تقرير ايراني : لا تزال جهودنا فاشلة من اجل التقريب بين التيار الصدري والإطار التنسيقي

بغداد- العراق اليوم:

مع بداية عمل “محمد كاظم آل صادق”؛ السفير الإيراني الجديد في ”العراق”، تواترت الأخبار عن جولة جديدة من المساعي الدبلوماسية الإيرانية التي تهدف إلى تسريع مسار اختيار رئيس الجمهورية العراقية، ورئيس الوزراء.

ورغم هذه المساعي، لا يمكن في ضوء الحقائق العراقية الراهنة، التفاؤل بنجاح هذه الوساطات في الخروج من مأزق الـ 224 يومًا؛ التي تلت الانتخابات البرلمانية المبكرة؛ بحسب تقرير “مهدي بازركان”، المنشور بصحيفة “نكار” الإيرانية.

أزمة مستعصية..

ورغم اختتام أولى جلسات البرلمان الجديد العاصفة بإعادة انتخاب؛ “محمد الحلبوسي”، حليف “مقتدى الصدر”، رئيسًا للبرلمان، فإن استمرار فضاء القطبية الثنائية بين الصدريين و(الإطار التنسيقي) يُمثل العقبة الأكبر في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

في غضون ذلك فقد تحول الاختلاف والانشقاق الكُردي بين الحزبين التقليدين؛ (الاتحاد الوطني الكُردستاني) و(الحزب الديمقراطي الكُردستاني)، إلى عقبة أخرى في الأزمة السياسية العراقية على اختيار رئيس “قصر السلام”؛ في “بغداد”.

بالوقت نفسه تعصف الاختلافات على اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة؛ بـ”البيت الشيعي”. لذلك لا يمكن الخروج من المأزق الراهن طالما لم يصل أي من الطرفين إلى السلطة.

فشل المساعي الإيرانية أمام “الصدر”..

ورغم ما يبدو للوهلة الأولى من أن سيناريو تقسيم السلطة هو الأنسب من وجهة نظر (الإطار التنسيقي)؛ في ظل الظروف الراهنة، لكن بنظرة أعمق يتضح أن “مقتدى الصدر” لن يقنع بأقل من السيطرة على السلطة بالكامل والسيادة على كل الشأن العراقي.

لذلك تقوض لعبة “الصدر”؛ أي فرصة ومسعى للاستقرار السياسي في “العراق” وتشكيل الحكومة. ولذلك فقد باءت التحركات الإيرانية طوال هذه الفترة بالفشل. ومن منظور زعيم (التيار الصدري)؛ تدعم “إيران” أهم منافس سياسي للتيار في “العراق”؛ وهو (الإطار التنسيقي).

ولذلك لم تنجح حتى الآن جهود؛ “إيرج مسجدي”، السفير الإيراني السابق في “العراق”، ولا حتى زيارات؛ “إسماعيل قاآني”، قائد (فيلق القدس) المتكررة إلى “العراق”.

“الصدر” وإيران..

ورفض “الصدر” لقاء “قاآني”، يعكس التعارض التام في موقف (التيار الصدري) مع “إيران”، لاسيما في ظل مساعي قائد (فيلق القدس) إلى توحيد موقف الكتل السياسية الشيعية، حتى يتمكن تيار “الصدر”؛ بالتعاون مع (الإطار التنسيقي)، من تشكيل كتلة الأغلبية في البرلمان.

في المقابل؛ لا يمتلك “مقتدى”؛ الذي يسعى في هذه المرحلة الفارقة والحساسة للسيطرة على كامل السلطة العراقية وإقصاء التيار المنافس، أي أسس للحوار مع “إيران”.

جدير بالذكر أن “مقتدى”؛ بلا شك، يتمتع بقدرٍ كبير من الذكاء يمنعه من الإبتعاد عن “طهران”” فترة طويلة، لكنه يُركز في هذه المرحلة وحتى تشكيل الحكومة الجديدة، على إقصاء (الإطار التنسيقي). لذلك لا مفر في هذه المرحلة من انشقاق سياسي بين: “الصدر” و”طهران”.

من جهة أخرى؛ يتبنى “الصدر” خطة جادة لإسقاط التيار المنافس داخليًا. وتغريدة “الصدر” مؤخرًا؛ تؤيد سيناريو رغبته في السيطرة على كامل السلطة العراقية؛ قد تسبب في تغيرات ذات مغزى.

وكان “الصدر”؛ قد دعا قبل: 52 يومًا، جميع الأحزاب والتيارات العراقية عدا حزبه للتفاوض مع كل القوى السياسية دون استثناء بغرض تشكيل حكومة أغلبية وطنية، لكن يبدو أن شخصية “الصدر” الشمولية؛ لا تسمح لـ (الإطار التنسيقي) بتشكيل الحكومة، بحيث يضمن فشل أي محاولة لتشكيل الحكومة في المهلة المحددة، ويُقدم نفسه كحجر بناء سياسي وأن “العراق” لن يشهد أي اتفاق إيجابي ملموس دون مشاركة تيار “الصدر”.

وبعد تحذير الـ 40 يومًا؛ وفشل مساعي تشكيل الحكومة، تهيأت فرصة تشديد الضغط السياسي باسم المعارضة الوطنية. وبالنظر إلى الأوضاع الراهنة، أدرك “الصدر” أكثر من الجميع، أنه لا يستطيع؛ رغم الحصول على النسبة الأكبر من مقاعد البرلمان، القيام باختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والحكومة الجديدة، كما يُصر التيار المنافس بقيادة (الإطار التنسيقي) نفس الأوضاع.

وفي ضوء هذه الأجواء؛ يبدو أن زعيم تيار “الصدر” لا يستطيع منفردًا تنفيذ خطة إقصاء المنافسين، وأنه لن يسمح في الوقت نفسه بمنح التيار المنافس فرصة المناورة السياسية. لذلك فالسيناريو الأقرب للواقع هو أن “الصدر” يسعى إلى تقويض المأزق السياسي الحالي في “العراق”؛ بحيث يتمكن من تحقيق الاستفادة القصوى من أداة البرلمان.

علق هنا