لماذا يفضلون الأعرجي على العبادي وشكري والسوداني ؟

بغداد- العراق اليوم:

بعد أن استقر رأي قادة الأطار التنسيقي، على مرشحي رئاسة الوزراء، وبات بحكم المؤكد أن اختيار أحدهم قادم لا محالة، أكدت مصادر ومراقبون أن هذه الخيارات منطقية ومعقولة، ويمكن معها الاطمئنان الى أن الأمور تسير نحو التهدئة، لاسيما أن الأسماء المذكورة هي من قادة الخط الثاني، والذين يمكن معهم أن تحدث مصالحة او تفاهم مع الصدر وتياره، فضلاً عن كونهم مرشحي تفاهم مع الشارع العراقي.

وناقشت هذه الأوساط أهم الأسماء السياسية، مؤكدةً أن ترشيح قاسم الأعرجي ومحمد شياع السوداني وعلي الشكري وحيدر العبادي، يعد خطوة مهمة تقرب من مسار التشكيل كثيراً.

وعن حظوظ ومقبولية هذه الأسماء أكدت المصادر والمراقبون أيضاً، الحظوظ متفاوتة والأسماء تخضع لغربلة وتفاضل، ولنبدأ من أخر الأسماء المرشحة.

حيدر العبادي

شخصية جُربت في وقت سابق، امتاز بالتردد وعدم الحسم في القرارات المصيرية، فضلاً عن كونه يعاني من فيتو شديد من دولة القانون، وزعيمه نوري المالكي، الذي لم يسمح أن يمر العبادي بهذه السهولة الى رئاسة الحكومة، خصوصاً مع أنعدام الوزن النيابي للعبادي، اذ لم تحصل كتلته سوى على مقعد او مقعدين في مجلس النواب.

علي الشكري

وزير سابق ايضاً، ومستشار حالي عن حصة التيار الصدري في رئاسة الجمهورية، شخصية ذات مواصفات اكاديمية، إلاٌ أنه ليس شعبياً، وغير ممتد سياسياً، وهو من المحسوبين على ملاك التيار الصدر، وأن الأطار التنسيقي لن يجازف بإستفزاز الصدر بهذا الترشيح، لاسيما أن الأخير اشار بوضوح في بيان شهير الى أن أي خطوة من هذا النوع ستواجه بقوة منه، اذ لا يريد أن يشترك أي صدري حالي أو سابق، او شغل منصباً عن التيار في وقتٍ ما في أي حكومة يشكلها الأطار التنسيقي.

محمد شياع السوادني

وزير سابق، نائب حالياً، منشق عن حزب الدعوة – تنظيم العراق، غير شعبوي، وليست له خبرة أو دراية كافية في العلاقات السياسية لا سيما مع الخارج، وأيضاً فإن الرجل شخصية حديثة العهد في العمل السياسي، لديه بعض المميزات الجيدة، غير أنهُ سيكون استفزازاً للشارع والتيار الصدري، الذي سيعده مرشح المالكي في الخفاء، بينما يواجه هو حالياً فيتو قاطعاً من المالكي، ولأسباب غير معروفة، قد تتعلق باختلافات داخلية، ويبدو الذهاب باختياره الى هذه المهمة مجازفة اطارية غير محسوبة.

قاسم الأعرجي

نائب ووزير سابق، فضلاً عن كونه يشغل منصب مستشار الأمن القومي العراقي، لديه حضور سياسي مقبول جداً، بل ممتاز، ولا يتمتع أي من اقرانه في الوسط السياسي بهذا القبول في الوسطين السني والكردي، لديه سجل عمل وظيفي على مستوى وزارة الداخلية، شكل ملمحاً من ملامح النجاح، وأيضاً قريب جداً من القوى السياسية الشيعية كافة، لديه وشائج مهمة مع التيار الصدري، ويحظى بثقتهم، وأيضاً لديه قرب من قادة الأطار، فضلاً عن ذلك يتمتع الرجل بخبرة سياسية وأمنية جيدة، اذ سبق وان تواصل ونسق وادار ملفات عراقية خارجية، بدت أنها أمنية لطبيعة مهام وزير الداخلية، لكنها ايضاً كانت من الدبلوماسية والسياسة الخارجية قريبة ومتوافقة.

شعبياً لا يواجه الاعرجي أي اعتراضات او تحفظات، ليس لديه تاريخ سيء مع الحركة الاحتجاجية، فضلاً عن ذلك لديه امتدادات عشائرية وقبلية وشعبية جيدة.

مشكلته أن له منافسين، وحاسدين معروفين في صفوف منظمته (بدر) قد يدفعون الحاج هادي العامري الى عدم دعمه، أو حتى الوقوف ضد ترشيحه، وبهذا ستكون بدر أكبر الخاسرين إن لم يرتقي أحد فرسانها سدة رئاسة الوزراء ..

 خاصة وإن الكثير من المراقبين يرى في الاعرجي مرشح تسوية جيد، فضلاً عن كونه رجل دولة جريء في اتخاذ القرارات المصيرية الحاسمة، وايضاً يمتاز بالكياسة والحكمة والمسؤولية العالية، هذه المؤهلات وغيرها قد تشكل علامة مرور بالنسبة له للتكليف بهذه المهمة الصعبة، التي تتطلب رجلاً انقاذياً لديه من العمل المهني والعمق السياسي ما يؤهله لقيادة مرحلة حساسة كهذه التي يمر بها العراق الآن.

علق هنا