هل نحتاج الكاظمي؟ نعم لا نزال بحاجة الى (علاقات) مصطفى الكاظمي

بغداد- العراق اليوم:

هل أن رئيس الوزراء مجرد موظف كبير في الدولة، بمعنى هل هو شخص تقني، اداري، يعمل ساعات معينة، يوقع بريد حكومي، ويجلس خلف مكتب وثير، ثم يغادر بعد ساعات معدودة، ليعيش مع افراد عائلته كما يعيش اي موظف اخر؟.

وهل يمكن لأي شخص يملك مواصفات إدارية او خبرات فنية ان يتبوأ هذا المنصب الحكومي الرفيع ام ثمة مزايا وخواص يجب ان تتوافر لدى من يتصدى لهذا الموقع الصعب والشاق والمضني والمتعب فعلاً ؟

بالتأكيد، ان رئيس الوزراء موظف في الدولة، لكنه ليس ككل موظفيها، هو جزء منها فعلاً، لكنه أيضاً قلبها و"الداينمو" الذي يدير كل فعالياتها، هو الموقع الاهم، وبلغة المبرمجين " الأدمن" الأعظم في تقنية تشغيلها، حيث ان المنصب لا يدار ببساطة، ولا يخضع لتقييم بسيط حتى يدفع له بأي شخص يملك بعض الخصائص الذاتية.

رئيس الوزراء هو  أهم شخصية محورية في بنية اي دولة ذات نظام نيابي، وهو الأساس في إدارة كل مفاصل الدولة، لذا فإن العراق يتطلب رئيس وزراء، يمتلك هذه الصفات، ولديه أبعاد من هذا الطراز، ولعل في اختيار مصطفى الكاظمي وجدنا كاريزما الشخص الذي نحتاجه، فبالإضافة الى كون الرجل ذا خلفية ثقافية معرفية، وبعد وطني، ورصيد من العمل الأمني والمعلوماتي المتراكم، فهو يمتلك منظومة علاقات دولية مهمة جداً، نجح خلال فترة وجيزة في ان يوظفها لصالح العراق، ونجح في تحويلها لمنطقة التقاء المتخاصمين، وتجمع المتقاربين، وتعاون المتقاطعين، وشاهدنا كيف ان العراق الدائر في فلك الجوار والأقليم، بات هو مصدر الحوار ومنطلق الاتجاهات المختلفة، وبتنا بفضله، قبلة يقصدها الباحثون عن وساطات وحلول وتقارب على قاعدة مقبولية شخص الكاظمي كوسيط محايد، وشخصية تحترم كلمتها، وتضع نفسها ومن ثم بلادها في المكان الصح.

نعم، لقد حول الكاظمي العراق الى نقطة دبلوماسية نشطة جداً، وكثف من حضوره في الساحة الدولية، وايضاً نجح في صناعة تقارب ستظل افيائه تظلل المنطقة، وحصدنا ثمارها في اليمن وسوريا ولبنان والخليج وغيرها من الدول.

نعم، ها هو الكاظمي يحول العراق الى محور قائم بذاته، بعد ان كانت كل الأطراف تريد ان تحوله الى هامش تابع، ولا يزال العراق يتمتع بسمعة ودور ممتاز في الدبلوماسية الدولية، نحتاج استمرارها وتناميها، خصوصاً مع الأوضاع المحيطة بنا الان، ونحتاج ان يواصل الكاظمي دوره المحوري في قابل الايام، وان لا تنحر القوى السياسية هذه التجربة على مذبح المصالح الذاتية والفئوية.

 

علق هنا