وزير الموارد المائية مهدي الحمداني .. محارب لا يخشى مطلقاً التهديدات والضغوط

بغداد- العراق اليوم:

أنه وزير ليس كمثل الوزراء الذين مروا على تاريخ وزارة الري أو الموارد المائية، فهو يذكرنا بعهد ذهبي من وزراء العراق الذين كانوا يحملون الهم العام في حلهم وترحالهم.

أنه يذكرنا بسفر طويل من الرجال المهنيين الذين عملوا على تأسيس نظام اروائي وطني عراقي، ودافعوا فيما مضى عن حقوق العراق، قبل ان تحل كارثة البعث ونظامه، وتتدخل طموحات صدام المجرم بالسلطة التي اجبرته مثلاً على التنازل عن نصف شط العرب، والسكوت على تجاوزات تركيا على منابع دجلة والفرات الى اليوم الذي وصلنا الى أن يصبح العراق المعروف تاريخياً بالوادي الخصيب مهدداً بالتصحر، والبلاد التي كانت تحسد كونها تمتلك نهرين عظيمين، باتت اليوم تشكو من الظمأ.

نعم، أنه وزير الموارد المائية الحالي المهندس مهدي رشيد الحمداني، الرجل الذي يعمل ليل نهار من إجل معالجة كارثة (نعم كارثة) الجفاف والتصحر، وسرقة موارد العراق المائية من دولتي المنبع ايران وتركيا، ويريد بشتى الطرق ان يوقف عمليات الهدر والأسراف التي يعيشها العراق بالموارد المائية الواصلة اليه، او تلك المتحصلة من مواسم الأمطار الشحيحة، لكنهُ يواجه طواحين الهواء التي تدور وتدور بقوة، ويضيع وسط ضجيجها الفارغ اي صوت ممتلئ حرقة وغيرة على ما يحدث للوادي الخصيب!.

نعم، أنه وزير محارب يصطف اليوم مع وزراء الأمن الغيارى على بلادهم امثال عثمان الغانمي وقاسم الأعرجي وغيرهما من القادة في هذه البلاد، إنه قائد جهاز مكافحة الجفاف والتصحر والتهديد الغذائي الذي بات شبحاً يهدد المواطن العراقي، وبات العطش سيفاً مسلطاً على رقاب الجميع.

فالرجل وزير حقيقي يشغل منصبه دون تكلف او تزلف، بل أن رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، لم يخطئ حين وضعه على رأس هذا الجهاز التقني – الفني الذي يدير ملف المياه في العراق.

المطلوب إسناد حقيقي من كل الفعاليات السياسية والشعبية والنخب الاكاديمية لهذا الرجل – الذي لا يعرفنا بشكل شخصي- لكننا نعرفه ونشخص صوته الوطني من بين كل الاصوات الذاهبة الى هنا وهناك.

أن المواجهة الصريحة التي يقودها الحمداني ضد ايران التي حولت مجاري الانهار الى داخلها، وضد تركيا التي تمضي في غيها بانجاز المزيد من السدود على منابع دجلة والفرات، أنما هي مواجهة كل عراقي يرفض ان تستغل هذه الدول المجاورة لظروف العراق ومحنته السياسية،  لتسرق حقه وتنهب موارده بلا رحمة أو ضمير، مع العلم أن هذا الوضع لن يدوم ابداً، والعراق ليس لقمة سائغة لأحد ليبتلعها بلا رحمة أو رأفة، بل هو (عظم ريس) كما يقال، يغص به كل من حاول ويحاول ان يمررها الى جوفه!.

تحية اجلال وثناء كبيرة لهذه القامة الوطنية، ونتمنى من مجلس الوزراء ايضاً دعم الرجل وهو يقود كتائب من رجال الري العراقيين الاصلاء الذين يعملون ليلاً ونهاراً من إجل العراق وحده لا شريك له ابداً في هذه المحنة الصعبة.

علق هنا