علاء الركابي.. الصيدلاني الذي يواجه وباء الانشقاقات بالتهديدات تارة والتلويح بالابتلاع تارة أخرى

بغداد- العراق اليوم:

يكاد يكون هو مفاجأة الموسم الانتخابي الذي جرى في اكتوبر العام الماضي، الرجل الذي شارك في تظاهرات تشرين ٢٠١٩، بصفة مسعف، ثم سرعان ما تحول الى ناشط سياسي فيها، نازعاً عنه رداء الصيدلاني المتوزع بين الأدوية والعقاقير، متردياً ثوب الزعيم القادم من مدينة تصدر في العادة الحركات السياسية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار.

انه علاء كامل جبار الركابي، الصيدلاني ابن طبيب الأطفال الشهير في مدينة الناصرية، كان يسمع هتافات الغضب الشعبي المتصاعد في ساحة الحبوبي وسط المدينة، من صيدليته الصغيرة وهو يمارس عمله فيها، فتهزه لربما صيحات اولئك الفتية، المنتمون الى اجيال الغضب، والمنحازون لروح الثورة التي تنتشر في مدينتهم دون تكلف.

ينضم الركابي لهذا الحراك، ويتلقفه الناشطون على انه جزء من تنوعهم وقدرتهم على انتاج قادة وحملة شهادات علمية، وهكذا يكون الرجل حصيلة تخادم فرضه سؤال ظل يراود الجميع: من يمكنه ان يترجم هذا الحراك الشعبي، وكيف سينتهي هذا الشد والارتداد ان لم يتصدَ له قادة تفرزهم هذه المرحلة.

ان ظهور الركابي كان عرضاً من اعراض الثورة، وهكذا كان الكثيرون الذين ظهروا على مسرح تشرين الثورة، هم ليسوا اباءً مؤسسون، لا قادة منظرون، لا مثقفون ملهمون، لا ساسة محنكون، بل هم نتاج طبيعي لحراك يريد ان يقدم بديلاً عن واقع يرفضه.

هكذا تطور الحراك سريعاً، ويبدو ان الركابي الذي تحول فيما بعد لوسيط مفاوض عن الساحة استهوته اللعبة،فراح يخوض تجريباً سياسياً فيها، وليعلن عن تأسيسه لحركة امتداد التشرينية التي نادت بشعارات ثورية، وخاضت انتخابات مبكرة، فكانت مفاجأة الموسم اذ حصدت 9  مقاعد نيابية، في حضور شكل صدمة لقوى تقليدية عجزت عن تمثيل نفسها في المجلس النيابي حتى.

ولكن علاء الركابي الرجل الذي لا خيرة له في عالم السياسة، ولم يعرف عنه اي نشاط إجتماعي او سياسي سابقآ، لا يزال يواجه عواصفاً عاتية، تكاد تطيح به ومن معه، فمع محنة تصويته لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، واقترابه من التحالف الثلاثي بقيادة الصدر، وجد نفسه مترنحاً تحت ضربة انسحاب اكثر مت نصف نوابه، معلنين مغادرتهم الحركة وامينها العام الذي وصفوه بالديكتاتور!

لم تكن هذه الانسحابات هي الأولى التي يواجهها الرجل، وحتماً لن تكون الاخيرة، لكنها على اية حال انسحابات مؤذية قد تعجل بخروج الرجل الذي اخترق جدران السياسة العالية بسرعة البرق، فأذا هو قريب من الخروج بذات السرعة ان بقي عاجزاً وهو العارف بشؤون الدواء عن وصف دواء او عقار يوقف وباء الانقلابات والانشقاقات الداخلية التي فتت بنية امتداد الداخلية ولا تزال تضرب في اطنابها بلا هوادة.

علق هنا