هؤلاء لا يمثلونا.. محكمة التمييز الاتحادية: لا نصدر أحكامنا من منصات التواصل

بغداد- العراق اليوم:

لا يختلف اثنان بأن رسالة العمل القضائي هي غاية وهدف وليس وسيلة بيد ضعاف النفوس.

يتميز العمل بالقضاء لخصوصيته بضرورة الإبتعاد عن الإعلام والسياسة والأضواء ونجزم بقسم صادقين بأن الكثير من القامات القضائية العراقية دخلت القضاء وخرجت منه ولا يعرف شكله ورسمه وذلك لالتزامه بثوابت الخلق القضائي فهو رهين محبسين المحكمة وداره لأنه اخذ في حساباته أن التقييم الحقيقي لعمله القضائي وسلوكه من الوسط القضائي فقط وأي تقيم له من خارج هذا الوسط حتى ولو كان ايجابيا يعتبر جرحا لكرامته وعلى هذا فإن ابتعاد القاضي عن الإعلام والسياسة والشهرة يتناسب عكسيا مع القيمة والقامة الحقيقية له فكلما أبتعد القاضي عن الإعلام والسياسة واضواء الشهرة كانت قيمته وقامته لدى الوسط القضائي أكثر وأكثر والعكس ليس صحيحا فقط بل كارثة بكل ما تعنيه الكلمة تحل بسمعة القضاء والقضاة.

والتاريخ القضائي في العراق يحدثنا كثيرا بأن معظم القامات الشامخة في القضاء العراقي العريق ذو المكانة الرفيعة والعلم الغزير والسلوك القويم معروفين فقط في الاوساط القضائية فهم معروفون لديهم ولكن غير مشهورين وغير معروفين في الاواسط الأخرى الاعلامية والسياسة وهذا من نتاج خلق قضائي رفيع تمسكوا به ولم يسعوا إلى الشهرة.

ومازال الكثير منهممن هم مستمرين في الخدمة القضائية او متقاعدين لبلوغهم السن القانوني قد سكنوا الضمير القضائي العراقي العريق بتاريخ كتب بمداد من الذهب من سيرة عطرة أزكى من رائحة الورد وحسبهم هذا تخليد وشرفا فلم يرد في يوم من الأيام في مخيلتهم مطلقا إرضاء الإعلامي او السياسي فلان او عدم التصدي لعلان لا يرى بشخصه سوى رجل القضاء المحايد يحسم النزاعات القضائية بصمت مطبق وفقا للقانون والدستور وهذه رسالته في الحياةيتألم شرفا ويخدش كبريائه القضائي عندما يتصل به احد او يطرح عليه استضافة في برنامج تلفازي وتأبى نفسه أن يكتب او يعلق بأمور تتعلق بالعمل القضائي في مواقع التواصل الاجتماعي لأن تربيته القضائية الصحيحة التي شب و شاب عليها جعلته ينئى بنفسه بعيدا عن بهرجة الإعلام وبريق السلطة الزائف.

أما بعض القضاة وخاصة من الذين خرجوا عن المؤسسة القضائية بمحض ارادتهم وهذا خيارهم والتحقوا بركب اتون السياسة واضواء الإعلام فهؤلاء لا يمثلون القضاء العراقي الرصين مطلقا بل ألد اعدائه لأنهم خانوا ما سعت المؤسسة القضائية على مر التاريخ من تربيتهم على وجوب التحلي اولا بنكران الذات وعدم الانجرار إلى هاوية الشهرة الزائفة وللاسف تنكروا لعناونهم القضائي المقدس واصبحوا نجوم مشهورين في الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي ينافسون في شهرتهم الفنانين والفنانات والرياضيين ورجال المال والأعمال وهم يتلونون في ارائهم القانونية وغيرها وفقا لمقتضيات حال القابض على السلطة السياسة وتغير موازينها فهذا المعيار هو الحاكم بارائهم والمقترنة بمن يدفع لهم أكثر.

والانكى من ذلك قيامهم بتضليل الرأي العام عن طريق هذه المنصات بالتعليق وباهواء شخصية على الاحكام القضائية التي يصدرها القضاء العراقي العادي والدستوري.

وما يؤلم بهذا الموضوع تلقي المقابل البعيد عن الاختصاص القضائي هذه الآراء بأنها من المسلمات لأنها صادرة من شخص كان في يوم من الأيام قاضيا ولا يعلم بأن هذا الشخص يعتبر القضاء وسيلة يستخدمه للوصول إلى أهدافه الشخصية في الوصول والتسلسل إلى مواقع السلطة والقرار السياسي.

العمل القضائي عمل مضني وجهد كبير يصدر احكامه بأسم الشعب من منصة القضاء وليس من منصات التواصل الاجتماعي المنافق فمنصة القضاء هي الحصن الحصين للدولة والمجتمع ومنصة التواصل الإجتماعي لهو وتضليل.

علق هنا