فالح حسون الدراجي يكشف عن العلاقة بين الرئيس كاسترو، والرسام العراقي أحمد حاچم ( أبو إحسان) !

بغداد- العراق اليوم:

«أبـــــو إحســـــان» يحـــــب الحـــــزب الشيوعــــــي العراقـــــي جـــــداً جـــــداً!

فالح حسون الدراجي

جريدة الحقيقة

وأنا أكتب مقالي هذا عن صديقي الرسام الجميل أحمد حاچم الماجد ( أبو احسان)، تذكرت أمراً  كنت قد قرأته في الذكرى السبعين لميلاد الزعيم الكوبي فيدل كاسترو- أي قبل عشرين عاماً من رحيله - إذ أقام وقتها الفنانون التشكيليون في هافانا، معرضاً فنياً بهذه المناسبة، وقد شارك كل فنان منهم بلوحة تعبيرية، أو صورة بورتريه تمثل وجه القائد كاسترو.

وكان الزعيم الكوبي حاضراً ذلك المعرض، وبينما كان ينتقل من لوحة وصورة الى أخرى، توقف فجأة عند صورة بورتريه تمثله وهو يدخن السيجار الكوبي.. بل إن توقفه قد طال، بحيث لفت انتباه المرافقين له، فأدرك مدير المعرض توقف كاسترو الطويل عند تلك اللوحة أو البورتريه.. وأراد أن يكسر الصمت بكلمة ما، لكن الرئيس الكوبي بادره بالسؤال عن الفنان الذي رسم تلك الصورة، فأشار المدير بإصبعه الى أحد الشباب الواقفين، فتوجه نحوه كاسترو وسأله: أأنت الذي رسمت هذه الصورة؟

فقال الشاب : نعم رفيقي..

فقال له كاسترو: أنا أعرف، بل ومتأكد أنك تحبني جداً جداً..

فابتسم الرسام الشاب.. وقال للرئيس:

نعم، أنا أحبك يا رفيق أكثر من روحي، ولكن كيف عرفت ذلك؟

فضحك كاسترو وقال له:

لأنك رسمتني بصورة أحلى من صورتي، وبوجه أروع من وجهي، وملامح أحلى من ملامحي.. لقد رسمتني حلوا جداً، حتى تخيلت أنك رسمتني بفرشاة مدادها العسل وليس غير العسل !

انتهى استذكاري لمشهد كاسترو في عيد ميلاده السبعين، لكن عطر ذلك المشهد ظل عالقاً في ذاكرة قلبي حتى هذه اللحظة رغم مرور 26 عاماً عليها..

اليوم تذكرت  كل ذلك، وأنا أطالع صور البورتريهات، واللوحات التي تمثل وجوه الشيوعيين، وملامح الشهداء والقادة الذين استشهدوا عبر مسيرة النضال الوطني الشيوعي، والناطقة بالرفعة والبطولة والجمال، تلك الصور التي رسمها الفنان التقدمي أحمد حاچم الماجد (أبو احسان) بفرشاته التي تخيلت مدادها من عسل كما قال كاسترو .

والعجيب الغريب في الأمر، أن الصورة الشهيرة للخالد فهد، والتي يحمل فيها راية الحزب الشيوعي الحمراء، وكذلك بورتريه القائد الشيوعي الفذ سلام عادل، وصورة الشهيد الشيوعي الجسور جمال الحيدري، وغيرها من الصور المتداولة في المواقع والصحف والمناسبات الشيوعية، هي من إبداعات صديقي أحمد حاچم الماجد (أبو احسان)، دون أن يعرف الجمهور الشيوعي ذلك، ولعل الأغرب، أننا في جريدة (الحقيقة) وكذلك في موقعنا الإخباري، حيث ننشر هذه الصور الرائعة في جميع المناسبات والأعياد الشيوعية ، لم نكن نعلم أن هذه الصور هي من روائع (أبو احسان)،

ودون أن نضع يوماً، اسمه عليها.. رغم أن الرجل من أقدم وأقرب أصدقائنا.. فأي ظلم نلحقه بهذا الفنان الجميل؟

وربما يسألني أحد القراء الكرام عن كيفية معرفتي بأن هذه الصور المنتشرة والشهيرة للشهداء الشيوعيين، تعود لصديقنا الرسام أحمد الماجد؟

والجواب بسيط، وفيه شيء من المفارقة، سأسنده بالصورة المنشورة مع هذا المقال:

واليكم الحكاية:

كنت على موعد في مقر الحزب الشيوعي قبل حوالي شهرين، مع الرفيق رائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، لإجراء حوار موسع معه لجريدة الحقيقة، وقد جئت قبل الموعد بعشرين دقيقة،  يرافقني الزميل والصديق عباس غيلان، وكي نقضي الوقت الفائض، رحنا نطالع الصور والنشريات واللافتات المعلقة في أركان المقر، وعلى أحد الجدران توقفت بإعجاب كبير عند صورة الخالد فهد وهو يحمل راية الحزب الحمراء، وهنا اقترب مني الصديق أبو احسان، ليسألني بهدوء : ما رأيك بهذا الصورة؟

قلت له: جميلة جداً، وأظن أن من رسمها يحب القائد فهد جداً جداً، ويحب الحزب الشيوعي جداً جداً..

فقال لي مؤيداً: نعم هو كذلك، يحب فهد وحزبه جداً جداً ..

قلت له مستغرباً: وكيف تعرف ذلك؟

فقال أبو احسان ضاحكاً: لأني ( أنا ) رسامها!

فوقفت متعجباً:

ماذا تقول يا رجل؟

قال وهو يؤكد لي ذلك: نعم نعم يا صديقي، أنا الذي رسم هذه الصورة، وكذلك صورة سلام عادل تلك، وبورتريه جمال الحيدري وغيرهم..

ألم يقل لك شقيقي علاء الماجد - سكرتير تحرير في جريدة الحقيقة -؟

قلت : لا لم يخبرني علاء !

فضحك أبو إحسان قائلاً:

هو مثلي لا يجيد ولا يحب الإعلان عن ما ننجزه، إنما نترك المنجز يتحدث عن نفسه ..

آخر الكلام أقول :

شكراً أبا إحسان، فقد تأكد لي من خلالك أن كاسترو كان على حق حين اكتشف عمق وصدق محبة ذلك الرسام الكوبي، الذي رسمه بفرشاة كان مدادها العسل ..!

علق هنا