات خارجية، ويتحسس من اي لغة تهديد او وعيد، لذا فأننا نستبعد فرضية وجود تهديدات من النجف او خارجها، ساهمت في ان يظهر في بيانه او خطابه الأخير، لكننا قد نلحظ ان ثمة تأثر واضح بمنهجية السيستاني ومرجعيته بدأ يطغى على حضور الصدر السياسي والديني، اذ اعلن الصدر ولمرات متعددة، أنه يريد ان يعتزل الشأن السياسي ويعتكف احتجاجاً على ما يجري في بغداد، وهو موقف يتطابق مع موقف مرجعية السيستاني الذي اعتكف وامتنع عن لقاء اي سياسي عراقي منذ عقد كامل تقريباً، واغلق ابوابه بوجه الجميع، في مشهد يقرأه الكثيرون بأنه سحب للمشروعية الدينية لهذه القوى الممسكة بزمام الأمور في بغداد.

اما بخصوص دور ايران ومرجعية الخامنائي، فنعتقد أن إيران ليست بهذه السذاجة التي تصل الى التهديد للصدر الذي هو يحاول اخذ مسافة واضحة عنها وعن مشروعها في العراق، وقد يكون صراعه معها سبباً رئيسياً في ما يجري الآن من تداعيات خطيرة جداً.

أننا نقرأ المشهد برؤية اخرى مختلفة، ونعتقد أن الصدر " فرمل" حراك تياره السياسي بعد ان تحول الصراع الى صراع دموي قد لا ينتهي بسهولة، وقد يتحول لحرب اهلية دامية لن تتوقف الا بعد عقد أو اكثر كما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية، والصدر لا يريد أن يدخل بوابة التاريخ من هذه الجهة ابداً، لذا لجأ الى خيار الاعتزال، الذي نراه خياراً تكتيكياً، او قصير الأمد، ولن يطول لأن للصدر مشروع لن يتخلى عنه مؤكداً.

علق هنا