تغطية كاملة لما جرى في الأربع وعشرين ساعة الماضية: ثلاثون شهيداً (عراقياً) وحظر تجول، والقوات الأمنية تخرج أنصار الصدر من القصر

بغداد- العراق اليوم:

أعد مراسلو (العراق اليوم) وهيئة التحرير تغطية وافية وشافية لما جرى في العراق من أحداث وردود أفعال، خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية. حيث أكدت مصادر طبية عراقية أمس سقوط 30 شهيداً عراقياً في المواجهات المسلحة التي اندلعت داخل المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس الاثنين اعتزال العمل السياسي.

وشهد العراق في الساعات الأخيرة تطورات أمنية وسياسية خطيرة، فقد أخرجت القوات الأمنية أنصار مقتدى الصدر من داخل القصر الحكومي والساحات المحيطة به، وفرضت حظراً للتجول في جميع المحافظات.

وقال رئيس الكتلة الصدرية البرلمانية المستقيلة حسن العذاري في تغريدة على تويتر إن الصدر أعلن الدخول في إضراب عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح.

وأظهرت مقاطع فيديو اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل المنطقة الخضراء في بغداد، ولم تظهر بوضوح أطراف الاشتباك.

وأفاد مراسل ( العراق اليوم) بسماع دوي 13 انفجاراً في المنطقة الخضراء، واصفاً ما يجري بالحرب الحقيقية.

وأضاف أن الاشتباكات تدور للأسف بين فريقين عراقيين، بل وشيعيين، هما التيار الصدري والإطار التنسيقي اللذان يمتلكان قوات مسلحة وقدرات عسكرية هائلة.

وقال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على توتير إن دم جميع العراقيين خط أحمر.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن 7 قذائف هاون على الأقل سقطت مساء الاثنين في المنطقة الخضراء، التي تضم مقار حكومية وسفارات.

وأفادت وكالة الأنباء العراقية بأن رئاسة الوزراء أعلنت تعطيل الدوام الرسمي ليوم غد الثلاثاء في جميع المحافظات العراقية.

وقالت وسائل إعلام عراقية إن صافرات الإنذار تدوي في السفارة الأميركية في بغداد بعد سقوط قذيفة هاون قربها.

وأكدت إخلاء مقر السفارة الهولندية في المنطقة الخضراء وانتقال موظفيها للسفارة الألمانية، في حين تم التأكد من عدم اخلاء السفارة الأمريكية، فضلاً عن نفي الحكومة الأمريكية اخلاء مقر سفارتها في بغداد.

إشاعات .. هروب المالكي واعتقال الشيخ الخزعلي !

انطلقت منذ ساعات المساء الأولى من يوم أمس إشاعات عديدة على منصات التواصل الاجتماعي، من بينها هروب المالكي بطائرة خاصة، ووصول مقتدى الصدر الى بيروت، والبعض قال الى طهران، لكن الإشاعة الأقوى هي اعتقال الشيخ قيس الخزعلي من قبل عناصر مسلحة من التيار الصدري، وقد وقع الاعتقال في منطقة الوزيرية في بغداد !

وطبعاً فإن جميع هذه الاخبار غير مؤكدة، بل أن بعضها قد تم دحضه وليس نفيه فحسب!

وفي ساعات مت

ومن جانب آخر فقد أفاد مراسل ( العراق اليوم) بوقوع إطلاق نار كثيف قرب البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء، وكذلك حصولإطلاق نار كثيف في البصرة، بالتزامن مع بدء سريان حظر التجول الشامل في جميع المحافظات العراقية.

حيث قالت وكالة الأنباء العراقية إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجه بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني

وأضاف الكاظمي أنه وجه بفتح تحقيق عاجل بشأن أحداث المنطقة الخضراء مطالباً قوات الأمن بحماية المتظاهرين.

وذكرت مراسلة الجزيرة سلام هنداوي أن أعدادا كبيرة من أنصار التيار الصدري انسحبت من المنطقة الخضراء في بغداد.

وكانت القوات الأمنية العراقية قد أعلنت استعادتها السيطرة الكاملة على مقر القصر الحكومي بعد إخراج أنصار التيار الصدري منه.

كما ذكر مراسل الجزيرة في بغداد سامر يوسف إن قوات الأمن أطلقت النار بشكل كثيف داخل المنطقة الخضراء في بغداد، واستطاعت السيطرة على القصر بعد طرد المتظاهرين منه.

وأضاف المراسل أن قوات الأمن أوقفت أفراد طاقم الجزيرة لعدة دقائق وهشمت الكاميرا الخاصة بهم، قبل أن تقوم بطردهم من محيط القصر الحكومي.

وقبل ذلك بساعة فرقت القوات العراقية بقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه أنصار التيار الصدري الذين حاولوا اقتحام مقر الإقامة الرئاسي.

