هل ستطيح مبادرة الإطار التنسيقي بالتحالف الثلاثي ؟

بغداد- العراق اليوم:

بقلم أياد السماوي

لعلّ مبادرة الإطار التنسيقي للخروج من مأزق الانسداد السياسي التي أعلن عنها الإطار يوم أمس , هي الحدث الأبرز على الساحة السياسية العراقية خصوصا مع اقتراب انتهاء موعد مهلة الأربعين يوما التي حدّدها زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر , وقبل مناقشة ما جاء في مبادرة الإطار التنسيقي بنقاطها الثمانية عشر , لا بدّ لنا أولا أن نحدّد مفاصل هذا الانسداد وأين تكمن , ومن بعد ذلك نستعرض كيف السبيل للخروج من هذا المأزق الذي وضعتنا فيه نتائج الانتخابات المبكرّة , ومن غير تحديد علّة هذا الانسداد السياسي الحاصل , لا يمكن أبدا أن نوصف العلاج الناجع لهذه العلّة .. فعلّة الانسداد السياسي الحاصل بدأت مع عدم قدرة التحالف الثلاثي على تحقيق النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية , ولو كان التحالف الثلاثي قد تمّكن من تحقيق نصاب جلسة انتخاب الرئيس لما كان هنالك انسدادا أصلا , ولتمّ انتخاب مرّشح التحالف الثلاثي لمنصب رئاسة الجمهورية , ولتمّ أيضا تكليف مرّشح التحالف الثلاثي لرئاسة الوزراء .. وفشل التحالف الثلاثي في تحقيق النصاب القانوني لجلسة النواب هو أساس هذا الانسداد ..

فالتحالف الثلاثي القائم هو أسّ المشكلة وأساسها , وبدون حلّ هذا التحالف الثلاثي لا يمكن للكتل السياسية أن تتقدّم خطوة واحدة باتجاه الخروج من هذا المأزق , كما وليس هنالك من سبيل لحلّ التحالف الثلاثي القائم غير سبيل دفع الحزبين الكرديين الرئيسيين البارتي واليكتي للتوافق على حلّ وسط فيما بينهما واختيار مرّشح مستقل يتوافق عليه الحزبين , وهذا يعني تخّلي الحزبين اليكتي والبارتي عن مرشحيهما لصالح مرّشح متّفق عليه , مع ضمان عدم تدّخل المكوّنين الكردي والسنّي في تحديد الكتلّة الأكبر التي هي من حصّة المكوّن الشيعي حصرا , فهذا هو الحل ولا حلّ غيره إلا بحلّ مجلس النواب والدعوّة لانتخابات جديدة , ولا اعتقد أنّ أيّ طرف يرغب بالذهاب لحل مجلس النواب ..

ومبادرة الإطار التنسيقي التي تقدّم بها لا شّك أنّها قد وضعت الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية , وإعلان الإطار التنسيقي عن التنازل بحقّه بترشيح مرشّحا منه لمجلس الوزراء باعتباره الكتلة الأكبر واستعداده لقبول بمرّشح مستقل يتوافق عليه كلّ المكوّن الشيعي , هي خطوة جادّة لسحب الذرائع من الكتلة الصدرية التي صدّعت رؤوس الجميع بشعار اللا شرقية واللا غربية , فها هو الإطار التنسيقي يضع هذا الشعار موضع التنفيذ الحقيقي وليس الشعاراتي ويعلن عن قبوله لمرّشح مستقل , وفي الوقت نفسه هي خطوة لدفع الحزبين الكرديين للتوافق أيضا على مرّشح مستقل لمنصب رئيس الجمهورية للخروج من المأزق , ولا شّك أنّ الكرة الآن هي في ملعب الأكراد والسنّة معا للتجاوب إيجابيا مع هذه المبادرة ودفعهم للانسحاب من التحالف الثلاثي من أجل الخروج من مأزق الانسداد السياسي والإسراع بتشكيل الحكومة , أمّا بالنسبة لموقف الكتلة الصدرية فلا زال على حاله ولم يتغيّر , ولا أعتقد أنّه سيتغيّر , حيث لا زال زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر يعيش أوهام عزل ائتلاف دولة القانون وزعيمه نوري المالكي ومحاصرتهما سياسيا وقانونيا .. فهل ستطيح مبادرة الإطار التنسيقي بالتحالف الثلاثي ؟

 

 

علق هنا