بغداد- العراق اليوم:
شهدت بغداد جولة خامسة للمحادثات المباشرة السعودية - الإيرانية كان حوثيو اليمن وإعادة سفارتي البلدين على رأس القائمة. وقد عملت الحكومة العراقية على التقريب بين طهران والرياض حتى نجحت في نيسان الماضي (2021) في جمع الطرفين المتخالفتين والمتباعدتين تماماً إلى طاولة المحادثات. لطالما كانت الرياض وطهران تصوبان فوهات بندقياتهما تجاه بعضهما البعض منذ سنوات، وخاضةً ضد بعضهما البعض حروباً بالوكالة من خلال الفصائل التي تتبعهما، لكن العاصمتين قررتا الآن تطبيع علاقاتهما بوساطة عراقية. واحتضنت بغداد آخر لقاء بين البلدين جرى في بغداد بين الأمانة العليا للأمن القومي الإيراني ورئيس جهاز الاستخبارات السعودي، والهدف هو تطبيع العلاقات والاتفاق والتفاهم بينهما، بينما الحرب المذهبية المستمرة بينهما لسنوات طوال تعيق الاتفاق النهائي. عن هذه المحادثات صرح المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، بالقول ان "مخرجات هذه الحوارات نتوقعها أن تلقي بظلالها على أمن المنطقة بالمزيد من الاستقرار والتكامل. العراق وهو ينهض بهذا العبء والدور يستعيد موضعه الدولي ضمن نسق تفاعلاته الإقليمية والدولية. كل ذلك نبنيه على فرص واقعية حية تراها وزارة الخارجية العراقية أن العراق يتوافر عليها من حيث علاقاته الإيجابية المتوازنة مع كل الأطراف في المنطقة". بحثت الرياض وطهران في الجولة الخامسة من محادثاتهما ملفين مهمين، مسألة الحوثيين في اليمن وإعادة فتح سفارتيهما، لكنهما لم تحسماهما، ومن المقرر حسم هذين الملفين بين وزيري خارجية الدولتين في الجولة السادسة من المحادثات. وتأتي المحادثات الإيرانية - السعودية في إطار مساعي الاخيرة لإنهاء حرب التحالف العربي المستمرة منذ سنوات ضد الحوثيين في اليمن. عن هذا قال رئيس مركز العراق للشؤون الستراتيجية، صلاح البوشي، ان "المملكة العربية السعودية بعد تجربتها الحرب مع اليمن، قد تكون غيرت الستراتيجية مؤخراً، وهذه فيها تأثيرات سياسية خارجية وتوصيات على المملكة العربية السعودية تذهب باتجاه تغيير ذلك التكتيك والاعتماد على تهدئة الأوضاع". شهدت العلاقات السعودية – الإيرانية الكثير من المد والجزر على مدار التاريخ، لكن هذه العلاقات تدهورت تماماً في العام 2016 بسبب أوضاع اليمن والحوثيين الذين تدعمهم إيران فانتهى كل شيء، ومنذ نيسان الماضي استؤنفت محادثاتهما المباشرة في بغداد بوساطة عراقية.
*
اضافة التعليق