هل تنطبق مواصفات "الدولة الرخوة"على دولة الكاظمي الحالية، أم  تنطبق أيضاً على دولة المالكي والعبادي وعبد المهدي ؟

بغداد- العراق اليوم:

 أول من إستخدم مصطلح الدولة الرخوة (soft state) هو الإقتصادي السويدي Gunner Myrdal (گوننر مردال ت ۱۹۸۷) الحاصل على جائزة نوبل في الإقتصاد لعام ١٩٧٤، في كتابه الموسوم:

 “الدراما الآسيوية- بحث في فقر الأمم” 

والذي نشر عام ١٩٦٨.

ويقصد بالدولة الرخوة 

”الدولة التي تضع القوانين ولا تطبقها، ليس فقط لما فيها من ثغرات، ولكن لأن لا أحد يحترم القانون، فالكبار لا يبالون به، لإن لديهم من المال والسلطة مايكفي ليحميهم منه، والصغار يتلقون الرشاوي لغض البصر عنه).. 

ورخاوة الدولة تشجع على الفساد، وإنتشار الفساد يزيدها رخاوة، والفساد ينتشر في السلطتين التنفيذية والتشريعية، حتى يصل الى القضاء والجامعات، ويصبح الفساد في ظل الدولة الرخوة "إسلوب حياة” .

ماهي سماتها ؟ 

أهم سمات الدولة الرخوة:

– تراجع مكانة وهيبة الدولة داخلياً وخارجياً.

-  عدم احترام القانون، وضعف ثقة المواطنين بالقوانين، فمع وجود منظومة قانونية متقدمة إلا أنها تبقى من دون تطبيق، إلا في حالات محددة، حيث يمكن إستخدامها لمعاقبة مناهضي الفساد، أو المطالبين بحقوقهم، أو المجرمين و اللصوص من الطبقات المسحوقة.

– وجود مؤسسات حكومية أكثر من اللازم وبدون دور واضح الى درجة تتداخل وتتشابه معها صلاحيات المؤسسات وهدفها خلق مناصب المحسوبين.

– وجود نخبة فاسدة تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية أولا.

– تفشي الفقر والتخلف لغياب العدالة الاجتماعية، وضعف التنمية أو غيابها.

– نسيج إجتماعي منقسم.

– استشراء الفساد بكافة أشكاله، ونهب المال العام، والتهرب الضريبي الجمركي.

– التبعية للخارج وفقدان الدولة سيطرتها على جزء كبير من قرارها الداخلي .

– ارتباط مصالح النخب السياسية بالمؤسسات الدولية.

– انهيار البنية التعليمية المدرسية والجامعية.

-الاستبداد السياسي.

– الااعتماد على الخارج وعدم الاعتماد على القدرات الذاتية.

– الانحياز إلى الأغنياء وإفقار الفقراء وتحميلهم فواتير الفساد والقرارات الخاطئة.

– عدم احترام حقوق الإنسان وكرامات الناس.

– غياب الشفافية، وعدم الفصل بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة، وخاصة بين المال العام والمال الخاص.

والآن، وبعد أن تعرفنا على أوصاف (الدولة الرخوة) التي وضعها الاقتصادي السويدي (گوننر مردال)، هل نستطيع أن نسمي الدولة الحالية التي يقود حكومتها مصطفى الكاظمي، بالدولة الرخوة، وهل ان الدولة في نسخها السابقة - دولة المالكي أو العبادي أو  عبد المهدي - كانت دولة صلبة، أم أن جميع النسخ ( رخوة )؟

علق هنا