وأغلقت القوات الأمنية العراقية جسري الجمهورية والسنك وسط بغداد والطريق المؤدي إلى مبنى التلفزيون الحكومي.

وكان أنصار التيار الصدري قد اقتحموا مبنى القصر الحكومي داخل المنطقة الخضراء، فيما أعلن رئيس الحكومة العراقية تعليق جلسات مجلس الوزراء إلى إشعار آخر، كما أعلن حالة الإنذار القصوى في بغداد لكل القوات الأمنية.

بدورها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية حظر التجول الشامل في جميع المحافظات اعتبارا من الساعة السابعة مساء اليوم الاثنين، أعلن ذلك في بيان سمي،اللواء سعد معن رئيس خلية الإعلام الأمني

وقد دعت المشتركة في بيانها، المواطنين إلى التعاون التام مع الأجهزة الأمنية كافة، والالتزام بحظر التجول، والابتعاد عن الشائعات المغرضة.

وأضافت قيادة العمليات المشتركة العراقية أن القوات الأمنية تؤكد مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية، وأنها تقوم بواجبها في حماية الأمن والاستقرار

وأشارت إلى أن القوات الأمنية التزمت أعلى درجات ضبط النفس لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي.



حماية المصارف

أفادت وكالة الأنباء العراقيةأن قائد عمليات بغداد أصدر توجيها حاسماً بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية لاسيما المصارف والبوگ.

بدوره، عاهد رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالح الفياض العراقيين بأن يكون الحشد خارج الاصطفاف السياسي، وأن يساهم في حماية العملية السياسية.

وفي ذات السياق، فقد قامت قوات الأمن بإجلاء موظفي مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية على إثر اقتحام المبنيين من قبل أنصار الصدر.

كما قرر رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي تعليق جلسات مجلس الوزراء إلى إشعار آخر بسبب دخول متظاهرين مقر المجلس، وأعلن حالة الإنذار القصوى في بغداد لكل القوات الأمنية.

وطالب رئيس الوزراء العراقي -خلال ترؤسه اجتماعا طارئا للقيادات الأمنية في مقر العمليات المشتركة- القيادات الأمنية بالالتزام التام بحماية أرواح المتظاهرين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.

ودعا الكاظمي في بيان المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية، كما طالب مقتدى الصدر بالمساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية.

وقال رئيس الوزراء العراقي إن تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يعد عملا مدانا وخارجا عن السياقات القانونية، منتقداً ما سماه تمادي الخلاف السياسي ليصل إلى لحظة الإضرار بكل مؤسسات الدولة.

وقال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي إن ما شهدته البلاد اليوم ينذر بخطر كبير، فيما دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني الأطراف السياسية كافة إلى ضبط النفس وألا تسمح بانفلات الوضع عن السيطرة أكثر مما هو عليه.

أما هوشيار زيباري القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ووزير الخارجية الأسبق فقال إن ما حصل اليوم في بغداد كانت نتيجة تراكمية لسياسات ومصالح وقرارات قضائية تعسفية قصيرة النظر.

من جانبه، دعا حيدر العبادي رئيس الوزراء السابق ورئيس ائتلاف النصر العراقي إلى التهدئة وضبط النفس وعدم الانجرار خلف الفتن.

موقف الحزب الشيوعي:

وفي محور المواقف من الاحداث فقد "أكد الحزب الشيوعي العراقي في بيان له بامضاء اللجنة المركزية وقوفه مع أبناء الشعب العراقي لتحقيق التغيير، كما يدين اللجوء الى السلاح والقتل العمد"

مطالباً " بحماية حق التظاهر والتعبير عن الرأي عبر مختلف الأشكال السلمية.

وإدانة إطلاق النار على المتظاهرين والمحتجين وتحميل المعتدين المسؤولية القانونية والسياسية.

وحل الأزمة لصالح تنفيذ مطالب الجماهير عبر العمل فوراً على تشكيل حكومة انتقالية من شخصيات وطنية ذات كفاءة ومحايدة ونزيهة ومستقلة، بعيدا عن الأحزاب والكتل السياسية التي جربت سابقا وثبت فشلها , وبعيدا عن المحاصصة الطائفية والأثنية والطائفية السياسي. والتوجه إلى إجراء انتخابات مبكرة على وفق منظومة انتخابية عادلة والإعداد لمشاريع القوانين ذات العلاقة  بمشاركة وطنية واسعة في غضون فترة وجيزة، ليتم التصويت عليها في جلسة واحدة لمجلس النواب قبل التصويت على قراره حل نفسه". 

كما طلب الحزب الشيوعي من القضاء والمحكمة الاتحادية أن يقدما على إجراء يضمن مصلحة الوطن العليا ويجنب البلد الانزلاق إلى مخاطر تهدد السلم ".

بدوره، قال زعيم ائتلاف الوطنية العراقي إياد علاوي إنه لا سبيل لحل الأزمة السياسية إلا بالحوار الوطني.

