هل ستصل الأزمة السياسية الى كسر العظم ام سينتصر الحوار الوطني رغماً عن أنف المعوقات ؟

بغداد- العراق اليوم:

يعيش العراق أوضاعاً استثنائية في ظل الأزمة المستحكمة بين مختلف مكونته السياسية، فيما زاد أزماته اشتعالاً، الخلاف بين أنصار التيار الصدري المعتصمين في محيط البرلمان، والإطار التنسيقي، وسط دعوات لإجراء انتخابات مبكرة تخرج البلاد من أزمتها.

أظهر استطلاع للرأي، أن المشهد في العراق يسير نحو التعقيد السياسي وان الشارع العراقي يستبعد نهاية قريبة للأزمة الحالية، وان اظهر جمهور واسع رغبته في ان تواصل القوى السياسية الحوار لاجل انهاء المشكل الحالي، وعدم الذهاب الى خيارات التصعيد، وأن تحقق الهدف المنشود رغم كل الموانع والمعوقات. 

وأكد أستاذ العلاقات الدولية وتاريخ العراق المعاصر، د. مؤيد الونداوي، أن المشهد في العراق يكرر نفسه، لافتاً إلى أن المؤشرات كانت واضحة وقوية منذ البداية على أن ما يجري ليس سوى عبث سياسي. وأوضح الونداوي، أن قانون الانتخاب صيغ بطريقة تخدم الأطراف السياسة، وليس من أجل تحقيق الإصلاح السياسي والديمقراطية.

وذكر أن أصل الأزمة يكمن في بنية النظام السياسي القائم على المحاصصة، مضيفاً: «بعد شهور من الانتخابات لم يصل الجميع للهدف جراء الصراع المرير بين الكتل على شكل الحكومة الجديدة، وتطبيق الانتقال من فكرة التوافق السياسي إلى حكومة الأغلبية ليس بالعملية السهلة والمرنة، لاسيما أنها تتعارض مع مصالح القوى الداخلية».

وتوقع عدم الذهاب نحو التصعيد خلال المرحلة المقبلة وبقاء الشد والجذب على حاله، وربما توصل الطبقة السياسية إلى تفاهمات باعتبار أن التصعيد سيؤثر على مكاسبهم، مردفاً: «سنكون أمام انتخابات جديدة، ما يعني أن الأمر سيستغرق عاماً كاملاً لتشكيل حكومة».

وأشار الخبير الاستراتيجي،  إلى أن العراق يعيش مرحلة «كسر العظم» بين أطرافه التي لا تتقبل بعضها داخل المشهد السياسي، الأمر الذي يدفع الأوضاع نحو مزيد من التصعيد، مضيفاً: «الأطراف متباعدة فيما بينها ولديها الثقل الشعبي والقوة المسلحة بما يكفي لإشعال الشارع».

علق هنا