كما دعا الإطار التنسيقي في العراق التيار الصدري للعودة إلى طاولة الحوار، قائلا إن على الجميع درء الفتنة وتغليب لغة العقل والحوار وتجنيب البلد الفوضى وإراقة الدماء.

وأضاف أنه لا يمكن الوقوف على الحياد حينما تتعرض مؤسسات الدولة للاعتداء والانهيار، داعيا الحكومة والمؤسسات الأمنية للقيام بحماية مؤسسات الدولة والمصالح العامة والخاصة.

كما دعا الرئيس العراقي برهم صالح المتظاهرين إلى الانسحاب من المؤسسات الرسمية، وإفساح المجال أمام القوات الأمنية للقيام بواجبها.

تاجيل الامتحانات الوزارية

بدورها، قررت وزارة التربية تأجيل الامتحانات الوزارية للمدارس الابتدائية والمتوسطة.

خارج بغداد

وخارج العاصمة، اقتحم أنصار التيار الصدري مكتب مجلس النواب في محافظة كربلاء جنوب البلاد.

وقال قائد الشرطة في محافظة الأنبار إن القوات الأمنية في حالة استعداد قصوى لردع أي خطر يحدث في المحافظة.

وأظهرت صور محاصرة أنصار التيار الصدري محكمة الاستئناف في محافظة ميسان الاتحادية جنوب شرقي العراق.

وقال مسؤولون أمنيون عراقيون إن أنصار الصدر يغلقون مداخل ميناء أم قصر في محافظة البصرة.

وقال مراسلنا في الناصرية إن أنصار التيار الصدري أغلقوا مقر مبنى محافظة ذي قار في مدينة الناصرية.

واقتحم أنصار الصدر أيضا مقر محافظة ديالى شرق العاصمة بغداد، وأظهرت صور بثها ناشطون عشرات منهم وهم يتجولون داخل أروقة مقر المحافظة.

وفي محافظة واسط اقتحم أنصار الصدر مبنى المحافظة وسيطروا عليه بالكامل.

وتفجرت الأزمة عندما أعلن مقتدى الصدر -صباح اليوم الاثنين- اعتزاله الحياة السياسية نهائيا وإغلاق المؤسسات التابعة له.

وقال الصدر -في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر- إنه سيغلق “كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام”.

وتابع “الكل في حل مني، وإن مت أو قُتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء”.

كما جاء في البيان على لسان مقتدى الصدر “لم أدّعِ يوما العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة، إنما أنا آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر، ولله عاقبة الأمور، وما أردت إلا أن أقوّم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية بوصفها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقرّبها إلى شعبها وأن تشعر بمعاناته”..

في المقابل، يتجمع جمهور الإطار التنسيقي عند البوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء في صورة اعتصام يطالب بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة واستئناف عمل البرلمان العراقي.

دعوات للحوار

وجددت الرئاسات العراقية الثلاث -في وقت سابق اليوم الاثنين- دعمها دعوة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لعقد جولة جديدة من الحوار الوطني الأسبوع الحالي لبحث ومناقشة الأفكار والمبادرات التي تخص حل الأزمة الحالية، وبحضور التيار الصدري.

وذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن الرئيس العراقي برهم صالح عقد اجتماعا اليوم بحضور الكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، لبحث المستجدات على الساحة الوطنية.

وأكد المجتمعون أن “الحفاظ على الأمن والاستقرار والمسار الديمقراطي والدستوري في العراق واجب جميع العراقيين كما هو واجب مؤسسات الدولة والقوى السياسية الوطنية، وأن الحوار البناء هو الطريق السليم لإنهاء كل الخلافات الحالية حفاظا على مقدرات البلاد”.

كما شددوا على التقدير العالي لمبادرات الإصلاح على كل المستويات وتطوير عمل المؤسسات المختلفة ومحاربة الفساد، وضرورة أن يأخذ الحوار الوطني مداه لمناقشة كل ما من شأنه ترجمة تطلعات الشعب إلى واقع فعلي.

وكان زعيم التيار الصدري اقترح -أول أمس السبت- أن تتخلى “جميع الأحزاب” عن المناصب الحكومية التي تشغلها للسماح بحل الأزمة السياسية في العراق.

وقال الوزير الصدري صالح محمد العراقي -في تغريدة وقتها نقلا عن زعيم التيار- إن “هناك ما هو أهم من حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع).

وأضاف أن “الأهم عدم إشراك جميع الأحزاب والشخصيات التي شاركت في العملية السياسية منذ الاحتلال الأميركي عام 2003 وإلى يومنا، بما فيها التيار الصدري”.

وفي وقت سابق من أغسطس/آب الجاري أطلق الكاظمي “حوارا وطنيا” لمحاولة إخراج العراق من المأزق، لكن ممثلي التيار الصدري وزعيمهم قاطعوا هذه المبادرة، واعتبروا أنها لم “تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

علق هنا